جريدة الجرائد

الإمعان في تسييس الحج

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&أيمن الـحماد

بالرغم من سوء الأوضاع السياسية بين الرياض وطهران لم تسمح المملكة أن تطغى أو تؤثر تلك التباينات الحادة على شعيرة دينية ذات قدسية ورمزية كبيرة يفترض بها أن تعكس وحدة المسلمين وهي شعيرة الحج، إلا أن الطرف الإيراني يصر على العبث بالأوراق وخلط المسائل، ويمعن في تسييس الحج وإحالته من مناسبة دينية صرفة إلى مناسبة وورقة سياسية للتفاوض والضغط معتقداً أن بالإمكان إحراز نقاط من خلال هذا الممارسات.

والحقيقة أنه وفي كل عام يأتي إلى الحج أكثر من مليوني حاج من مختلف الملل والمذاهب وتحرص المملكة على أن تنال كل دولة إسلامية الحق في وضع الترتيبات الخاصة ببعثتها بالتنسيق مع المملكة بما يضمن راحة الحجاج جميعهم، ويحدث ذلك بكل سلاسة وسهولة، وإلى أن يغادر الحجاج تضع المملكة سلامة الحجاج وأمنهم على رأس أجندتها، وبالرغم من ضخامة العدد وصغر المكان يمر موسم الحج بانسيابة كبيرة.

في العام الماضي وقع حادث مؤسف راح ضحيته 750 حاجاً نتيجة التدافع في منى، وغالبية الضحايا هم من الحجاج الإيرانيين الذين ساروا باتجاه معاكس في أحد الشوارع المكتظة لتقع الكارثة، وذلك حسب ما أفاد مسؤول إيراني.

إلا أن الوفد الإيراني يسعى لعرقلة وصول أفراد بعثته إلى المشاعر المقدسة هذا العام من خلال شروط تسهم في عرقلة الحج وانسيابيته ما قد يؤثر سلباً على الحركة العامة وسلامة مواكب الحجيج وأمنهم، وتولي المملكة أهمية قصوى لسلامة الحجاج، ويسعى المسؤولون عن ملف الحج الايرانيين إعطاء حجاج بلادهم خصوصية عن باقي حجاج العالم الإسلامي، من خلال الإصرار على إجراءات مخالفة للمعمول به دولياً على مستوى نقل الحجاج بالطائرات أو الإصرار على القيام بأدعية وممارسات دينية وتجمعات تؤثر على تحركات بقية حجاج العالم الإسلامي.

ويراهن المسؤولون الإيرانيون على إمكانية إيهام الشعب الإيراني بأنه لا يمكن السماح لهم بالحج بسبب شروط تضعها المملكة، وهذا تفنده التصريحات المبكرة التي تلت قطع العلاقات السعودية &- الإيرانية والتي أكد فيها المسؤولون في الرياض ترحيبهم بالحجاج والمعتمرين الإيرانيين، في حين تصر بعض المرجعيات الدينية الإيرانية على أن الحج مناسبة سياسية لا دينية فقط وهنا مربط الفرس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف