جريدة الجرائد

مستقبل العراق المحزن

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&هاشم عبده هاشم

•• دهشت كثيراً لتصريحات رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم المنشورة بوسائل الإعلام المختلفة "بأنه في حال لم يلعب المنتخب السعودي في إيران.. فان المنتخب العراقي لن يلعب مباراة الذهاب بالمملكة.. وحينها يجب لعب المنتخب مباراتي الذهاب والإياب على ملعبين محايدين" وقوله أيضاً "ان الأردن ولبنان رفضا استضافة مباراة منتخب بلاده أمام الأخضر في شهر سبتمبر القادم".

•• دهشت لهذا الكلام العجيب.. بل وتألمت أشد الألم.. بأن يزج العراق بنفسه في أتون معركة خاسرة.. ليس فقط على المستوى السياسي.. بترسم السياسات والمواقف الإيرانية المغايرة للمواقف العربية والإسلامية.. وإنما على المستوى الرياضي أيضاً.. وإلا فما شأن العراق بخلاف بين الرياض وطهران؟!

•• لقد أعطتني تصريحات المسؤول الرياضي العراقي انطباعاً بأن البلد العربي الشقيق العراق محافظة إيرانية.. وليس دولة عربية مستقلة بل وذهب بي الشعور نفسه إلى حد الاستغراب من أن تذعن إيران لإقامة مباريات سعودية/إيرانية مهمة على أرض محايدة هي أرض قطر وعمان.. فيما يرفض رئيس الاتحاد العراقي ما قبلت به قبلته السياسية (طهران).

•• لقد قلت منذ فترة قصيرة في إحدى مقالاتي .. إن مشكلة هذه الأمة تبدأ بترسيخ البعض للمذهبية والطائفية كقاعدة للتعامل بين دول الإقليم.. وانه يتعين علينا الآن أن نقوم بعملية فرز جادة لمعرفة من هم العرب ومن هم أنصاف العرب.. إلى أن يشاء الله لبعض دولنا العربية الفكاك من أسر طهران.. قبل الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك.. بكل ما يعنيه ذلك من خيانة ""للهوية العربية".. وبكل ما يكشف عنه من أخطار حقيقية على كيان هذه الأمة.. ومستقبل أجيالها..

•• إن هذا الوضع الخطير.. لا يمكن القبول به أو السكوت عليه.. فإما أن تكون عربياً صميماً.. وتكون جزءاً من مكون هذه الأمة وثقافتها.. ومصادر وحدتها.. وإما أن تكون منسلخاً عنها.. وبالتالي غير مرحب بك في منظومتها.. وتحت سقف قوميتها التي لا تدين بغيرها.. بأي شكل من الأشكال..

•• إن هذه المفارقات المؤسفة.. لا تكرس الاختلالات في المجموعة العربية فحسب.. وإنما تشير أيضاً إلى أن الأخطار الداخلية باتت حتى أعظم من الخارجية بمراحل.. وإلا فما ذنب العراق والعراقيين بان يُلغي بعض قادته ومسؤوليه ومتحزبيه هويته العربية ومكانتها العظيمة، وحتى من الناحية المذهبية فإن العراق مركز والاستقطاب الوحيد للعرب الشيعة.. في الكوفة.. وليس ربط مصير الجميع بـ"قم" وبولاية الفقيه التي لا تحترم حقوق هذه الأمة.. وفي مقدمتهم الشيعة العرب الأقحاح أنفسهم..

•• إنني لحزين جداً.. لما يحدث للعراق وفي العراق.. ومن بعض العراقيين.. تجاه وطنهم.. وهويتهم العربية الأصيلة.. وعلينا جميعاً مسؤولية إنقاذ العراق الشقيق من المصير المؤلم الذي يتجه إليه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حق عراقي
حسين -

ان الحق العراقي في اقامة مباريات العودة يحدده الشارع العراقي ، ايها الكاتب، وليس كما تريده انت ولجنتك الرياضية. ولا تضع الامور في بودقة تبعية لايران او للسعودية. يبدو انك وبعض من يؤيدك ، نسيت ان الاتحادات الخليجية اول من طالب بعدم اللعب في الملاعب العراقية ، بسبب ادعاءاتها الامنية ، وعملت بالتعاون مع الاتحادين الاسيوي والدولي ( الفيفا) في مقاطعة الملاعب العراقية ، ليس الان بل منذ غزو الطاغية للكويت الشقيق.. واستمر المنع. اليس من حق المشجعين العراقيين حضور مباريات منتخبهم الوطني ، ايران تسهل منح المشجعين العراقيين سمة الدخول ، ولكن الدول العربيه ، وبشكل خاص دول الخيج والسعودية من ضمنها، لا تمنح سمة الدخول للمشجعين العراقيين ، الا يحق للاتحاد العراقي لكرة القدم فرض مباريات الاياب لمنتخبه ، خضوعا لارادة مشجعيه؟ والا لماذا لم يقبل الاتحاد السعودي لعب مباريات الاياب في بغداد اوالبصرة او اربيل ، .. لهذا فليس من حق احد فرض الامر الواقع على العراقيين ، والصاق الامر بامور طائفية ، بعيدة عن الروح الرياضية الحقيقة ، عداءكم لايران امر يخصكم ولا تتصورون ان الاخرين يجب ان يؤيدوكم في ذلك ، فلكل دولة مصالحها ، مثلما للسعودية مصالحها ...