جريدة الجرائد

تعيينات ترامب..حدود التأثير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تايلر كوين

من الطبيعي أن نُقيم تعيينات دونالد ترامب من خلال ما إذا كنا نتفق مع مواقفهم. ولكن حري بنا أن نتساءل عن مدى فعالية الإدارة التي ستتمخض عن هذه الاختيارات. إن أكثر ما يلفت الانتباه في هذه الخيارات العديدة هي افتقارهم النسبي إلى الخبرة بالسياسة التقليدية. فهناك الكثير من الجنرالات السابقين وعدد كبير ممن لديهم خلفيات في العمل بالشركات، بما في ذلك قطاع الطاقة. كما أن وول ستريت (حي المال) مُمثل تمثيلاً جيداً، مع ثلاثة أشخاص ممن عملوا في بنك «جولدمان ساكس»، بالإضافة إلى آخرين. وبالمقارنة، فإن اختيارات أوباما كانت تتمتع بمؤهلات تعليمية أقوى. ولكن هل هذه المميزات في صالح ترامب؟ أعتقد أننا سنبقى مع هذه السمات، أو العلامات لأربع سنوات قادمة. وبالإضافة إلى الخبرة، ربما يتم اختيار الشخص لبعض من هذه الأسباب: القدرة على قيادة مصلحة الجمهور في تغيير السياسات، والقدرة على التأثير في الكونجرس، والقدرة على التفكير خارج «الصناديق» المعتادة لواشنطن، والقدرة على الوصول إلى الرئيس وتحفيزه عند الضرورة.

والخلفيات غير العادية للعديد ممن عينهم ترامب تبدو أكثر منطقية وفقاً لهذه المعايير. على سبيل المثال، لا يبدو ترامب أنه يركز على التفاصيل أو أن السياسة توجهه كما كان الحال مع أوباما. لذا فمن الأكثر أهمية أنه يستطيع الاعتماد على المستشارين لتوجيه انتباهه. وهذا يعني تعيين مرشحين ممن لديهم مصداقية معه والذين يتحدثون لغته، وليس مثقفين. وربما يكون نفس هؤلاء الأفراد فعالين نسبياً في تعاملهم مع الجماهير الأوسع نطاقاً، حتى وإن لم يكن لديهم خبرة تولي المقاليد في واشنطن.

وإذا كان الوضع التقليدي السياسي لا ينطوي على تغيير كبير في المقام الأول، فإن إدخال مزيد من التباين في العملية السياسية ربما يهز على الأقل بعضاً من أجزاء الواضع الراهن. وسيكون هناك الكثير من الزلات، والطرق المسدودة والمواقف السياسية المحرجة على طول الطريق، ولكن لا ينبغي الخلط بين هذه والافتقار إلى النتائج. والإدارة الجديدة التي لا تمانع التعرض لمواقف محرجة تشبه إلى حد ما الخصم الرياضي الذي ليس لديه الكثير ليخسره. ومن السهل القول إن جراح الأعصاب «بن كارسون» غير مؤهل لقيادة وزارة الإسكان والتنمية الحضارية، ولكن سيكون من الخطأ استبعاد نفوذه المحتمل.

أو دعونا ننظر في بعض الأسماء التي تم طرحها في إطار خيارات ترامب المستقبلية. «لورانس كودلو»، المنافس على رئاسة مجلس المستشارين الاقتصاديين، وجهت إليه انتقادات لافتقاره الخلفية الأكاديمية التي كان يتمتع بها من سبقوه. لكنه جيد في الحديث المباشر ولديه خبرة تليفزيونية واسعة. ونظراً إلى أن الحقائق الاقتصادية ذات الصلة بالسياسة هي بسيطة جداً، فإن خلفيته قد تجعله أكثر فعالية من الأكاديميين المعتمدين. ووفقاً لنموذج الحكومة الاتحادية، تزداد الحاجة إلى الكفاءة الإدارية في وزارات المالية والخارجية والدفاع، ويُقال إن خيارات ترامب تتفق مع هذا الرأي. أما بالنسبة إلى العديد من الخيارات الأخرى، فهناك احتمال للمخاطرة. إنني لا أقول إنك يجب أن تتفق مع أجندة ترامب، حيث إنني شخصياً أشعر بالقلق من اختياره لمايكل فلاين لتولي منصب مستشار الأمن القومي. بيد أنني أفسر ترشيحات ترامب على أنها علامة على عملية ذكية واستراتيجية، واختياراته ربما تثبت أنها فعالة في إنجاز الأمور على نحو مثير للدهشة.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف