قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سركيس نعوم&نجح الجيش السوري و"حزب الله" بغطاء من الطيران الحربي الروسي في فكّ الحصار عن قريتي نبّل والزهراء الشيعيّتين الواقعتين في ريف حلب. ونجحا أيضاً في استعادة قرى كانت في أيدي التنظيمات المعادية لنظام الأسد. لكن الإنجاز الأهم في هذه الحملة العسكريّة كان قطع الطريق بين الشطر "المعارض والمتمرِّد" من حلب وتركيا. ويعني ذلك أن طريق الإمداد الوحيد له قد أُقفل وأنه قد يتعرّض إلى حصار. وربما يدفع ذلك الأسد وحليفيه بوتين والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى شن هجوم عسكري واسع لتوحيد حلب وعودة "الشرعيّة" السوريّة إليها. وما قد يدفع الحليفين إلى عملٍ كهذا هو رغبتهما في بقاء الأسد في السلطة. فهو من جهة يوفِّر لموسكو نافذة استراتيجية من خلال قاعدتها العسكريّة في طرطوس ووجودها في مناطق أخرى. ومن جهة ثانية يؤمّن تعاوناً وثيقاً بين الفريقين نظراً إلى التشابه بين نظاميهما وإلى العلاقات العميقة بين أركانهما وإلى حصر الفائدة الإقتصادية بنخبة صغيرة من المسؤولين في البلدين.&هل تُقدم روسيا على تشجيع الأسد على استعادة حلب وعلى توفير الغطاء العسكري الجوّي له؟ وماذا سيكون ردُّ فعل أميركا عليه وردُّ تركيا؟&الجواب عن هذا السؤال يقدّمه مباشرة مُتابع أميركي مزمن وجدّي للمنطقة وسياسة أميركا فيها وسوريا تحديداً. وقد اخترت هذا الأسلوب اليوم لوضع القرّاء في الجو الأميركي الفعلي حيال الأزمة السوريّة وربّما لإظهار التخبّط وغياب القرار عند إدارة الرئيس أوباما وعدم اهتمامها بسوريا الشعب والوطن. ماذا قال المُتابع في جوابه؟ قال: "أتساءل ماذا سيكون جوابنا الآن بعد إرجاء المفاوضات بين نظام الأسد والمعارضة التي كان يفترض أن تبدأ في 25 الشهر الماضي ثم أُرجئت بضعة أيام، والتي لم تبدأ عملياً رغم وجود معظم الوفود المدعوّة للاشتراك فيها، وبعد متابعة الأسد هجومه العسكري من أجل استعادة مدينة حلب. لا نستطيع أن نقول كأميركا أنّنا خُدعنا لأنّنا كنّا نعرف أن النظام وروسيا يعدّان لعملية كبيرة.&لكن كنّا نأمل في الوقت نفسه في أن يمتنعا عن تنفيذها. والآن ندرك بل نتأكّد وإنْ متأخّرين أن ثقتنا كانت في غير محلّها. فالنظام أرسل وفداً إلى مفاوضات جنيف المُرجأة، ونحن ضغطنا على المعارضة للاشتراك فيها، لكنّه وروسيا بدءا هجومهما العسكري رغم ذلك. ولو بقيت المعارضة في المفاوضات لبدت أنها، ونحن معها، مذعنة لمحاولة النظام السوري استعادة حلب. وخروجها منها سيدفع لا بل دفع الأسد وروسيا إلى لومها على ذلك. لذلك فإن السؤال الذي أطرحه هو: هل صارت المفاوضات من أجل إنهاء الحرب في سوريا والقضاء على الإرهاب فيها قضية خاسرة وكذلك موضوع العاصمة الثانية لها؟"، وهو يجيب عنه بالآتي: "ليس واضحاً كثيراً الآن ماذا سيكون رد فعل رئيسنا باراك أوباما على الحملة العسكريّة السوريّة النظاميّة &- الروسيّة، ذلك أنه سيتعرّض إذا لم تتوقّف في سرعة إلى انتقادات قاسية من داخل أميركا. وقد يفرض ذلك على وزيرة خارجيته السابقة والمرشّحة الديموقراطيّة لرئاسة الدولة حالياً هيلاري كلينتون الابتعاد عنه أو إلى البقاء على مسافة منه على الأقل. صحيح أن الجميع في بلادي اليوم منشغلون بـ"التغلّب" على ما خلّفته نتائج الانتخابات التمهيديّة للمرشّحين الرئاسيّين الجمهوريّين والديموقراطيّين في آيوا قبل أيام، لكن ذلك لا يستغرق وقتاً طويلاً. على رئيسنا أوباما أن يردّ أو أن يقوم بردّ فعل. فتركيا والمملكة العربيّة السعوديّة حليفتانا غاضبتان جداً الآن. لذلك فإن الـ 48 ساعة المقبلة قد تكون مشوّقة ومهمَّة، وتؤكّد ذلك الأسئلة الآتية: هل تتدخّل تركيا التي اعتبرت حلب دائماً جزءاً منها والتي ترفض اقتراب الجيش السوري وميليشيات إيران وجيش روسيا من حدودها؟ هل تُعلن أميركا منطقة حظر طيران في سوريا؟ هل تتدخّل قوات أميركيّة جويّة ضد القوى النظاميّة السوريّة وتحذِّر روسيا من استعمال سلاحها الجوّي الموجود في سوريا ضد هذه الخطوة؟ كل هذه الأسئلة على الطاولة الآن. إلاّ أنّني لست متفائلاً رغم ذلك. فالسؤال الأساسي الذي يلازم بل يقضّ مضاجع القادة في أميركا هو: هل نريد صراعاً مع روسيا في سوريا أو ما تبقّى منها؟".&إلاّ أن السؤال الذي يجب أن يطرحه الأميركيّون هو: لماذا الروس متقدّمون علينا دائماً بخطوة في سوريا؟ علماً أنّهم يعرفون الجواب وهو: لأن موسكو تعرف بدقّة ماذا تريد.