جريدة الجرائد

تغيير مصالح أميركا في الشرق الأوسط

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&داينال بايمان&

من المرجَّح أن تتبنى الإدارة الأميركية المقبلة التي ستتولى مهام البيت الأبيض بعد أقل من عام من الآن، ذات النهج الذي اتبعته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، المنطقة التي تمتلك فيها الولايات المتحدة مجموعة متعددة من المصالح.

الشرق الأوسط في حالة اضطراب، والآن مصالح الولايات المتحدة في حالة تغيير مستمر أيضا. ونتيجة لذلك، ورغم ما قد تسمعه في الحملة الانتخابية، فإن الإدارات الأميركية القادمة قد تتبع مسار الرئيس أوباما وستكون حذرة بشأن أي تدخل أكبر في الشرق الأوسط.

ويعتبر النفط أكثر مصالح الولايات المتحدة شيوعا في المنطقة، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط في الماضي ألحق ضررا بالاقتصاد الأميركي. وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، تنتج منطقة الشرق الأوسط 30% من السوق العالمية، ولا تزال المملكة العربية السعودية تمتلك قدرة إنتاج كبيرة... وأرى أن التنبؤ في سوق النفط هو لعبة غير مجدية، ولكني أرجح في الوقت ذاته أن العالم لن يعود إلى السوق الضيق للنفط على المدى القريب والمتوسط على الأقل.

إن إسرائيل هي بؤرة اهتمام أخرى مركزية لأميركا، وغالبا ما ترتبط بالرغبة في تعزيز السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ليس من المرجح أن يشهد هذا الاهتمام أي تغيير، ولكن إسرائيل اليوم لا تواجه تهديدا عسكريا تقليديا كبيرا، وليست بحاجة إلى تدخل عسكري أميركي. بدلا من ذلك، ينطوي الدعم لإسرائيل على مزيج من مبيعات الأسلحة والاستخبارات والتعاون الأمني، والدعم الدبلوماسي.

عملية السلام، علاوة على ذلك، ماتت في الوقت الراهن. ويبدو أن الفلسطينيين والإسرائيليين قد باتوا أكثر تشككا من أي وقت مضى، تشكك يتشارك فيه مسؤولون أميركيون. وهكذا، وفي المستقبل المنظور، فإنه من غير المرجَّح أن تتصاعد وتيرة الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام.

تتشارك الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة مجموعة من المصالح المشتركة، وشعورا مشتركا بشأن مناطق الخطر. كما أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة -على حد سواء- يعارضون التنظيمات الأصولية كتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش". وهنا أيضا، ومع ذلك، هناك اختلافات: فحلفاء الولايات المتحدة هم أكثر عرضة لدعم تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة، مثل الميليشيات التي عملت مع جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

ولكن بصفة عامة، يمثل التعاون الاستخباراتي وجهود أخرى مصدرا للوحدة. وتعتمد الولايات المتحدة على الحلفاء باعتبارهم مراكز تنطلق منها الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم داعش.

ينسجم التركيز في مكافحة الإرهاب مع السياسة الداخلية الأميركية. وتشير الاستطلاعات إلى أن الرأي العام الأميركي لا يزال متشككا في قيادة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط (والعالم بأسره)، ولكنه أيضا وعلى نحو متزايد يؤيد تبني إجراءات قوية ضد تنظيم داعش.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف