من زرع الخوف في بيوت الله ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
& نورة الثقفي
بعد تكرار انتهاك حملة الأحزمة الناسفة من الفئة الباغية حرمة المساجد والدماء المعصومة، رصدت "الوطن" أمس احتياطات أمنية مكثفة في عدد من المساجد ليأمن المصلون على أنفسهم خلال أدائهم شعيرة الجمعة، فيما دعا مستشارون في الشريعة والأمن إلى ضرورة معالجة الفكر المتطرف بالتحليل العلمي والنفسي والأمني، مشيرين إلى أن الاحتراز والاحتياط في مثل هذه الظروف الإقليمية والدولية واجب.
&
فيما ولّى المصلون وجوههم شطر المسجد الحرام لأداء صلاة الجمعة في بيوت الله، أخذ رجال الأمن مواقعهم لحراسة المصلين وحمايتهم من حملة الأحزمة الناسفة الذين يستهدفون المساجد ويزرعون الخوف في بيوت الله الآمنة، ويسعون إلى خرابها ولكنهم فشلوا وخاب مسعاهم. ورصدت "الوطن" أمس احتياطات أمنية مكثفة في بعض المساجد التي يفترض أنها منبع الأمن والأمان وملاذ للخائفين.
وأرجع مستشارون في الشريعة والأمن زرع الخوف في المساجد إلى الفئة الباغية التي انتهكت حرمة المساجد وقبلها حرمة دماء المسلمين المعصومة وحولتهم إلى أشلاء تتناثر بالمساجد.
حذر واحتياط
قال المستشار القضائي الشيخ صالح سعد اللحيدان إن بيوت الله لا تزال آمنة، وليست كل الجوامع في المملكة كافة عليها حراسة، وإنما هناك ملاحظة وتفقد وتثبت، من الناحية الأمنية الاستراتيجية، ولا أعتقد أنها حراسة وإنما حذر واحتياط، لأن كافة المواطنين مع ولاة الأمر يشجبون كل ما حدث. وما حدث إنما نشاز ونوع من الإثارة ليس إلا، ولكن من باب الاحتياط والتدبر يجب أن يكون تكون لدى المسؤولين درجة قصوى من الفهم ومن الوعي لتفقد الجوامع وترتيب وتنظيم ما يمكن الإحاطة به، مما قد يوجب حدوث خلل في الأمن.
وأضاف اللحيدان "يجب معالجة هذا الفكر الضال وهذا الاتجاه والانتماء عن طريق التحليل العلمي والنفسي والأمني للقضاء على الفكرة ابتداء، وإذا قُضي على الفكرة يمكن أن يزول هذا الأمر، وهذه الفلول الضالة لن تستمر بإذن الله".
الإرهاب زرع الخوف
أكد المستشار الأمني اللواء مساعد العتيبي أن الإرهاب والفكر المتشدد المتطرف الذي خرج عن النهج القويم وعن وسطية الإسلام أفضى إلى هذه الظاهرة وزرع الخوف في بيوت الله الآمنة، مشيرا إلى أن هؤلاء قلة لن يغلبوا الأكثرية، والاحتراز والاحتياط في مثل هذه الظروف الإقليمية واجب، ومن الضروري أن نأخذ بالأسباب، ونحمد الله أن الأجهزة الأمنية على درجة عالية من اليقظة والحس الأمني الرفيع.
إلى ذلك، ينتشر رجال الأمن في كافة جوامع ومساجد مدن وقرى الأحساء، لتوفير الحماية الأمنية للمصلين، وذلك حفاظا على سلامة المصلين، ويعمد المسؤولون في هذه الجوامع على دعم ومساندة ذلك الوجود الأمني بعدة إجراءات احترازية داخل الجوامع وخارجها. وجاءت تلك الإجراءات عقب الحوادث الإرهابية الأخيرة.
إجراءات احترازية
أبانت مصادر عاملة في تلك الجوامع والمساجد لـ"الوطن" أمس، أن من تلك الإجراءات التي هدفها التصدي لتلك الجرائم الإرهابية، ما يلي: تأمين مواقف للسيارات على مسافة بعيدة من الجامع، وقبل ذلك التأكد من جميع المركبات في داخل نطاق الجامع لإبعاد أي مركبة غير معروفة، وضع حواجز خرسانية في بعض المواقع المحيطة بالجامع، وضع كاميرات فيديو للمراقبة، تقليل وحصر المداخل والمخارج في الجوامع.
بدورهم، عبر مصلون في جوامع بالأحساء أمس، خلال أحاديثهم إلى "الوطن" عن تقديرهم البالغ لرجال الأمن في مختلف الأجهزة الأمنية، والتي من بينها: الشرطة والبحث الجنائي وأمن الطرق والمرور والدوريات الأمنية، للإجراءات الأمنية والمرورية التي اتخذتها تلك الأجهزة، لتوفير الأمن والسلامة والحماية لجميع الجوامع والمساجد، مؤكدين أن الأجهزة الأمنية في المحافظة حققت نجاحا كبيرا في أداء مهامها على أكمل وجه.