لا شأن للإسلام بكل هذا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد السيد عطيف
التيارات السنية المتقاتلة ربما لا تعي أنها تلعب في الملعب السياسي بأدوات ليست سياسية ولحساب غير حسابها أصلا، أما الإسلام كدين فهو غني عن خدمة كل تيار وكل أحد
التيارات الإسلامية السياسية لا تخفي تطلعها لأن يحكم الإسلام العالم، يحكم وليس ينتشر في العالم، وهم يقومون بالبروفات كلما سنحت لهم الفرصة، لا تختلف بعض تيارات السنة عن تيارات التشيع الإيراني.
الفوضى الأفغانية تمخضت عن تيار سني حالم تمثل في القاعدة وطالبان دمر أفغانستان وقام بـ"غزوات" حول العالم من باب تمكين الإسلام.
في فوضى الربيع العربي ظهر الإخوان المسلمون المتطلعون وفق أدبياتهم إلى أستاذية العالم، ولهم مرشد أعلى يحظى ببيعة المنتظمين في الجماعة من كل العالم، وهو بذلك جاهز ليكون خليفة المسلمين في اللحظة التالية من التمكين الذي لم يحدث وحسب طبائع الأحوال لن يحدث.
في الفوضى العراقية طوّر أحد أجنحة القاعدة نفسه وأعلن الخلافة التي تلكأت قاعدة قندهار في إعلانها، وظهر أمير المؤمنين في منبر جامع بالموصل في العراق يلقي خطبة قبول الإمارة، ويعين ولاته على الأقاليم العربية.
لكن تيارات من ذات المذهب السني نازعته الأمر، فكلهم يتطلعون لـ"حكم" العالم بالإسلام، خدمة للإسلام كما يصفون، لكن البغدادي سبقهم بالوصول إلى هذا "الحكم بالإسلام".
هناك خلل فيهم جميعا يتعلق بالمبدأ نفسه، الحكم بالإسلام. فهم لا يقصدون بالإسلام ذلك الدين الجامع في مبادئه العليا التي تجمع ولا تفرق، بل يقصدون بالإسلام الشريعة، والشريعة عندهم تشمل ما ورد من تشريعات في القرآن الكريم الذي لا ريب فيه، وما ورد في كتب الحديث، وما ورد عن فقهاء المذهب شاملا ما يفتي به شيوخ التنظيم، ولهذا تفرقوا وسيظلون متقاتلين، وتلك سنة الله تعالى في من اتخذوا دينهم شيعا وأحزابا. الدين في الأصل واحد جامع لا يقبل التفريق.
إن التطلع إلى حكم العالم بالإسلام هو مسعى سياسي بحت يستخدم الإسلام وسيلة لا أكثر مهما كان القائلون به مخلصين أو غير مخلصين. إنهم بذلك يسعون إلى "الحكم" بالإسلام، وليس لعبادة الله بالإسلام.
في الفوضى السورية ظهر الدور الشيعي الإيراني يتطلع ليس لحكم العالم، فهو أكثر واقعية من تيارات السنة، وإنما لحكم المنطقة العربية، ويمثل هذا التيار النظام الإيراني نفسه الذي لا يخفي مذهبيته الاثني عشرية للأبد حسب دستور إيران اليوم، ويسعى إلى تصدير ثورته حسب ما يملي عليه دستوره أيضا، وكما نرى فهو تيار متماسك لم يتشتت لأنه دولة قائمة بذاتها تلعب بنفسها بين اللاعبين، والمذهب الاثني عشري مؤسس على ولاية الفقية، والوليّ الفقيه لا بد أن يكون إيرانيا، ويشغل منصب المرشد الأعلى (وهو أكبر من سلطة الدولة)، ولهذا يحظى بالسلطة على إيران وعلى أتباعه في العالم، وهو بذلك جاهز لتولي خلافة المسلمين في اللحظة التالية للتمكين مثل مرشد الإخوان المسلمين انتظارا لظهور المهدي المنتظر الذي سيحكم الأرض ويملؤها بالعدل كما يصفون.
الفرق بين التيارات السنية المتناحرة التي تتقاتل هناك حتى أضاعت ملامح الثورة السورية وأذهبت ريحها، وبين اللاعب الإيراني أن هذا الأخير أكثر خبرة بالسياسة، فهو يرى "حلب السورية تشكل الخط الأمامي للثورة الإسلامية... وأن طهران باتت تبحث عن أمنها خارج حدودها الجغرافية" كما صرح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري هذا الأسبوع، التيار الإيراني يعرف ماذا يفعل وحدود ما يفعل، ويستخدم حتى التيارات السنية دون أن تشعر، التيارات السنية المتقاتلة ربما لا تعي أنها تلعب في الملعب السياسي بأدوات ليست سياسية ولحساب غير حسابها أصلا، أما الإسلام كدين فهو غني عن خدمة كل تيار وكل أحد، ولا تعي هذه التيارات أن الإسلام نفسه لا يقرها على ما تفعله من اقتتالات وما تسفكه من دماء، لقد انخرطت في لعبة رسمها لها غيرها، مستغلا أوراقا من تراثها الديني، ولم يعد ممكنا الخروج من اللعبة إلا بمعادلة صفرية، إما أموت أو تموت أنت، وكل ذلك لا شأن للإسلام به. ألا وإن العبادات أنواع، عبادة السياسة بالدين، وعبادة الدين نفسه، وعبادة الوهم، أما عبادة الله تعالى فهي شيء مختلف تماما.
التعليقات
باختصار شديد كلامك خاطئ
Almouhajer -أما الدليل فهو من القرآن الكريم . من سورة محمد والآية 35 تقول ""فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ"" هذه الآية تجعل المقال في خبر كان . الإسلام في مأزق كبير , لذلك تتواتر محاولات تجميله والدفاع عنه .
بل للإسلام كل الشأن
زارا -بل للإسلام كل الشأن بكل هذا القتل والدمار الذي يحصل في الشرق الأوسط منذ قرون, فكفاكم تلاعبا بالكلمات. هل تظن انك تدافع عن الإسلام بهذه الطريقة السطحية؟ انت انما تساهم في تدمير الإسلام نهائيا. اذا كنت تحرص على الأسلام فعليك وعلينا جميعا ان نكون شجعانا ونعترف ان الإسلام كان هو السبب الأساسي لظهور اصحاب النهب والسلب والقتل والأسبتداد, خصوصا منذ عهد الأمويين, وعلنيا ان نحاول فهم لماذا حصل كل هذا.
" يحكم وليس ينتشر "
عربي -والجواب كيف أنتشر بما يسمى الفتوحات , وهي غزوات بقوة السيف :- أسلم تسلم ؟!!..يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون , ومعظمهم لم يتمكن من دفعها , فأما الجزية أو السيف , أو ........م !!؟..وهذا ما حدث لأجداد الكاتب الموقر كما لمعظم الآخرين الذين ينكرون أصلهم , ولماذا الألتفاف على هذه الحقائق وطبعا لايمكن نشرها في جريدة الوطن السعودية ...الرجاء من أيلاف الغراء العالمية الأنتشار , نشر التعليق لآنه لايمكن لأحد أنكارها وشكرا وكل عام والجميع بخير وسلام ومحبة وتسامح ..
اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -التيارات السنية المتقاتلة ربما لا تعي أنها تلعب في الملعب السياسي بأدوات ليست سياسية ولحساب غير حسابها أصلا، أما الإسلام كدين فهو غني عن خدمة كل تيار وكل أحد )<< طيب والتيارات الرافضيه المقاتله شو ؟؟ "" اعمل نفسك ميت عند الاسياد""/(هناك خلل فيهم جميعا يتعلق بالمبدأ نفسه، الحكم بالإسلام.))<< عن الخلل يوجد خلل لكن في عقولكم اللي تشاهد افعال اهل الاسلام وتغض الطرف عمدا بكل وقاحه وسفاله وحقاره عن بني صلبون ورفضون وصهيون "" دولنا تحت الاحتلال وعدنا منا وفينا ينهق علينا الذمه وسيعه ""
الحقيقة المرة
القس ورقة بن نوفل -كل مسلم يقرأ القرأن ويتقيد بتعاليمه فهو ارهابى قطعا لان القران يحث المسلم على قتل وذبح كل شخص مخالف له بالدين وهو الدين الوحيد يخرج ارهابيين بسبب ان جنة الإسلام فيها انهار من العسل والخمر والغلمان ولكل مسلم 72 حورية وكلما نكحهم يرجعون عذارى فبينه وبين حياة الجنة المسلمة سوى ان يموت ويفجر نفسه ويقتل اكبر عدد من الكفار كما علمه القران وبذلك افضل له من حياته الأرضية ارجو النشر
مسألة وقت فقط
محمد البدري -يقول الكاتب : (والوليّ الفقيه لا بد أن يكون إيرانيا، ويشغل منصب المرشد الأعلى (وهو أكبر من سلطة الدولة) وهذا غير صحيح، ومثالا على ذلك كان السيد محسن الحكيم العراقي العربي يقلده الشيعة الموجودن فى كل انحاء العالم. أما السيستانى الايراني فان الشيعة فى العراق يقلدونه، أما الايرانيون فبعضهم يقلدونه والبعض الآخر يقلدون خامنئي. أما المهدي فلا يؤمن بظهوره نسبة ليست بالقليلة من الشيعة. فصل الدين عن الدولة سيبعد المعممين عن الحكم، وهذا أمر لابد من حصوله عاجلا أم عاجلا..