جريدة الجرائد

من تستهدف غارات بوتين في حلب؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس حرفوش

بالطائرات والمدافع رد فلاديمير بوتين في حلب على العملية السياسية في جنيف التي استبعدت من صنّفهم هو وبشار الأسد معارضين، وطالب بجلوسهم الى طاولة المفاوضات مع وفد النظام. لكن بوتين ردّ ايضاً في حلب على تركيا وأوروبا وعلى حلفاء المعارضة السورية من العرب، كما ردّ في الوقت ذاته وبصوت عالٍ على باراك اوباما صارخاً: أنا صاحب القرار في الحرب السورية كما في الحل.

&

ينفذ بوتين في غاراته على حلب الهدف الذي وضعه النظام منذ بدايات الحرب، وهو انه لا توجد معارضة معتدلة للتفاوض معها في سورية. هناك جماعات ارهابية لا بد من القضاء عليها قبل ان يصير ممكناً التوصل الى حل سياسي. لذلك لا يرى الروسي في حلب وفي درعا وفي ريف اللاذقية وفي سائر المواقع سوى &"ارهابيين&"، حتى ان السفير الروسي في جنيف استغرب ان تقاطع الهيئة العليا للمفاوضات محادثات جنيف احتجاجاً على الغارات الروسية، وطالبها بأن توجه الشكر الى موسكو على حفلة القتل والتهجير التي تمارسها في سورية!

&

ما هي النتيجة الطبيعية للقضاء على مواقع المعارضة المعتدلة في سورية وعلى قواعد &"الجيش السوري الحر&" سوى أن يتحول تنظيم &"داعش&" الى القوة الوحيدة التي تزعم القدرة على حماية مصالح الأكثرية في سورية؟ وعندها يتحقق حلم النظام وروسيا معاً، وهما اللذان يستبعدان مواقع &"داعش&" من الهجمات التي يشنّانها على ما يقولان انها &"جماعات ارهابية&". ثم، كيف يكون رئيس هيئة المفاوضات رياض حجاب مواطناً صالحاً عندما يقبل تعيينه رئيساً للحكومة السورية، ثم يتحول الى &"راعٍ للإرهاب&" عندما يقف الى جانب مواطنيه الذين يحتجّون على جرائم القتل التي ترتكبها قوات النظام؟

&

معركة حلب تزيل كل الشكوك حول طبيعة الدور الروسي وأهدافه. انها تلغي اي دور لنظام بشار الاسد في تقرير المرحلة المقبلة. فالعنوان الأساسي للمفاوضين الغربيين، وربما العرب أيضاً، سيكون بعد الآن في الكرملين مع فلاديمير بوتين. في يديه ورقة الضغط على الأوروبيين من خلال مسألة اللاجئين الذين اصبحوا يشكلون أكبر هاجس لأوروبا، يهدد مشروعها الوحدوي وحدودها المفتوحة. وفوق ذلك تساهم أزمة اللاجئين في صعود تيارات اليمين المتطرف في اوروبا، كما نشهد في المانيا وفرنسا وحتى في دول ليبرالية تقليدياً مثل الدول الاسكندنافية، وهي تيارات حليفة للقومية والفاشية الروسية التي يعدّ بوتين أفضل رموزها المعاصرة.

&

معركة حلب هي ايضاً عامل ضغط على تركيا من خلال دفعها الى اتخاذ موقف صعب من التدخل العسكري في سورية، فضلاً عن تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين عبر الحدود التركية، وما يشكله ذلك من عنصر قلق في الداخل التركي، واضطراب في العلاقات التركية - الاوروبية والتركية - الاطلسية، بينما تستمر المطالب الغربية بضرورة استيعاب تركيا لملايين الهاربين اليها، لتخفيف الضغط عن حدود &"شينغن&" الأوروبية.

&

لكن، أبعد من كل ذلك، من شأن التدخل الروسي أن يرسم خريطة جديدة للحرب السورية ولسورية ذاتها، هي خريطة تثبيت التقسيم. يصعب على بوتين وعلى بشار الأسد وقاسم سليماني إخضاع كل السوريين لمشروعهم. يمكنهم السيطرة على المناطق ذات الأكثرية الشيعية، وإخراج المعارضة من المناطق والبلدات التي تقيم فيها هذه الأكثرية، كما حصل في نبل والزهراء وفي ريف اللاذقية. لكنهم لا يستطيعون فرض نفوذهم على ابناء المناطق الاخرى، حتى لو أخرجوا قوات المعارضة منها بالقوة. والدليل هو عشرات آلاف الهاربين من المناطق التي يزعم نظام الأسد وشركاؤه أنهم استعادوها الى سلطة الدولة السورية. لماذا يهرب هؤلاء المواطنون السوريون من هذه السلطة ويبحثون عن أي مأوى، اذا كانوا يعتبرون انها هي السلطة التي تمثلهم وتحميهم؟
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تركيا في عين العاصفه
عبدالله العثامنه -

لا يهم الولايات المتحده من يكون صاحب القرار في سوريا المهم عندها أن يكون هناك معتوهاً قوياً يتولى تنفيذ المهمه المقدسه نيابةً عنها وعن اسرائيل لأن سمعة أمريكا بعد أفغانستان والعراق لا تحتمل انخراطاً مباشراً وعنيفاً للدفاع عن نظام شوفيني مهترىء طائفياً وقومياً وانسانياً ،،، يقوم بوتين الأن بسمح حلب وأريافها عن الخارطه على مرأى ومسمع العالم المنافق ولا أحد يتكلم لأن معركة حلب بالأساس هي معركة تركيا والسعوديه وفي حال سقوطها أو فصلها عن الحدود التركيه سيتم تجريد تركيا من الورقه الوحيده التي تحصّنها من الاستباحه والتقسيم ،،اذاً عملية فصل تركيا عن الثوار وحرمانهم من الدعم العسكري والانساني سيفقد تركيا ورقتها القويه والوحيده أمام روسيا وايران وعملياً ستصبح روسيا وايران مجاورتين لتركيا من حدودها الجنوبيه وعندها سيتم اطلاق العامل الكردي على الحدود متزامناً مع العامل الداعشي من الداخل والخارج والعامل العلوي في الاسكندرون ليفعلوا فعلهم المنتظر والمطلوب هذا عدا عن افقاد الثوار منفذهم ومتنفسهم الوحيد بهدف خنقهم مقدمة لاستسلامهم وابادتهم،، فصل حلب عن الحدود التركيه يعني التقسيم الأكيد لسوريا والتقسيم الأكيد لتركيا والانتصار على السعوديه انتصاراً محققا له نتائجه المرعبه على المنطقه والخليج العربي ،، الأن بعض الأرياف الحلبيه أصبحت مفصوله تماماً عن مدينة حلب مما قطع الاتصال بين الثوار وبينها وكل ذلك بسبب اضطراب السياسه التركيه التي أوصلت أعدائها التقليديين الى حدودها الجنوبيه ،، مساكين الاتراك يظنون أن اعترافهم بدولة اسرائيل وعلاقاتهم معها ستشفع لهم عند أمريكا وروسيا والغرب!!،،، لا أشك أن العرب والأتراك سيدفعون الثمن غالياً لقاء رضوخهم للضغوطات الأمريكيه التي أفلحت في منعهم من ايصال الصواريخ المضاده للطائرات الى سوريا وعليهم أن يتحمّلوا النتائج .