جريدة الجرائد

عثمان العمير .. الخطأ والخطيئة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&فضيلة الجفال&

أعلم أن هذا العنوان غير منطقي في هذه الزاوية البتة، لكنه اختيار اللورد العمير نفسه، ولا مفر. ففي ذلك المساء الإعلامي الأخير، قلت يبدو أنني سأكتب عنك هذه المرة، فقال: دعي العنوان يكون: عثمان العمير.. الخطأ والخطيئة! أحيانا لا ينبغي أن تكون منطقيا لتكون عثمان العمير، فقط عليك أن تكون جامحا وحسب، حتى أنني سألته مرة: هل هناك روشتة معينة ليكون المرء سعيدا؟ قال: كوني عثمان العمير! ولطالما سألته متى سنرى مذكراتك؟ فقال: أنا حي، من تكتب مذكراتهم هم الموتى. لكنه عاد وقال لي مرة، قد أبيع مذكراتي، فقلت: وأنا اشتريت! يمتلك العمير ولا شك تاريخا مثيرا ومهما. أشعر بالأسف كغيري حتما، أن ذلك ليس مسجلا حتى الآن لنعيش ولنفهم ربما مشهدا كبيرا يربط الحاضر بعقود مضت. هذه المذكرات تهم السعوديين على الأخص، ولا سيما المهتمين بالإعلام السياسي.

&كذلك الأمر ولا شك بالنسبة للجنرال عبدالرحمن الراشد، هو الذي صنع والعمير ــ كثنائي ــ الحجر الأساس للمشهد الإعلامي السعودي العربي، في المنطقة والخارج.. صحافيين ومراسلين ومسؤولين، والأهم كحضور رفيع للإعلام السياسي السعودي. كلا العمير والراشد رمزان للمرحلة الإعلامية الذهبية. ليس لأنهما صنعا ملامحها وحسب، بل لأنهما "هما" أيضا بكاريزما وشخصية خاصة لا تتكرر. وهو معنى أن يكون الفعل متماهيا والكاريزما الحية. ولا يمكن أن يحل اسماهما بمكان دون أن يضيف ذلك قيمة، نكهة وجدلية وإثارة. وقد جمعت دبي أخيرا مساء إعلاميا مثيرا بوجود اسميهما معا متحدثين، فتح كلاهما باب الجدل واسعا في جلستين، كان نصيب كل منهما من جدل السوشال ميديا وافرا. وانتهى ذلك بتكريم الراشد شخصية العام العربية، بينما العمير يحتفل بـ 15 عاما "من المشاكسة" على إيلاف: "قررت ــ حينها ــ خوض مغامرة مجنونة بإطلاق صحيفة إلكترونية".. قالها العمير في جلسته التي ذكرته بالخمسة عشر عاما التي مضت، استبق فيها الصحافة الورقية في المنطقة، وكانت رهانا كبيرا.

وتكريم الراشد كشخصية العام إضافة لتاريخ الجائزة ولا شك.. في الحقيقة من الصعب أن تدعي الحياد في الكتابة، وإن كانت يسيرة ومقتضبة عن العمير والراشد، فأنا أخشى أنني أكتب بعين المحب الكليلة عن العيوب، وشأني في ذلك شأن أغلب الصحافيين والمشغولين بالوسط الإعلامي. إلا أن المدهش أن النقد والحروب الموجهة لكلا هذين الثنائي، وربما المزيد تجاه الراشد بصفته متهما أول في عيون صفوف أخرى تراه صانعا وقياديا للرأي في شؤون سياسية وإعلامية مناقضة لتوجهات حزبيين وربما يساريين، لا سيما خلال العقد الأخير من إدارته للعربية، والمدهش هو الإيمان الداخلي بتقدير لدوريهما حتى من قبل محاربيهم. صناعة الخصوم هو جزء من ضريبة المسيرة الأكثر نجاحا، لا سيما إن كانت صناعة الخصوم تكمن في داخلها اعترافا بالقيمة والأهمية والتأثير. ويكفي أن نثق بأن السعوديين هم صانعو الحدث الإعلامي العربي الحالي وقياديوه، والشهادة العربية والدولية هي اعتراف بذلك.

&

ولن أنسى في ذكر المشهد الإعلامي السعودي أن أذكر بأسى رحيل نجم إعلامي سعودي وحنجرة تاريخية لجيل كامل: القدير ماجد الشبل. لا شك أن الراحل كان جزءا من الذاكرة السعودية الوطنية وسيبقى. كان رحيلا هادئا حزينا على قلوب محبيه وزملائه.. في معنى أن نؤبن جزءا من الذاكرة السعودية. خالص العزاء لنا جميعا وللوطن في علم من أعلامه الخيرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف