سقوط الهدنة الإنسانية في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&جاسر عبدالعزيز الجاسر
استبشر العالم أجمع بتوقيع هدنة في سوريا تتيح الفرصة لما تبقى على أرضها من المواطنين السوريين النجاة من استهداف قوات نظام بشار الأسد والمليشيات الإرهابية وعناصر الحرس الثوري الإيراني وحمايتهم من زيادة غارات الطيران الحربي الروسي التي تكثفت بحجة القضاء على المنظمات الإرهابية، فيما تركزت تلك الغارات على المدنيين السوريين واستهدفت مدارس ومشافي وحتى مساجد وأسواقاً.
اتفاق الهدنة الذي تبناه مجلس الأمن الدولي ضمنته موسكو وواشنطن انهار منذ اليوم الأول، بل وحتى قبل أن يبدأ تنفيذه، وقد واجه قرار وقف إطلاق النار في اليوم الأول &"يوم السبت&" تجاوزات وانتهاكات عدة، جعل الاتفاق يواجه إلغاءً تاماً بسبب هجمات قوات نظام بشار الأسد التي واصلت استعمال رمي البراميل المتفجرة على المناطق السكنية للمدنيين والمنشآت الصحية والتعليمية إضافة إلى الأسواق التجارية والمساجد، وشارك قوات النظام السوري انتهاكات الطيران الحربي الروسي الذي استمر في استهداف مواقع ومجمعات المعارضة السورية المعتدلة؛ إذ نالت معسكرات وأماكن الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة العسكرية الكثير من الغارات الجوية التي تسببت في مقتل العديد منهم، إضافة إلى استهداف المدنيين السوريين.
الروس لم ينفوا تماماً خرقهم للهدنة، بل قدموا تبريرات وأعذاراً، بينما يرى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، بأنه يجب توخي الحذر عن الحديث عن خروقات وقف إطلاق النار في سورية؛ لأن الوضع حسب وصفه لا يزال هشاً، وأن موسكو كما قال للصحيفة الروسية &"سبونيك&" قد نبهت إلى ذلك ودعت الحذر قبل إطلاق أي اتهام لأحد بانتهاك الهدنة... فالوضع لم يستقر بعد، وأن عملية وقف إطلاق النار قد بدأت، إلا أنه ليس من المتوقع أن تكون سهلة.
هكذا كان الروس يهيئون الرأي العام العالمي والسوري، بأن الوضع لن يستقر، وحتى يتم لهم ما يريدون هم ونظام بشار الأسد، فإن الهدنة تطبق، ولكن بعد أن ينجزا المهمة التي من أجلها استدعاهم بشار الأسد.
خروقات الهدنة يصر الروس على أنها موجهة ضد داعش وجبهة النصرة، بينما الموقف الدولي والمعارضة السورية المعتدلة لا يرون ذلك، وهنا لابد أن يقوم المبعوث الدولي للأمم المتحدة أن يتدخل لوضع حدٍ لهذه الانتهاكات التي ستدمر الجهد الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين لها من السوريين الذين فرض عليهم البقاء، وهؤلاء المحتاجون للمساعدات الإنسانية بدلاً من أن يتلقوا المساعدات الطبية والأغذية وغيرها من الحاجيات الأساسية يتلقون مزيداً من البراميل المتفجرة وصواريخ الطائرات الروسية التي طالت حتى الأسواق والمدارس.