جريدة الجرائد

مستقبل سوريا ووحدتها بين «لامركزية» و«فيدرالية»

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&عبد الوهاب بدرخان

يتوزّع الأكراد على أربع دول، فبعد الإقليم العراقي الذي يستعد للاستقلال، انفرد قسمٌ من أكراد سوريا بإعلان &"فيدرالية روج آفا&" حتى قبل أن يصبح لديهم إقليم معترف به، وقد تصبح الطريق ممهّدة لإقليم تركي وآخر إيراني. ورغم أن السيناريوين العراقي والسوري يتشابهان، ولو بمقاربة مختلفة، إلا أن ظروف التجربتين قد لا تفضي إلى النتيجة نفسها. فما كان لأكراد العراق من وجود على الأرض ومحاربة مباشرة للنظام وانتزاع للحقوق وممارستها وتنظيم للموارد وللحياة العامة، لم يكن متوفّراً لأكراد سوريا. وثمة فارق مهم يكمن في أن أكراد العراق كانوا جزءاً من المعارضة، التي عملت على الإطاحة بالنظام السابق وتفاوضوا معها على &"فيدرالية&" إقليمهم وتوصلوا إلى إثباتها في الدستور، في حين أن أكراد سوريا ظلّوا خارج إطار المعارضة، وحافظوا على علاقة وثيقة مع النظام ومخابراته، كما أقاموا علاقة مع إيران، وأخيراً تكشّف دعمٌ روسي خاص لهم بالتزامن مع تلقيهم السلاح والإسناد الجوي من الولايات المتحدة لقاء محاربتهم تنظيم &"داعش&".

من كل المناطق والفصائل المقاتلة في سوريا بدت المنطقة الكردية، وكأنها ملتقى القوى الرئيسة الخارجية المتدخلة، الولايات المتحدة وروسيا وإيران، ومعها نظام دمشق، وسط غضب تركيا وتوترها، واستياء من جانب الدول التي تدعم المعارضة. ف &"حزب الاتحاد الديموقراطي&" الكردي، وهو الفرع السوري ل &"حزب العمال الكردستاني&" المناوئ للحكم التركي، وجد في انتشار &"داعش&" على تخوم مناطق سيطرته فرصة تاريخية قد لا تتكرر، وما لبثت أن تأكّدت عندما بادر التنظيم إلى مهاجمة عين العرب/ كوباني أواخر 2014 وانبرت &"وحدات حماية الشعب&"، وهي مليشيا &"حزب الاتحاد&"، لمواجهته.

عمل هذا الحزب مع الأميركيين، استغلّهم للتسلّح والتموّن والتموّل، وكذلك لتجسيد أجندته القومية، واستغلّوه لحاجتهم إلى قوات على الأرض لمحاربة &"داعش&" غير مبالين بتعاونه المستمر مع أجهزة نظام بشار الأسد، ولا بتنسيقه المستمر مع الإيرانيين الذين يدعمون الحزب الأم (العمال الكردستاني) لمناكفة تركيا. وقبل التدخّل الروسي كان ممثلو &"حزب الاتحاد&" بين من حرصت موسكو على دعوتهم إلى الملتقيات التي نظّمتها لما سمّتها &"معارضة&"، وبعد التدخّل أصبح هذا الحزب في سياق مصالح موسكو في سوريا بل في صلبها، ولعلها هي التي أقنعته، تمويهاً لطابعه الكردي البحت، بالتقارب مع &"قوى سوريا الديموقراطية&"، وهي تتشكّل من أفراد ومجموعات متنوّعة الهويّات يحظون أيضاً بقبولٍ من الأميركيين، وكذلك من النظام والإيرانيين.

ألّحت موسكو لضمّ &"حزب الاتحاد&" و&"قوى سوريا الديموقراطية&" إلى الكيان الموحّد للمعارضة الذي انبثقت من مؤتمر الرياض في النصف الأول من ديسمبر 2015، ولا تزال تصرّ، رغم أن أكثر من مسؤول قيادي في هذا الحزب أقرّ علناً باستمرار التعامل مع النظام، ما يعني عملياً أنه لا ينتمي إلى المعارضة، وليس مستعدّاً بالتالي للرضوخ لاستراتيجيتها التفاوضية أو لتبني مطالبها، بل إن المعارضة طالبت بضمّه إلى وفد النظام الذي استبعد الفكرة كليّاً، فهو يتعامل معه لكنه لا يتبنّاه. وفي المرّتين اللتين قصد فيهما وفدا النظام والمعارضة جنيف للبحث في إطلاق مفاوضات بينهما بادر الحزب الكردي إلى عقد مؤتمر موازٍ في شمالي سوريا، ففي أوائل فبراير طرح مؤتمره فكرة الفيدرالية كشكل للنظام المقبل في سوريا، وهذه أعلنها كمشروع سياسي. وبين المرّتين كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أطلق &"بالون اختبار&" عندما رمى في تصريح له عبارة &"ربما تصبح سوريا جمهورية فيدرالية&" قبل أن يضيف &"إذا اتفق عليها السوريون&" في المفاوضات. ومع تبنّي الأكراد لهذا التوجّه أصبح واضحاً أن موسكو هي التي همست به في آذانهم.

صحيح أن موقفاً أميركيا استباقياً أكّد &"عدم الاعتراف بالفيدرالية ما لم تتم مناقشتها والموافقة عليها&" (في المفاوضات)، وأن النظام والمعارضة رفضاها جملة وتفصيلاً، إلا أنها كما يبدو ستكون محور المحادثات المقبلة بين الأميركيين والروس، خصوصاً أن المعارضة قدّمت اقتراحاً باعتماد &"اللامركزية&" الذي قد يعتبر قريباً إلا أنه يختلف جوهرياً، سواء في مكانة &"الحكومة المركزية&" وصلاحياتها أو في وضعية &"الأقاليم&" وحدود استقلاليتها، بل يختلف خصوصاً في تأكيد وحدة سورياً شعباً وأرضاً، وهو ما لا يزال هدفاً كرّسه القرار 2254 بغضّ النظر عن الجدل على واقعيته بعد الصراع الدامي المروّع الذي تلوح الآن فرصة ولو هشّة لإنهائه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العيون المغلقة
shahriki kurdo -

كل شي عندكم صابون يا استاذ بدرخان لماذا تنظرون الى الوضع اما اسود او ابيض ومن ليس معنا فهو ضدنا وتتجاهلون الحقيقة بان منذ ان تحول الصراع في سوريا الى العسكرى قامت المخابرات التركية بارسال عصابات جبهة النصره الى منطقة راس العين سرى كانيه وباعلامهم السوداء للسيطرة على المناطق الكوردية بحجة محاربة النظام وكان قصر بشار تقع هناك ثانيا كيف للوحدات الكوردية ان تتعاون مع جماعات سلفيه مرتبطة ب تركيا عدوة الشعب الكوردي والتي تعترف بعظمة لسانها انها ضد اي حقوق للكورد ولو كان في القطب الشمالي واضف ان الجماعات الاسلامية لا تؤمن بالديمقراطية وانما تحتقرها وتحاربها اذا ايدولوجيا لا قواسم مشتركة فعلى اي اساس علينا ان نكون جزءا من معارضة اوردغان ثم تدخل داعش للمناطق الكوردية وقبلها في مناطق السنة التي احتضنتها في البداية بكل ترحاب ومن ثم على اي اساس واين الحكمة العسكرية فيها ان نفتح كل الجبهات على انفسنا طالما النظام اجبر او انسحب ولو جزءيا ولم يعلن حربها علينا وتجنبنا ما تعمله المعارضة اليوم بعد كل الدمار انهم من اجل كيلو سكر وزيت يقومون بالهدنه مع النظام باختصار الكورد اعلنوا الخط الثالث لان المعارضة كانت فاشلة وارتمت في احضان تركيا والجيش الحر حصر في مخيمات تركية وقطر وغيرها اعلنت بدعم فقد جماعات اسلامية ومن هنا من السذاجة اتهام الكورد واستخدام الورقة الكوردية من علان فلان وكان الكورد كانوا نياما رجاء اوجاء الغير وقال له استيقظ ابو شباب في فرصة لكم اليوم انها تبسيط واستخفاف للمشهد ولكن لا تحلموا ان يتحول الكورد حطبا لنار الاخرين ولولا الوحدات الكوردية وسياستها الذكية لكان حالنا كما هو اليوم في دير الزور والرقة وحمص وغيرها

کردستان اولا واخیرا
ازاد -

ما یعرفە الکرد جمیعا، یتغافل عنە الکاتب ذات الاصول الکردیە ، نظام حکم الاسد الاب والابن وحکم البعث لا نحتاج ان نتکلم عنهم وجرائمهم بحق الکرد . اما المعارضە فان مواقفها ونظرتها للکرد اسواء واکثر رجعیە من مواقف النظام فبرهان غلیون اللیبرالی الذی قضی عمرە فی فرنسا شبە الکرد باللاجئین فی فرنسا وبلجیکا ورفض منحهم ای حق اما معارضات الاخوان المسلمین الاردوغانی فانهم من حملە فکر الانفال والابادە حتی ان سیدو الکردی عندما کان علی راس المعارضە کان عروبیا اکثر من العرب ، الکاتب یتهم الکرد بانهم لیسوا من اتباع اردوغان او قطر وسعودیە حتی ان لم یذکرهما ؟؟؟؟؟الکرد یعرفون انهم فی حقل الغام ترکیا من الخلف وحولهم الدواعش والنصرە والنظام ،نجحوا ببسالتهم ان یعترف العالم بهم ، وامریکا وروسیا وایران ادرکت ان الدولە القومیە السوریە قد انتهت للابد وعقارب الساعە لن یرجع للوراء ، بل ان انفجارات الدواعش قد بدأت فی ترکیا وخلایا الدواعش منتشرە من اسطنبول الی غازی عنتاب الذی کان مقرا امنا لهم حان الوقت لیعرف اردوغان اصدقائە ونتمنی ان یکتب الکاتب فی بضعە شهور عن تقسیم ترکیا ولو ان هذا یحزنە جدا.

معلومات خاطئة وحقد اعمى
Rebin Rasul -

هذه الاسطر مليئ بالحقد والكراهية ضد الكرد في روج ئافا الذين هم مواطنون سوريون اولا واخيرا. ثالثا الكرد يدافعون عن ارضهم وحقوقهم ضد من تسمونهم الثوار وهم ارهابيين من الدرجة الاولى، فكيف تريد للكرد ان يتفقوا مع ارهابيين استباحوا الدم الكردي في كوباني بأمر من سيدكم الكبير اردوغان؟ حقا انكم لاتعلمون، ولاتتقون.