الانتخابات التمهيدية..الصدارة لهيلاري وترامب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جيفري كمب
في يوم السبت الموافق 20 فبراير، فاز &"دونالد ترامب&" وهيلاري كلينتون بسباقين مهمين، وعززا وضعيهما كمتصدرين للسباق الانتخابي، وحظوظهما كمرشحين محتملين للحزبين &"الجمهوري&" و&"الديمقراطي&"، لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجرى في نوفمبر المقبل.
وكان الفوز الذي حققه &"ترامب&" مؤثراً، حيث فاز بانتخابات &"ساوث كارولينا&" التمهيدية بعد أن تقدم بهامش كبير على السيناتور ماركو روبيو، والسيناتور &"تيد كروز&"، اللذين خاضاً معركة شرسة أسفرت عن حلول &"روبيو&" في المركز الثاني بفارق كبير عن الأول، و&"تيد كروز&" في المركز الثالث.
أما &"جيب بوش&" المرشح المحتمل المفضل لمؤسسة الحزب &"الجمهوري&"، فقد قدم أداءً متواضعاً للغاية، وخرج من السباق الانتخابي، وهو ما مثّل إحراجاً غير مسبوق للمؤسسة، ولعائلة بوش.
وفوز هيلاري كلينتون على السيناتور بيرني ساندرز، في مجمع نيفادا الانتخابي، وإنْ كان بفارق ضئيل، إلا أنه يعتبر مهماً، لأن خسارتها الفادحة أمام &"ساندرز&" في انتخابات نيوهامبشير التمهيدية في الرابع من فبراير الحالي، أدت إلى تكهنات انعكست في صورة أرقام منخفضة في مراكز التصويت، مما وضع حملتها في مأزق عميق.
وبفوزها في نيفادا، تصبح كلينتون هي المرشحة على نحو كاسح للفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب &"الديمقراطي&"، التي ستعقد في &"ساوث كارولينا&" في السابع والعشرين من هذا الشهر،
وقد أظهرت انتخابات نيفادا، أن هيلاري تتمتع بدعم قوي للغاية في أوساط الأميركيين من أصول أفريقية، الذين سيشكلون بالإضافة للهيسبانيك (الأميركيين من أصول لاتينية) نسبة مرتفعه من الناخبين &"الديمقراطيين&" المحتملين.
لذلك يمكن القول إن هيلاري وما لم تحدث انتكاسة كبرى ما، تسير في المسار الصحيح، نحو تأمين ترشيح الحزب &"الديمقراطي&"، خصوصاً إذا أخذنا في الحسبان أن &"ساندرز&" لا يتمتع بدعم قوي في الولايات الجنوبية الرئيسية.
فضلاً عن ذلك، وعلى النقيض من الصراعات الصاخبة، وشديدة الضراوة داخل الحزب &"الجمهوري&"، نجد أن كلينتون وساندرز ليسا عدوين بحيث يمكن التكهن بأنه إذا ما خرج &"ساندرز&" أو انسحب من السباق، فإن أنصاره سيصوتون لكلينتون على الأرجح.
الوضع داخل الحزب &"الجمهوري&" مختلف تماماً، فبعد خروج &"جيب بوش&" من السباق، سيضطر كل من &"روبيو&" و&"كروز&"، أن يكثفا من هجماتهما المتبادلة، ومن هجومهما معاً على &"ترامب&".
مع ذلك، قد يُبلي &"كروز&" بلاءً حسنا في مسقط رأسه بولاية تكساس، عندما يقوم ناخبوها بالتصويت يوم الثلاثاء الأول من مارس القادم. وهذا اليوم يطلق عليه في الانتخابات الأميركية &"الثلاثاء الكبير&"، لأنه اليوم الذي ستقوم فيه 13 ولاية بإجراء انتخاباتها التمهيدية، أو عقد مجمعاتها الانتخابية، وتقوم فيه بتقديم أكبر عدد من المندوبين، مقارنة بأي يوم آخر في روزنامة الانتخابات التمهيدية.
ومن المتوقع أن يحصل &"روبيو&" على المزيد من الدعم من الشخصيات الثرية في الحزب &"الجمهوري&"، التي تشعر بالرعب من احتمال فوز &"ترامب&" أو &"كروز&"، وهناك احتمال أن يتمكن &"روبيو&" أيضاً من الحصول على دعم من أنصار &"جيب بوش&". مع ذلك يمكن القول إن حاكم &"أوهايو&" الأكثر اعتدالاً &"جون كاسيتش&" ما زال في السباق، وباستطاعته هو أيضاً الفوز بعدد من المندوبين، خصوصاً في ولايته الأم. وطالما ظل &"كروز&" و&"روبيو&" في السباق، فإنهما سيساهمان في انقسام الأصوات المناوئة لـ&"ترامب&"، مما يزيد من احتمالات استمراره في الحصول على المزيد من المندوبين، إلى أن يصل إلى نقطة يصبح فيها من المستحيل إيقافه. ولكن عند وصولة لهذه النقطة سيكون قد دمر الحزب &"الجمهوري&" بالفعل، مما قد يمهد الطريق لواحدة من أكثر الانتخابات شراسة في التاريخ الأميركي.
وإذا ما فازت هيلاري كلينتون بترشيح الحزب &"الديمقراطي&"، فسيكون لديها صفة مميزة تشترك فيها مع &"ترامب&"، وهي أنه سيكون لديها &- مثله تماماً-سلبيات كبيرة في استطلاعات الرأي فيما يتعلق بالاستحقاق والمقبولية. ولكن يتعين القول، مع ذلك، إن سلبيات &"ترامب&" تفوق سلبيات كلينتون بكثير، وهو تحديداً السبب الذي يجعل نخبة الحزب &"الجمهوري&"، خائفة من احتمال ترشحه. فهم يعرفون أن &"ترامب&"، إذا انهار في أثناء السباق الانتخابي، في الوقت الذي يتوقع منه فيه أن يعبر عن مواقف جدية بشأن السياسة الخارجية، بدلاً من الشعارات والرطانة، فإنه سيترتب على ذلك أن &"الديمقراطيين&" لن يفوزوا بالبيت الأبيض فحسب، وإنما من الممكن أيضاً أن يستعيدوا السيطرة على مجلس الشيوخ.
قد يكون الرئيس القادم قادراً على ترشيح قاضيين أو ثلاثة قضاة، للمحكمة العليا، وهو ما يمكن أن يغير ميزان القوى في البلاد لجيل على الأقل. ومثل هذا الشيء لو حدث فسيكون بمثابة كابوس للمحافظين وانتصاراً لليبراليين.