جريدة الجرائد

شمال العراق.. خلافات بين الأكراد والشيعة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد صالح

بعد أن تمكن مقاتلون أكراد بالتعاون مع الميليشيات الشيعية عام 2014 من طرد مقاتلي تنظيم &"داعش&" من ضواحي بلدة &"طوز خورماتو&" الواقعة شمال العراق، سرعان ما اندلعت سلسلة من الاشتباكات بين هذين الحليفين لم تصمد أمامها عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، وهي تنذر بتعميق الخلافات بين الأطراف المتصارعة في العراق في المستقبل، ويبدو أن الاهتمام بالتهديد الذي يمثله &"داعش&" قد تضاءل بعد أن استحوذت الخلافات الحدودية المعقدة على اهتمام الأكراد من جهة، والقوات الشيعية الموالية لبغداد من جهة ثانية.

وفي آخر حلقات هذا المسلسل، لقي أكثر من عشرة مقاتلين من الطرفين حتفهم في اشتباكات دامت خمسة أيام اندلعت عندما أقدم مقاتلون شيعة مدعومون من حكومة بغداد وإيران، بإلقاء قنبلة يدوية على منزل قيادي كردي. ومع تأجج مشاعر العداء بين المقاتلين الأكراد والقوات المدعومة من بغداد، وانهيار الاتفاقات المتكررة لوقف إطلاق النار، يتخوف الكثير من المراقبين من تعقّد المعركة ضد &"داعش&"، وبما ينذر باستمرار الصراعات الدائرة في العراق.&

وقال كريم النوري الناطق باسم الميليشيات الشيعية: &"بعد أن نجحنا في طرد مقاتلي &"داعش&" من هذه المنطقة، فإن القتال الدائر بين مقاتلي الأكراد والشيعة سيكون في مصلحة التنظيم الإرهابي ويزيده قوّة&".

&وكان الطرفان الكردي والشيعي قد توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 24 أبريل الماضي في بلدة &"طوز خورماتو&" إلا أنهما واصلا التراشق بقذائف المورتر حتى يوم الأربعاء الماضي عندما اتفقا مرة أخرى على إسكات أسلحتهما في كل المناطق المحيطة بالبلدة التي انقسمت إلى قطاعين منفصلين أحدهما يسكنه الأكراد فيما يتألف معظم سكان القطاع الآخر من التركمان الشيعة، وهناك أيضاً وجود كثيف للمقاتلين الأكراد والشيعة المتمترسين في مواجهة بعضهما البعض، فيما تتولى الشرطة المحلية مراقبة الأوضاع وتسعى لدى الطرفين لسحب تلك القوات من المنطقة كلها.

وكانت الخلافات الإثنية والسياسية التي أثارت التوتر لعدة عقود في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تقع إلى الجنوب من مدينة كركوك الغنية بالنفط، قد تأججت عندما اقتحم تنظيم &"داعش&" المناطق الشمالية من العراق في شهر يونيو من عام 2014، وتمكنت قوات البشمرجة الكردية من استلام زمام المبادرة وراحت تتقدم باتجاه الجنوب، وسيطرت على بعض المناطق بما فيها كركوك ذاتها بعد انهيار مقاتلي القوات العراقية وفرارهم أمام تقدم مقاتلي &"داعش&"، ولم تتوقف الحكومة الشيعية في بغداد عن إعلان ملكيتها لتلك المناطق فيما كان الأكراد يتمسكون بها باعتبار أن تبعيتها لحكومة كردستان العراق لا تقبل المساومة.

&

وفيما يبدو الآن أن الهدوء الظاهري يسود &"طوز خورماتو&"، إلا أن الشكوك المبادلة التي تنتاب الطرفين لا تزال عميقة، وقال المقاتل الكردي الرقيب ماريفان في وصفه للميليشيات الشيعية: &"لا يمكن أن يكونوا موضعاً للثقة&"، وعندما نطق أمامي بهذه الجملة، كان يعبث برصاصة بندقية بيده، وبعد بضعة أيام فحسب، كان هو وجنوده من قوة النخبة التي تُدعى &"القوة السوداء&"، يخوضون معارك مع الميليشيات الشيعية التي كانت تتولى حراسة مجمع يمتلكه قائد &"منظمة بدر&" الشيعية القوية. وقال لي في تعقيبه على تلك المعارك: &"إنهم يحاولون السيطرة على طوز خورماتو وكل المناطق المحيطة بها&".

&

وكان لدى الناطق باسم الشيعة &"نوري&" الكثير من الأوصاف الحسنة بحق البشمرجة الكردية بما يوحي بارتفاع مؤشرات الثقة بين الطرفين، وقوله إن هذه الميليشيات لعبت دوراً رئيساً في إضعاف تنظيم &"داعش&" وسط العراق، وهي تتمتع الآن بدعم من الحكومة العراقية وإيران، وقال محذراً: &"ولكن، لو أراد أي إنسان أن يمدّ حدوده عن طريق الدم، فسيرتكب خطأً جسيماً، ولن نسمح له بذلك&".

&

وتحاول الميليشيات الشيعية تعزيز مواقعها في &"طوز خورماتو&"، والقطاعات التي تقع شمالها حيث يقيم عدد كبير من السكان الشيعة. وفي المقابل، يسعى الأكراد لبسط سيطرتهم على تلك المناطق قبل انطلاق الهجوم الواسع المقرر نهاية العام الجاري من أجل طرد &"داعش&" من الموصل.

*محلل متخصص بشؤون الأكراد مقيم في أربيل

ينشر بترتيب خاص مع خدمة &"واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس&"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مرحلة ما بعد داعش
برجس شويش -

الحشد الشعبي تنظيم طائفي تموله الحكومة الاتحادية وايضا تدعمه وتموله ايران , وهو سيكون على غرار حزب الله اللبناني الارهابي , دولة ضمن دولة, وهو سيكون ذراع ايران في العراق ضد الشيعة العلمانين وشعب كوردستان وعرب السنة , وايضا سيكون ضد اي اصلاح ديمقراطي وسياسي في العراق. الحشد الشعبي سيزداد قوة واهمية بالنسبة الى الطائفيين وايران في مرحلة ما بعد داعش, فالحشد الشعبي اسوأ واخطر من داعش, وسيمارس الارهاب بحق القوى الديمقراطية والاصلاحية وكذلك ضد المكونات الاخرى في العراق. بوجود الحشد الشعبي , تفقد دولة العراق الاسس التي بنيت عليها .

كل خائن زائل
مهدي علي -

الأكراد خائنون.. الشيعة تأريخ وجودي أما الأكراد فطارئين..حكمة الله التي جعلت الكعبة عند الوهابيين هي الحكمة التي جعلت الأكراد يأتون الى بلد الأنبياء..النهاية معروفة والعراق باقٍ سيدا ..

Time is ripe for Kurdista
Rizgar -

المجاميع الشيعية المسلحة والحشد الشيعي اخطر من داعش على كوردستان, حرب الكورد مع الحشد الشيعي في المستقبل . حقد الاكثرية الشيعية على كوردستان حقد قومي وطائفي

محاولة اثارة فتنة
حسين -

محاولة من الكاتب للتشويه واثارة النعرات الطائفية والعرقيةوتاجيج الصراعات ، الموضوع يتعلق بمنطقة تسكنها ، مكونات عراقية مختلفة ، فيها التركمان المسلمين ،الشيعة والسنة ، والكرد والعرب ، والمعروف عن التركمان في العراق ،انهم جاؤوا الى العراق من اواسط آسيا ابان حكم العباسيين ، منذ اكثر من الف عام في نفس الفترة التي وفد فيها الترك ليسكنوا فيها اراضي الاناضول ليؤسسوا تركيا ، والكاتب المقيم في اربيل يحاول ان يثير الشقاق ويبرز شيئا وكان الخلاف بين الكرد والمسلمين الشيعة في العراق عموما، سيما وان هناك من بين الكرد المسلمين سنة وشيعة كذلك ، وفيهم مسيحيين وايزيديين وشبك...

ذراع ايرانيه
الباتيفي -

ايران مثل الاخطبوط تمد ارجلها وعملائها في كل بلاد المسلمين بهدف قتل المسلمين في اليمن سوريا لبنان العراق البحرين السعوديه هم وراء انتشار الارهاب في المنطقه هم يدعمون حزب اللات البناني والحوثي والقاعده والحشد الهمجي وفيلق بدر وداعش وارهابي البحرين والسعوديه والكويت انها مثل الطاعون الاسود يحقن به الناس عبر الطائفه الشيعيه وهم في الاصل ينتقمون من العرب ولها اسباب تاريخيه معروفه والاغرب من كل ذلك هو ولاء العرب الشيعه الاعمى للفرس رغم انهم يعلمون كم يحقر الفارسي العربي ولا يعتبرونهم من البشر

دفاع وصيانة امريكا
usa -

دفاع وصيانة امريكا عن كيانات اصطناعية عنصرية لقيطة , عمل لا اخلاقي بكل المقاييس.

ماذا سوف يكون الحال
سجاد جواد جبل -

ماذا سوف يكون الحال (لو دول البلقان تم جمعها بدولة واحدة) ؟؟ لمجرد انها تحمل نفس اسم (المنطقة الجغرافية التي عنوانها البلقان) ؟؟ الجواب ...سوف تشتعل هذه المنطقة وتكون بؤرة للازمات والحروب والدمار بين مكوناتها..

التعايش الاجتماعي حتى لو
سجاد جواد جبل -

التعايش الاجتماعي حتى لو كان موجودا (افتراضيا) فهو لم يمنع تهجير وقتل ملايين العراقيين.. وتفجير منازل الاف منهم على الهوية.. وما جرى كذلك من عمليات تهجير وقتل عانى منها سكان العراق خلال العقود الماضية استهدفت الكورد والشيعة بالعراق بشكل جماعي.. ونذكر بان (الزيجات والتزاور والتجارة) تحصل بين شعوب متعددة بالعالم وبين دول متعددة.. فهناك الاف العراقيين متزوجين من ايرانيات واتراك واوربيين وبالعكس.. فهل يعني (ان وجود ظواهر التعايش الاجتماعي بان تجمع تلك الدول بكيان سياسي واحد). مثلا؟؟ مما يؤكد بان التعايش السياسي وليس الاجتماعي هو الاساس في تشكيل الدول.

باكستان والهند وبنغلادي
(الهند) -

(الهند) التي كانت تتشكل من (باكستان والهند وبنغلاديش ,وافغانستان)

ثمن الشر
نيسان -

منذ بداية الاحتلال جمع زواج المتعه بين الشيعه والاكراد وكان الهدف اعلان الحرب على سنة العراق واعتبارهم خاسري حرب والان انتهى هذا الزواج المؤقت وحصل الانفصال ونأمل ان يقضي احدهما على الاخر ويدفعوا ثمن تحالفهم الخبيث ضد السنه

حروب التقسيم
علي البصري -

العراق كدولة في ذمة التاريخ ،الاكراد قضيتهم منتهية والحروب الان على شبر هنا وشبر هناك ،السنة امريكا تبحث عن قيادة تحظى بتاييد سني مثل النجيفي والعيساوي وزعماء عشائر ابو ريشة وغيرهم لتكوين اقليم او دولة قادمة لكن الحروب ستستمر لعقد قادم لترسيخ الحدود وقد ندفع مليون قتيل لانجاز ذلك وتخريب المدن المتجاورة وتكوين احزمة امنة !!