جريدة الجرائد

العراق: اصلاح الوزراء أم وزراء الإصلاح ؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فاتح عبدالسلام

لايزال الحديث عن الاصلاح في العراق يدور في فلك واحد هو تعيين وزراء جدد لا يزيد عددهم على تسعة ، عند هذ الحد تبدو الضجة غريبة فالتغيير الوزاري الكلي أو الجزئي في اية دولة بالعالم يتم بهدوء ويمر مرور الكرام من دون تهديدات ،ربما تصل في العراق الى حد الفوضى.

جميع اقطاب العملية السياسية التي اوصلت العراق الى هذا الخراب الذي يستدعي التغيير اليوم نراهم يحملون شعارات الاصلاح ، جميعهم في الشاشات والبيانات والندوات متحمسون للإصلاح وكأن الأمر احتفالية، ويبدو انه كذلك ، لأن وجود الاصلاح الحقيقي يتطلب ادانة واسعة لمن يتربع على المشهد السياسي منذ ثلاث عشرة سنة، وقام بقيادة العراق الى هذا الدرك الأسفل.

الاصلاح هو ضد الخراب والبداية الجديدة تعني ادانة لما حصل وكيف حصل ومن تسبب في ذلك . من دون مشروع وضع الجميع أمام الحساب فإن ما يسمى اصلاحاً هو تغيير وزاري محاط بهالة من التهويل لاستيعاب غضب الشارع العراقي لفترة من الزمن حتى يلتقط الضعفاء الأنفاس ويعودون بالشدة والغلظة ،عبر أجنداتهم السوداء، تجويعاً وقهراً على هذا الشعب المنكوب.

ما نراه أمامنا ،هي أفكار ومشاريع وطموحات لم تخرج من فكرة التغيير الوزاري الموسع ، لأنها لا تستطيع أن تمس خطاً أحمر من عناوين الفساد السياسي والمالي والانتخابي والأمني.

هل تبرأ حامل لواء الاصلاح من طروحات سابقة زادت من ثقل الخراب في السنة الاخيرة . هل علينا أن نقبل هذا الفهم المتخلف في محاولة تمثيل كل طائفة بوزير أو أكثر والوصول الى حد محاولة ارضاء محافظة معينة بوزير لأنها كانت مظلومة بالتشكيلة السابقة. هذا فهم نكوصي تراجعي متخلف وخانع وخاضع لرؤية القطبية المتناقضة في العملية السياسية التي تحول فيها العراق العظيم بطاقته البشرية وثرواته الى شبح.

العراق بحاجة الى وزير يفكر بخدمات وزارته لعموم المحافظات بآقضيتها ونواحيها منذ الساعة الاولى التي يدخل فيها الى مكتبه صباحاً. فلا يعني شيئاً إن كان من البصرة أو الموصل أو النجف ، المهم أن تحضر امامه كل يوم جميع المحافظات ولاينام قبل أن يطمئن على سلامة خدمات وزارته فيها. عند ذلك قد نقضي على ظاهرة أن المواطن العراقي البسيط عليه أن يصطحب وسيطاً مع حقيبة دولارات ، يكون من نفس المدينة التي يتحدر منها الوزير لقضاء معاملته .

واقع الحال والكهنوت السياسي المتجلد وحب الاستئثار ، كلها أمور لا تتيح أفقاً لنجاح ما يسمى زوراً وبهتاناً ،حتى اللحظة، إصلاحاً.

ولا نعرف ماذا سيكون غداً.

مشروع الاصلاح هو حتماً ليس تغييراً وزارياً، هو أكبر بكثير مما نراه اليوم.

&

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف