جريدة الجرائد

في العراق إعمار أم استدراج؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&&عبدالعزيز السويد

تصريحات وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر التي طالب فيها دول الخليج العربية بمزيد من الانخراط السياسي والاقتصادي في العراق، سبقها تصريح لمسؤول أميركي لم يذكر اسمه، طالب فيه دول الخليج العربية بالانخراط &"لكبح النفوذ الإيراني&". وتبدو هذه التصريحات مضحكة للوهلة الأولى، لكنها عند التأمل يمكن إدراك خطورتها.

السياسة الأميركية منذ احتلال جيشها مع القوات البريطانية للعراق استهدفت المنظومة الوحيدة الباقية للدولة بتدمير الجيش العراقي، لهدف إشاعة الفوضى، واستحداث جيش عراقي جديد بمواصفات أميركية اتضح لاحقاً أنها طبق لمواصفات إيرانية أيضاً، ثم جاء تتويج النفوذ الإيراني بدفع نوري المالكي الأصولي الشيعي المتطرف والمرتبط بإيران إلى رئاسة الوزراء على رغم خسارته الانتخابات أمام إياد علاوي الشيعي العلماني، وطوال حكم نوري المالكي الذي تغلغل فيه النفوذ الإيراني إلى العظم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، كانت واشنطن راعية لذلك، أيضاً كان اتصالها معه ودعمه معلناً ومشهوداً. هل غيّرت واشنطن سياستها في العراق؟ بالطبع لا، لكنها تريد مزيداً من إذكاء النار في المنطقة و&"تعقيد الشوش&" بشكل مباشر، بدعاوى كبح النفوذ الإيراني الذي تأسس بدعم قوي منها، وما زالت ترعاه في ما يسمى &"العملية السياسية&".

أقوى دولة في العالم التي &"حررت&" العراق من الديكتاتور وقدمته لإيران على طبق من &"المحاصصة الطائفية&" لا تستطيع كبح النفوذ الإيراني فيه! هذا يدعو للضحك، سياسة واشنطن في المنطقة هدامة تهدف إلى إطالة أمد الصراعات، وفي سورية نموذج دام.

يمكن النظر بجدية إلى الطلب الأميركي في حال واحدة أن تقوم قواتها بكبح النفوذ الإيراني في العراق، وإعادته إلى طهران، ولتبدأ برموز وعملاء إيران من الطبقة السياسية الممسكة بالحكم في بغداد، إذ وصل التفسخ السياسي بالعراق إلى الحضيض، وأصبح عدد اللاجئين من مواطنيه بالداخل بالملايين.

إن واشنطن مسؤولة بالتضامن مع طهران عما آل إليه العراق سياسياً واقتصاديا وأخلاقياً.

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام صحيح
مئة بالمئة -

اللعبة صارت مكشوفة توجد في العراق 56 ميليشيا ايرانية اولها بدر هذه المليشيات تخطف وتقتل وتطالب بفدية دونما حساب من احد

الابتعاد عن الحقيقة
حسين -

وزير الدفاع الامريكي يطالب ، بمساعدة العراق من دول الخليج ، وهو يعرف من دمر العراق ، ومن ساهم في قتل ابنائه. والكاتب يعرف كذلك ولكنه يريد الابتعاد عن الحقيقة التي من الصعب عليه قبولها. ونسي الجميع ان الارهابيين ، الذين فجروا انفسهم في جميع مدن العراق ، جلهم من دول الخليج العربي ، يضاف لهم من مصر والاردن وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ، ودول اخرى ، وكما قال الامين العام للام المتحدة من 100 دولة... والاموال اوالسلاح الذي ياتيهم من دول الخليج. والاحتلال الامريكي ساهم بتدمير البنى التحتية ... قل لنا ايها الكاتب متى فتحت السعودية سفارتها في بغداد ؟ ومتى فتحت دول الخليج سفاراتها في بغداد ؟؟؟ الجموا افواه فتاوي علماءكم العفنه ودعمهم للارهاب والقتل والتفجير ، ولا تحاولوا دس انوفكم في العراق بحجة ايران ، وكل دول الغرب لديها مستشارين عسكريين وسفراء في العراق وانتم تقولون ايران ، لان ادراك البعض يضيق وينظر من زاوية واحدة ضيقة مليئة بحقد طائفي... اذا انتم قادرين هاجموا ايران وحاربوها ولا تجعلوا العراق ساحة لهذه الحرب ؟؟؟