جريدة الجرائد

مقاومة حزب الله وإسلامية داعش

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&عبد الله بن موسى الطاير

&ليس غريباً أن تخرج تصريحات من بعض الدول العربية عقب اجتماع تونس متراجعة عن تصنيف حزب الله إرهابياً. لا أدري ما إذا كان ذلك نوعا من تأنيب الضمير تجاه حزب "المقاومة" أم أنه الخشية من عمليات انتقامية ينفذها ضد مصالح تلك الدول.

الحزب اليوم يا سادة يدخل ضمن لعبة عدائية مكشوفة تحوّل بسببها من الممانعة والمقاومة إلى التدخل العسكري المباشر في العراق وسورية واليمن والبحرين والكويت وبذلك سقطت ورقة التوت عن هذا التنظيم الذي ترعاه دولة مصنفة دوليا بأنها راعية للإرهاب، وقطب من أقطاب الشر العالمي.

والإعلان الفج عن عقيدة الحزب الجديدة أدى إلى نبش ماضيه المثقل بالجريمة والتآمر والتزوير وسك العملات والوثائق المزورة، وتشكيل أكبر وأعقد شبكات تهريب المخدرات إلى أوروبا والشرق الأوسط.

حزب الله يحكم لبنان فعليا، وما يسمح به من حركة لبعض القوى السياسية المنافسة ما هو إلا تجميل لهيمنة الحزب. الدولة اللبنانية لم تتمكن من بسط نفوذها على أرضها منذ انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000م. ولم تتمكن من منع حزب الله من القتال في سورية، ولا من إرسال خبرائه لتدريب الحوثيين، ولم تتمكن من منعه من تأسيس قنوات إعلامية موجهة من الأرض اللبنانية تجاه المملكة، بل ولا تعرف الحكومة اللبنانية حتى السرداب الذي يختبئ فيه "السيد".

حزب الله ليس حزبا سياسيا وفق ماهو متعارف عليه، إنه يمثل إمارة تحت تاج القائد العام للثورة في إيران. ويمارس الطقوس نفسها التي يمارسها ولي الفقيه، وليس كرئيس حزب يتصرف ويتحرك في العلن كما يفعل نبيه بري أو سعد الحريري أو العماد عون؟

الواقع أن حزب الله لأي متابع منصف وباحث موضوعي هو منظمة إرهابية عالمية تستخدمه إيران قاعدة عسكرية لإدارة حروبها ومصالحها عن بعد، لتحقيق مشروعها في الهيمنة.

إن علاقة حزب الله بالمقاومة هي كعلاقة تنظيم داعش بالإسلام؛ فكلاهما يستخدمان غطاء يستدران به عاطفة الأتباع، ويضللان به المجتمعات، ويستران به جرائمهما البشعة في حق الإنسانية عموما والعرب السنة خصوصا. وعندما يقارن الباحثون بينه، وبين تنظيم القاعدة فإنه يقينا يتفوق بسبب دعم إيران له؛ فهي ترسم له أهدافا وغايات يعمل على تحقيقهما بينما تنظيم القاعدة إرهابي عبثي لا أهداف له غير القتل والفوضى. ومن نافلة القول الإشارة إلى أن الحزب قتل أكبر عدد من الأميركيين قبل عام 2001م. وهو ما دفع بالأميركيين عام 1997م إلى تصنيفه إرهابيا، وربما حينها نقمنا على أميركا تلك الخطوة، ليلحق بها الاتحاد الأوروبي -في إجراء ناقص- باعتبار ذراع الحزب العسكري إرهابية عام 2013م.

السياسيون ليسوا هم من يدينون أعمال الحزب وحسب؛ ففي مارس 2013م حكمت محكمة قبرصية بأنه "منظمة تعمل تحت غطاء من السرية التامة. وليس هناك أدنى شك في أن هذه الجماعة تضم عدة أعضاء وتضطلع بأنشطة مختلفة من بينها التدريب العسكري لأعضائها. لذلك، قررت المحكمة تصنيف (حزب الله) على أنه منظمة إجرامية".

وكتب الباحث الأميركي في معهد واشنطن ماثيو ليفيت المتخصص في شؤون حزب الله بأن عملاء الحزب ينفذون "إحدى أكبر العمليات الإجرامية وأكثرها تعقيداً في العالم. وقد عملت تلك الأنشطة الإجرامية على تقوية شوكة الحزب وزادت من صعوبة قدرة الدول الغربية على تقويضها".

وإذا كانت الشرطة الأوروبية (اليوروبول) قد حددت في تقريرها لعام 2013 العناصر المساعدة على الجريمة ومنها المناطق الساخنة، ومجتمعات المهاجرين، والفساد واستخدام الهياكل التجارية القانونية، والفرص العابرة للحدود، وانتحال الشخصية، وتزوير المستندات، والعنف فإنها أشارت إلى أن حزب الله يستغل جميع هذه العناصر في أعماله الإجرامية في أنحاء العالم.

ويشير (ليفيت) إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) كشف عن مخطط واسع للحزب يهدف إلى شراء قائمة طويلة من الأسلحة المتطورة. ويدير تلك المؤامرة الإجرامية مقاتل الحزب (حسن كراكي) من خلال بيع عملات مزيفة ومسروقة إلى عميل سري أميركي متنكر..

وقد اشترى الحزب ما كان يُعتقد أنه بضاعة مسروقة وأرسلها عملاؤه من أجل التمويه إلى ميشيغان وكاليفورنيا وباراغواي والبرازيل وسلوفاكيا وبلجيكا والبحرين ولبنان وسورية وإيران. كما طلب مندوب الحزب من العميل السري الأميركي توفير صواريخ موجهة و10,000 مدفع رشاش.

واعتقلت السلطات الألمانية عام 2008م في مطار فرانكفورت رجلين لبنانيين يحملان أكثر من 8 ملايين يورو جمعتها شبكة تهريب الكوكايين التابعة لحزب الله. وفي عام 2012م أحاط رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة مجلس الأمن الدولي بأن طريق نقل المخدرات في غرب أفريقيا يغذي سوق الكوكايين الأوروبية.. مقدرا تجارة الكوكايين في غرب ووسط أفريقيا بنحو 900 مليون دولار سنوياً، وسرعان ما كشفت التحقيقات الأميركية عن أن (حزب الله) لاعب رئيسي في نقل المخدرات والأموال من أميركا الجنوبية إلى أوروبا والشرق الأوسط عبر غرب أفريقيا.

وأبلغ عضو الحزب (ديب حرب) العميل السري الأميركي أن "إيران تعمل على تزييف العملات بجودة عالية مستخدمة مرافق في منطقة بعلبك في لبنان، حيث تعمل 18 ساعة في اليوم لإعداد العملات المزيفة لاستخدام حزب الله. كما أوضح ديب أن خلاياهم تنفذ عمليات سرقة في جميع أنحاء العالم وترسل الأموال إلى إيران، حيث يتم الاحتفاظ بها قبل إرسالها إلى لبنان".

وكشفت وزارة الخزانة الأميركية عن تورط عميل الحزب (أيمن جمعة) في غسيل ما يصل إلى 200 مليون دولار شهرياً من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات في لبنان وغرب أفريقيا وبنما وكولومبيا، وذلك باستخدام البيوت لتبادل الأموال، فضلاً عن كميات كبيرة من النقود المهربة ومخططات أخرى.

هذا هو (حزب الله)، تاريخ ملطخ بالعار لايمكن أن يكون رافعة للمقاومة. ومنظمة التعاون الإسلامي مطالبة بالبراءة من هذه التسمية لأنها تعني أن بقية المسلمين هم حزب الشيطان وهو ما تسعى إليه طهران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف