خط "داعش" - لبنان مقطوع والجرود قد تشهد المجازر...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد نمر &&&&&&&&&&& &&&&
القريتين، صدد، مهين وحوراين في حمص، بلدات كانت تشكل خطاً لوصول تنظيم "الدولة الاسلامية" إلى القصير، وبالتالي تهديد حدود لبنان في شكل مباشر، وبعد عودة النظام السوري إلى تدمر تراجع الخطر على لبنان، وباتت خطوط التوغل "الداعشية" الثقيلة مقطوعة في اتجاه القصير.
تدمر كانت بالنسبة إلى "دواعش" جرود قارة والجراجير مدينة سكنية، ومنذ استعادها النظام شهدت الجرود الشمالية للبنان استنفاراً واسعاً توّج منذ يومين بمعارك بين "جبهة النصرة" و"داعش". وبحسب مصادر سورية قريبة من المنطقة فإن "المعركة المتقطعة بين الطرفين تحولت إلى حرب مصيرية لن تنتهي إلا بسيطرة أحد الطرفين على الجرود". وتضيف: "قد تطول المعركة، ويمكن أن تنتهي بقضاء أحدهما على الآخر، لكن الأكيد أنه لم يعد ممكنا أن يحكم طرفان هذه البقعة الجغرافية المحاصرة".
المعارك التي دارت بين الطرفين في الجرود أعادت الأنظار اللبنانية إليها، خصوصاً لناحية انعكاس أي تطور عسكري على مدينة عرسال، ووفق المصادر "دارت المعارك في الزمراني ومرطبية في جرود قارة والجراجير، وأعلن داعش قتل ١٠ عناصر من "النصرة" في المعركة فيما كشفت الأخيرة عن قتل ١٥ داعشياً".
تتمركز "النصرة" في أطراف جرود فليطة وجرود عرسال، فيما يحتل "داعش" مناطق الزمراني ومرطبية ووادي ميرا في جرود قارة والجراجير، ولا يزال أبو بلقيس البغدادي (مواليد 1994) الذي حضر من الرقة يحتل رتبة أمير القاطع هناك منذ بداية 2015، ضمن قيادة والي دمشق أبو أيوب، أما "النصرة" فلا يزال على رأسها هناك أميرها أبو مالك الشامي.
وبحسب المصادر يتميز كل طرف بنقاط قوة، فـ"داعش" مثلاً يعتمد على خط امداد متقطع من شمال سوريا، وإذا تأمنت الأسلحة والعناصر فيمكنه أن يفتح أكثر من جبهة في القلمون الغربي، كما أن تنظيم "داعش" أكثر عطشاً لتنفيذ عمليات انتحارية أو تفجيرية بسيارات مفخخة، وهذا ما تعتبره مستبعداً في الوقت الحالي لدى "النصرة"، أما لناحية أعداد المقاتلين، فإن المصادر تؤكد "استحالة تقديم أي رقم عن عدد العناصر لكلا الطرفين، إلا أن الأكيد أن تنظيم الدولة أكثر عدداً من النصرة، ويعود إلى خوف البعض منه وبالتالي الرضوخ له والانضمام إلى صفوفه".
أما "جبهة النصرة" فهي الفصيل المحاصر ضمن نطاق جرود القلمون، ووفق المصادر فإن "الجبهة غير قادرة على جلب التعزيزات من الشمال السوري ولا من أي جهة أخرى (كلبنان مثلاً) وعدد مقاتليها لا يمكن أحدا أن يقدّره في شكل دقيق"، لكن ما يميز الجبهة هو أنها تملك القوة الشعبية. وتقول المصادر: "لا أحد يمكنه أن يفرض قراره على الأهالي في مخيمات جرود عرسال، لكن النصرة كسبت الناس من خلالها تقديم المساعدات الانسانية لهم".
بالنسبة إلى المصادر "لا خوف على عرسال في حال تطوّر المعركة، لأنها محصنة من الجيش اللبناني الذي يراقب البلدة من كل الجهات ويمنع أي محاولة تسلل"، لكنها تتخوف من امتداد المواجهات بين "النصرة" و"داعش" إلى منطقة الملاهي وأماكن اللاجئين السوريين في جرود عرسال. وهنا تقول: "إذا حصل ذلك فقد نشهد مجزرة غير مسبوقة".
المعركة بدأت تحتدم بين الطرفين على قاعدة "البقاء للأقوى"، ومهما طالت فإن النهاية ستشهد زوال طرف وبقاء الآخر، والخاسر الأكبر اللاجئون السوريون في مخيمات الجرود. أما الجيش اللبناني فبالتأكيد لن يتهاون مع أي محاولة لدخول عرسال، وفي ظل هذه الفورة الجديدة، هل يبقى "حزب الله" مكتوف الأيدي؟ وهل نشهد حملات إعلامية للاصطياد في الماء العكر؟
&