المملكة وتركيا.. أخوّة وشراكة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&أيمـن الـحـمـاد
نحن أمام زيارة يقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى أنقرة ستنقل العلاقات السعودية - التركية إلى مستويات عالية من التفاهمات الاستراتيجية من خلال شراكة ستسهم في توطيد وترسيخ العلاقات بين الرياض وأنقرة.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيكون ضيف شرف القمة الإسلامية التي ستعقد في إسطنبول خلال اليومين المقبلين، هذا الاحتفاء الكبير يعكس اهتمام القيادة التركية ممثلة بالرئيس إردوغان الذي يكفي أن نعرف بأنه زار المملكة ثلاث مرات خلال العام الفائت، وهذه إشارة تعطينا دلالة واضحة لمستوى التقدير والمحبة والأخوة التي يكنها الرئيس التركي للمملكة، ولخادم الحرمين الملك سلمان الذي يقوم بدور محوري في الحراك السياسي والاقتصادي الحاصل في لحظة تاريخية أحوج ما تكون المنطقة إلى رجل يصنع التاريخ.
تهتم المملكة وتركيا بتنسيق مواقفهما المشتركة بما يعكس متانة هذه العلاقة خاصة في ظل تطابق الرؤى تجاه عدد من القضايا؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية التي تراوح مكانها منذ خمسة أعوام جالبة تحديات أمنية، كان ولا بد للبلدين أن يواجهاها بكل جسارة وقوة، فالوضع في سورية تُرك حد التعفن حتى أفرز &"داعش&" وأخواتها، لكن الجانبين لم يستسلما لحجم التحدي الأمني وينشغلا به.. فالرياض وأنقرة معنيتان أشد العناية بتحقيق مستوى تنموي ورفاهية يمكن قياسها من خلال الأرقام التي تتحدث عن حجم الإنفاق والتطور الذي شهده البلدان خلال فترة قصيرة ولا يزال، إذ إن المملكة وتركيا -ومن خلال الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين إلى أنقرة وإسطنبول- ستسعيان إلى مأسسة عملهما المشترك من خلال مجلس التنسيق السعودي - التركي.. واغتناماً لفرصة لقاء القيادتين سيعقد في إسطنبول المنتدى الاقتصادي السعودي - التركي الذي سيستقطب عدداً كبيراً وضخماً من رجال الأعمال من الجانبين.
زيارة الملك سلمان إلى أنقرة وإسطنبول لا شك ستحمل في طياتها أكثر مما قيل في هذا المقال، فحجم التحديات الذي يواجه المنطقة يحتم على قياداتها الاضطلاع بشكل مباشر من أجل الإسهام في استقرار المنطقة التي تعاني ظرفاً سياسياً دقيقاً يستوجب التعامل معه بشكل استثنائي حفاظاً على تماسكها.