تحالف الرأسمالية والشيوعية والصفويين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد تدمير حلب وقتل عشرات الآلاف من أهلها، وتشريد الباقي منهم إلى خارج سوريا، تتجه مليشيا الإجرام إلى إدلب وريفها لاستكمال جرائم تفريغ سوريا من أهلها الحقيقيين وتهيئتها لاستيطان جحافل الجراد القادمين من إيران وأفغانستان والعراق من عصابات الإجرام الطائفي.
هذه التحولات التي حققتها مليشيات الإجرام الطائفي بتواطئ من إدارة أوباما الأمريكية ومشاركة الرئاسة الروسية بقيادة قيصرها بوتين الذي هندس أطماع ملالي إيران بالاستيلاء على الأراضي العربية في سوريا والعراق ولبنان، مما مكن الملالي من تحقيق أحلامهم بالوصول إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
وبعد الذي حصل يقف المرء حائراً أمام توافق مصالح الرأسمالية الإمبريالية الأمريكية مع مصالح بقايا الشيوعية التي يحن إليها بوتين ويعمل على إحيائها، ومصالح الأصوليين الطائفيين من ورثة الصفويين الذين يعملون على إحياء إمبراطورية فارس المنقرضة ونفث أحقادهم المتوارثة بحق العرب.
ما الذي جمع كل هؤلاء المتناقضين لعمل جبهة ضد العرب المسلمين الحقيقيين..؟!!
لا نريد أن نستبق ما ستكشف عنه الوثائق الأمريكية بعد مغادرة الرئيس المتواطئ أوباما، وإن بدت بعض المعلومات تتسرب عن مشاركة الثلاثي المتواطئ (أوباما - كلينتون - جونزاليزا) في حلف عقد التفاهمات مع قيصر روسيا وملالي إيران من خلال صُنع «عدو مشترك» تمثل في إطلاق تنظيم داعش الإرهابي الذي صُنع في سجون أمريكا في العراق وبمشاركة إيرانية ومن نظام الأسد، ليكون مبرراً لتدخل روسيا التي أصبحت الوصي الجديد على سوريا، معيدة حكم الوصاية على سوريا، ومبرراً لملالي إيران لتوسيع رقعة نفوذهم على العراق وسوريا وتشديد قبضتهم على لبنان ومحاولات ابتلاع اليمن والبحرين.
هذا التحالف الرأسمالي والقيصري الصفوي، أبرزته وحدة المصالح والأهداف المتمثلة في النيل من العرب المسلمين الحقيقيين، مجندين المنحرفين ممن يدَّعون اعتناق الإسلام وهم بعيدون عنه، بل هم أعداؤه الحقيقيون، فكل السهام والطعنات التي وُجهت إلى المسلمين جاءت من الفرق المنحرفة بدءاً من الصفويين والفرق الطائفية من علويين حكام سوريا والحوثيين انقلابيي اليمن، ومعتنقي مذهب ولاية الفقيه في العراق والبحرين ولبنان.
وعبر هذه الفرق المنحرفة المشوهة للدين الصحيح أمكن للرأسمالية التي وجدت في أوباما الماركة التي تخترق بها النسيج الإسلامي من خلال الترويج لأصوله التي ارتد عنها، وتلبية طموحات القيصر بوتين لإعادة أمجاد الشيوعية، وتحقيق أطماع الفرس الطائفية عبر تنفيذ أجندة الصفويين المبنية على الانتقام من العرب المسلمين الذين يأخذ عليهم الصفويون الفرس إنهاءهم لامبراطورية الفرس المقبورة.