ما جرى في الكويت والإمارات: على مَنْ تقع المسؤولية؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&&صالح القلاب&
&مسؤولية إبعاد أعداد من اللبنانيين من الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، وربما لاحقاً من دولٍ خليجية أخرى، تقع على عاتق "حزب الله" اللبناني، الذي لم يُراعِ أمْنَ الدول التي يقيم فيها هؤلاء، وشكّل منهم، خفية وبدون علم ومعرفة سلطات الدول التي يقيمون فيها، على الرحب والسعة، خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ ما يريده منها هذا الحزب، الذي بات يعتبر، بسبب أفعاله الشائنة، منظمة إرهابية في العديد من دول العالم، وأصبح عدد من قادته مطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية لثبوت ارتكابهم جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، صاحب الأيادي البيضاء، رفيق الحريري- رحمه الله.
وبالتأكيد، بعض هؤلاء، وخصوصاً الذين اضطُرت السلطات الكويتية تحت ضغط متطلبات شعبها ومجتمعها الأمنية لإلغاء إقاماتهم والطلب منهم، بالتي هي أحسن، المغادرة إلى بلدهم لبنان أو إلى حيث يشاؤون، يعرفون أن "حزب الله"، الذي ينتمون إليه ويشكلون خلايا سرية له في البلد الذي يستضيفهم، كان قد اسْتَهدفَ الكويت، في وقت مبكر جداً، عندما كلّف عماد مغنية، الذي تم اغتياله لأسباب لا تزال غامضة في مبنى المخابرات السورية المحصن في كفر سوسة إحدى ضواحي دمشق، بتنفيذ محاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد- رحمه الله- بسيارة متفجرة، إمّا للابتزاز، وإما بتكليف من جهات إيرانية لأسباب غير معروفة.
ربما وجود مثل هذه الخلايا السرية، إنْ في الكويت، وإنْ في الإمارات، وإنْ في أيِّ دولةٍ عربيةٍ أو خليجية، كان مقبولاً، وبالإمكان السكوت عليه، لكن عندما يُعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية في دول مجلس التعاون الخليجي وفي كل الدول العربية، باستثناء لبنان والعراق بالطبع، فإنْ أمْنَ الدول التي توجد بها خلايا نائمة لحِزْبٍ أعْلنَ أنه يفتخر بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه، يفرض عليها أنْ تلغي إقامات هؤلاء، وتطلب منهم أنْ يغادروا أراضيها... بدون محاكمات ولا "استجوابات"، وبالتي هي أحسن.
وهكذا فإن مسؤولية ما جرى لهؤلاء، إنْ في الكويت وإن في الإمارات، وما قد يجري مع غيرهم في دول أخرى عربية وغير عربية لا تقع على هذه الدول، بل عليهم هم أولاً، لأنهم قبلوا أن يكونوا خلايا سرية لحزب إرهابي، وثانياً على هذا الحزب الذي تَقَصّدَ خرق أمن الدول التي تستضيف لبنانيين، من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة المشهود لها بالمواقف الوطنية والقومية المُشرّفة، والتي احتضنت المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني سنوات طويلة، وتشكيل خلايا سرية من بعضهم للعمل لمصلحة المخابرات الإيرانية ولفيلق القدس وقاسم سليماني.
وما يجب أنْ تضعه الجاليات اللبنانية، من أبناء هذه الطائفة الكريمة، في إفريقيا وأميركا اللاتينية وفي كل مكان، في اعتبارها، بعدما "صُنِّف" "حزب الله" تنظيماً إرهابياً وبعدما أعلن حسن نصر الله أنه يفتخر بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه، أن ما حصل في الكويت والإمارات قد يحصل في بعض أو كُلّ الدول التي يقيمون فيها، وسيصبح هذا كارثة الكوارث، إذا علمنا أنّ دولة كالسنغال قد أعطت جنسيتها لأكثر من مئة ألف من اللبنانيين الشيعة، وهذا ينطبق على "غامبيا" وعلى معظم، إنْ لم يكن كل دول إفريقيا الغربية.