حوارات محمد بن سلمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&&خلف الحربي
فيما مضى كنت أتعامل مع الحوارات التي يجريها المسؤولون السعوديون مع وسائل الإعلام الأجنبية باعتبارها حملات علاقات عامة وأن ما يقوله المسؤول السعودي للصحفي الأجنبي لا يعكس بالضرورة واقع الحال داخل البلاد بقدر ما يعكس مهارة المسؤول في البحث عن عبارات توفيقية ترضي جميع الأطراف.
ولكن يبدو أن هذه القاعدة في طريقها إلى الزوال بعد نشر عدد من الحوارات الصحفية لسمو ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في وسائل الإعلام الأجنبية لأن المبادرات الحكومية الجريئة التي يتحدث عنها الأمير محمد في حواراته الصحفية سرعان ما تتحول إلى أنظمة ومشاريع وخطط عملية داخل البلاد، ما يؤكد أن الحكومة اليوم لا تشغل نفسها كثيرا بمحاولات تجميل صورتها أو تبرير ما قد يراه الآخرون عيوبا بقدر ما تسعى وبقوة أن تكون صورتها جميلة بالفعل لا بالقول.
وهكذا أصبح المواطنون اليوم يعرفون أسماء صحف أجنبية ربما لم يسمعوا بها من قبل ويتوقفون أمام عناوينها التي أشبه ما تكون بعملية إلقاء مائة حجر في المياه الراكدة فيخرجون بسلسلة من الأسئلة الجديدة التي تخصهم أكثر مما تخص الصحفي الأجنبي، وقد يتساءل الكثيرون: لماذا لم تكن هذه الحوارات في صحف محلية ومعهم حق في هذا السؤال، ولكن بالنسبة لبعض القراء &- وأنا أحدهم &- فإنهم يرون في ذلك خطوة مفيدة، فقد تعودنا - للأسف - من صحافتنا المحلية حين تحاور مسؤولا كبيرا وركنا من أركان الحكم أن تدير الحوار وفق نظرية (وش تبينا نقول طال عمرك؟) أما في الصحافة الأجنبية فإن المسؤول يتحرك في منطقة محايدة نوعا ما بينما الصحفي يملك مساحة أكبر للتعليق والتدخل المباشر في النص كصانع للمادة الصحفية لا متلق لها مثله مثل قرائه.
في هذه الحوارات التي تحدث فيها الأمير محمد بن سلمان بدا وزير الدفاع القوي الذي خاضت وزارته حربا إقليمية وقادت تحالفا عسكريا في الأشهر الأولى لتوليه المنصب شديد الإيمان بالقدرات الاقتصادية الهائلة لهذا البلد المبارك ويملك ما هو أكثر من الحماسة العابرة لتحقيق أهدافه ويدرك دون شك حجم التحديات التي تواجه إرادة التغيير، روح الشباب الوثابة والتفاؤل الشديد بتحويل التراجع الاقتصادي إلى بوابة لازدهار جديد كانت تتدفق بوضوح بين سطور هذه الحوارات الصحفية، ولأن هذه العناوين سرعان ما تتحول إلى برامج عملية وخطط معلنة فإنها أصبحت تمتلك أهمية في الداخل أكبر من أهميتها بالنسبة لمن يقرأها في الخارج، أي أنها لم تكن عناوين للتصدير الخارجي كما كانت العادة مع أغلب الحوارات التي يجريها المسؤولون مع وسائل الإعلام الأجنبية.
أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وولي ولي العهد وحمى الله البلد ووفق أهله الطيبين الكرام كي نكون دائما في المكان الذي يليق بنا وبتاريخنا وبقدرات شبابنا الطموح.