قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أيمن الحماد&.. إذن أُوقفت المفاوضات بين المعارضة السورية، والنظام قبل أن تبدأ، فمؤتمر السلام الذي يراد له أن يستمر لستة أشهر لم يستطع أن يصمد لستة أيام! قبل أن يتدارك &"دي ميستورا&" الواقع الصعب والمعقد للأزمة السورية، ويلتقط دفتر أجندته الأحمر، والذي يُذكّر السوريين بحمام الدم الذي لم يُغلق منذ خمس سنوات، وليمعن المبعوث الدولي النظر في روزنامة مواعيده لعله يستطيع أن يحلحل العُقد قبل أن تفلت كل الخيوط من بين يديه، فمرسول السلام المبعوث من الأمم المتحدة التي خذلت السوريين ولم تستطع أن تنقذهم، يضغط من جهة أن هذه فرصة لن تتكرر من أجل إحلال السلام في سورية، ومبدئياً سيكون يوم ال25 من فبراير موعداً للقاء احتمالي بين الجانبين في مدينة جنيف التي شهدت البيان الذي تبنته القوى الدولية، وتريد أن تنقلب عليه، وحتى ذلك الحين على &"دي ميستورا&" أن يجمع في دفتره عدد الضحايا الذين يقول تقرير صادر من الأمم المتحدة الجهة التي يمثلها إن شخصاً واحداً يسقط كل 10 دقائق في سورية كضحية لهذه الحرب!&لقد كان من المفترض أن يكون ذهاب المعارضة إلى جنيف أمراً محفزاً ومشجعاً للقوى الدولية لممارسة الضغوط على النظام ودفع كلا الجانبين نحو الجلوس على طاولة واحدة، وإغلاق الأبواب من أجل مرحلة جديدة وإبداء &"حسن نوايا&" لكن ما حصل أن تلك القوى حاولت الضغط على المعارضة للسفر إلى جنيف، وعندما بدأت تلك العملية ارتفعت وتيرة القصف التي تصفها المعارضة بأشرس وتيرة منذ اندلاع الأزمة قبل خمسة أعوام.&إن من المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة ضغطاً عسكرياً منقطع النظير تشنه روسيا وجيش النظام ومليشيات الحرس الثوري، التي تحقق نجاحات واختراقات عسكرية بفضل الغطاء الجوي الكثيف، وهذا قد يؤدي إلى إضعاف المعارضة التي يرغب النظام أن يلتقيها سياسياً وهي في موقع الضعف وليس القوة، وهذا كان أحد أبرز أهداف موسكو التي أرادت تأهيل النظام وإعادة تعويمه بعد أن بلغ به الضعف حال التداعي لولا أن تداركته روسيا، لكن ما يجري في واقع الأمر من تصعيد للعمل العسكري إنما يعمّق من هوة هي في الأساس والأصل سحيقة بين المعارضة والنظام.&ويدرك الدبلوماسي المخضرم ستيفان دي ميستورا أن أساس العملية السياسية التي يراد لها أن تنطلق هو تطبيق مبدأ حسن النوايا الذي يجب أن يُترجم على الأرض بوقف إطلاق النار لحلحلة هذه العملية السياسية التي توصف بأنها معقدة.&إن حال الصراع في سورية يمكن أن تشبّه بأزمة مغلقة الثابت فيها هو رحيل الأسد إنما استمرارية الصراع العسكري لن تتوقف ما دام نهر الدم يسيل، وإن مفاتيح إغلاق هذا السيل المنهمر لا شك في أيدي القوى الدولية التي تدعي أن الأمر برمته عائد للسوريين فيما هو في حقيقته عائد إليها.&