جريدة الجرائد

أزمة «طريبيل»: الأردن «لا يثق» في بقايا وزارة العبادي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&أزمة &"طريبيل&": الأردن &"لا يثق&" في بقايا وزارة العبادي ولا يريد طرفين على الحدود… “داعش” وميليشيات إيران

&&بسام البدارين

&يفضل الأردن ترقب وانتظار نتائج العملية السياسية الشعبية المتفاعلة في المنطقة الخضراء في عمق بغداد قبل التعامل بجدية مع إقتراحات سفارة بغداد في عمان بخصوص إعادة فتح حدوده المغلقة للعام الثالث على التوالي مع العراق أو حتى قبل التعاطي بالحزم اللازم مع &"بقايا&" حكومة الرئيس حيدر العبادي.

في الكواليس تفضل المؤسسة الأردنية التفاهم مع قطاعات الجيش الأمريكي وليس الجيش العراقي عندما يتعلق الأمر بأمن وسلامة صحراء الرمادي على طول الحدود بين عمان وبغداد بالرغم من الشكوى المرة اقتصادياً الناتجة عن إغلاق الحدود. حجة الأردن بإغلاق الحدود نتجت اصلاً عن عمليات تفجير على نقطة العبور وبالقرب منها من قبل تنظيم &"الدولة ـ داعش&" الخصم العلني الأبرز للأردن في المعادلة الإقليمية.

وعندما اغلق الأردن حدوده كان يحتج ضمنياً على رفض حكومة العبادي إرسال قوات عسكرية لحماية الخط الحدودي بحيث اعتمد الأردنيون على المفارقة نفسها التي حكمت ظروف إغلاقهم لمعبر نصيب مع سوريا.

مرات عدة لاحظ وزير الإتصال الناطق بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد مومني أمام &"القدس العربي&" بأن بلاده تسعى لفتح الحدود لكن الأهم بالنسبة لها هو وجود &"طرف قوي&" يمثل رموز سيادة الدولة على الطرف الآخر.

طوال الوقت يقوم الجيش العربي الأردني على الحدود مع سورية والعراق بواجب &"جيشين&" ويحرس بدلاً من دولتين.

تفهم &"القدس العربي&" من رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور بأن الحدود ستبقى مغلقة ما دام الخطر الأمني الإرهابي محتملاً رغم الكلفة الإقتصادية وسيقدم الأردن التضحية لحماية حدوده ولضمان أمن مجاوريه.

رغم إعلان بغداد بأن الحدود ستفتح قريباً وأن القوات العراقية سيطرت على مدينة الرطبة غربي العراق وهي أول مدينة بعد نقطة طريبيل إلا ان عمان تكتفي بالمراقبة ولم تشارك في حفلة إعلان الانتصار الكبير على داعش في الرطبة ولا في توقعات فتح الحدود قريباً.

استراتيجية الأردن لم تتغير بالخصوص وعمان تفضل الاعتماد على تقاريرها الذاتية وترصد الرموز السيادية العسكرية للجيش العراقي على طول المعبر المحاذي لشرق المملكة قبل المشاركة بحفل تدشين الحدود مجدداً.

عندما اغلقت الحدود على طريبيل بقرار أردني كان الإنزعاج كبيراً من حكومة العبادي لأنها تقصدت عدم إظهار المبالاة بشكوى الأردن الرسمية من تجاهل حراسة الحدود مما دفع لتخصيص ميزانية إضافية لحماية الحدود من الجانب الأردني.

في مقر الخارجية الأردنية لاحظ المشرف على تنسيق الشئون العراقية قبل ثلاثة أيام ما يلي: حكومة العبادي عندما كانت قوية وصلبة رفضت كل محاولات عمان لإعادة مظاهر السيادة لنقطة عبور طريبيل. واليوم وهي ضعيفة ومتهالكة مع بقايا وزراء تهتم فجأة بإعلان فتح الحدود بقرار فردي وبدون تنسيق.

نقل سفير الأردن الجديد في بغداد هذه الملاحظة للخارجية العراقية لكن في عمان تتزايد القناعة بعدم وجود &"جهة مركزية&" في بغداد هذه الأيام تتلقى الملاحظات فمجلس الوزراء في حالة إستعصاء والإختراقات عادت للمنطقة الخضراء وأزمة تشكيل حكومة العراق بالمشاورات البرلمانية تسير وفقاً لبوصلة لبنان المألوفة.

&"الوضع السياسي لن يستقر قريباً&"، قالها مسؤول بارز لـ&"القدس العربي&" وهو يضيف: الأمريكيون لا يتدخلون بأحداث الإضطراب السياسي في بغداد ويضغطون بشدة حتى لا يتدخل الجيش العراقي.

وأضاف المسؤول نفسه: نراقب المشهد جيداً ولن نفتح الحدود فقط لأن سفيرة بغداد في عمان اعلنت ذلك أو لأن الحكومة العراقية تبحث عن طريقة لإعلان إنتصارات عسكرية في الرطبة فيما &"داعش&" لا زالت مستحكمة في محافظة الأنبار بمعظمها.

تقدير الأردنيين الأمني ان تثبيت استعادة مدينة الرطبة يحتاج لما هو أكثر بكثير وأعمق من المسارعة لإعلان فتح حدود طريبيل مع الأردن وأن &"داعش&" يستطيع اليوم الإلتفاف على قوات الجيش العراقي في الرطبة من ثلاثة محاور على الأقل.

الأردن بإغلاق الحدود هو الخاسر الاقتصادي الأكبر والإنطباع في عمان ان حكومة العبادي تحديداً تلاعبت في الموضوع ورفضت في الماضي التنسيق والتعاون لضمان أمن المعبر. وهي حكومة تتعرض لأزمة حالياً برأي الأردنيين ولا زالت مصدراً &"لا يوثق به&" بالنسبة لهم لأنها عادت لمظهر &"الإبتزاز&" المعتاد بعدما جددت في آخر طلباتها الحرص على ما تدعي الخارجية العراقية انه &"أموال&" تعود للخزينة العراقية وموجودة في البنك المركزي الأردني وهناك &"أشخاص&" مطلوبون للعدالة في بغداد لا بد من تسليمهم. والحديث مجدداً يلمح لابنة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين ولنخبة من مسؤولين ومثقفين بعثيين سابقين يلوذون بعمان.

هذه النغمة لا تعجب الأردن بالقدر نفسه الذي لا تعجبه فيه برمجة حكومة بغداد للمصالح مع الأردن بالتوقيت &"الإيراني&" حصرياً.

طرفان تريد عمان التوثق من عدم وجودهما تماماً على طول خط عمان- بغداد الصحراوي قبل التحدث مع بقايا حكومة العبادي أو من سيخلفه عن إعادة فتح معبر طريبيل وهما: مجموعات داعش وتلك الميليشيات التي تدعمها إيران حصرياً.

عبر عن ذلك رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي علناً وهو خصم بارز للبعثيين أصلاً عندما حذر من أن إيران هي الطرف الآخر على حدود الأردن مع سورية والعراق.

لذلك بدا الإعلان من طرف واحد عن إعادة فتح حدود طريبيل بعمق الرطبة يخص الشؤون العراقية ولا تربطه أي علاقة بالحكومة الأردنية التي كانت تماماً خارج التغطية ولم تظهر أي حماس للدخول بالمعادلة.

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف