الناجحون بالفشل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نجيب عبد الرحمن الزامل&
مسيرة الأمم المتقدمة قائمة على هذه التجربة الإنسانية: صنع أخطاء كثيرة، لا بأس، ولكن لا يعاد تكرارها أبدا!&
متى رأيت أمة أو مجتمعا أو فريقا أو طائفة أو فردا يكثرون من الأخطاء ويزيدون في تكرارها، فاعرف أنهم معجونون مع عناصر الفشل.&
نحتاج بطبيعة سلوكنا وتكويننا البشري، ولضرورة نمو النضج الإدراكي في عقولنا، أن نخطئ، وأن نعمد للفوضى والتسيب أحيانا، هذا هو ختمنا الطبيعي كبشرية.&
إلى حد منطقي وطبيعي كبيرين الأخطاء من طبيعة المسار الحياتي، ولا يمكن تجنب حصولها أبدا، الأخطاء هي الأخطاء، أنسيت ملابسك عند المغسلة، أو لم تحضر حاجيات المنزل التي أوصتك عليها زوجتك، أو نسيان تحضير الدرس، إلى الأخطاء التي تكبر بحجم إدارة كامل الدولة. المسببات نفسها، في إدارة أي شيء، من الدكان إلى الإدارات التنفيذية القصد هو النمو والازدهار في كل مجال، وبالتالي لا يمكن أن تسمح أن تضع بائعا خائبا في الدكان وتعطيه فرصة أخرى متى فشل، فلن يستطيع المحل تحمل خسارتين وبالدواعي نفسها.. ولكن، ما لا يسمح هناك لا يسمح هنا. عندما تنسى أن تجلب ملابسك من المغسلة فهي مسؤوليتك وحدك ولا تلوم وتقرع إلا أنت، ولكن عندما لا يستطيع الناس أن يغسلوا ملابسهم لأن المغاسل في البلاد توقفت بسبب خطأ إداري رسمي مثلا، فهذا خطأ ستكون عواقبه على الجميع.. وهنا الخطأ يكون مسؤولا، والعقاب يكون واجبا، والأهم عدم تكرار الخطأ، فوجود الخطأ الأول ببساطة يعني أن الذي يدير مرفق المغاسل قد فشل.
&وكما أسلفنا في إدارة أي شيء، من الدكان إلى الإدارات التنفيذية القصد هو النمو والازدهار، وبالتالي لا يمكن أن تسمح أن تضع بائعا خائبا في الدكان وتعطيه فرصة أخرى متى فشل، فلن يستطيع المحل تحمل خسارتين. وإن كان ذلك في مجرد دكان فالأجدى أن يكون في الأمة.&
عد لي الأخطاء الكبرى في مجالات عدة في المرافق، وستجد أخطاء، ثم تنجلي الأزمة، لا، لا تنجلي الأزمة، بل ينجلي الغبار لينكشف لنا أن الخسائر الفادحة باقية.. وأن الفاشلين مرتكبي الأخطاء باقون! هذه وصفة حمقاء ولكنها سريعة المفعول لتجميد شرايين الأمة، وسد أوردتها، وقفل قلبها؛ دينامو الحياة.&
إن المجاملة إن جازت في شيء، فلا تجوز في الخطأ المتعدي. أي خطأ يتعدى ذات المخطئ يجب أن يعالج في الحال.. هناك أخطاء بريئة نعم، نسامحهم لا نعاقبهم، ولكن لا نعيد وضعهم في مجال احتمال ارتكاب الخطأ ذاته مرة ثانية. إننا عندما نعيد المخطئ لمكانه، فمتى ثار خطأ جديد، فالخطأ يتعداه إلى من أعاد تثبيت وضعه بعد خطئه الأول.. إنك تريد إبداعا وإخلاصا، والفاشل نقيض المبدع.. إن أي طفل يحبو على ركبتيه سيقول لك ذلك!&
أما إذا كان الخطأ فادحا، وضاعت المليارات، وفقدت الأرواح.. وبقي المخطئون، فعفوا.. يجب أن أنهي المقال!