جريدة الجرائد

على أطلال سايكس بيكو

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&خلف الحربي

وجاء اليوم الذي نبكي فيه على أطلال سايكس بيكو بعد أن قضينا قرنا كاملا ونحن ننوح بسبب نتائجها، فقد مرت بنا قبل أيام ذكرى مرور مائة سنة على هذه الاتفاقية التي قسمت المشرق العربي إلى الدول التي نراها اليوم، كان الدبلوماسيان الفرنسي بيكو والبريطاني سايكس يفكران أساسا في تقاسم إرث الإمبراطورية العثمانية بعد انهيارها، لم تكن الأمور في المشرق العربي قبل الاتفاقية أفضل حالا مما آلت إليه، فكل الذي حدث أن الشعوب العربية انتقلت من قهر العثمانيين إلى قيد المستعمر الأوروبي.

اكتسبت (سايكس - بيكو) سمعة سيئة في العالم العربي، واعتبر القوميون العرب أنها أساس كل بلاء أصابهم فيما بعد، ولكن ثمة متضررون آخرون غير العرب، فالأكراد يعتبرون من أكثر القوميات تضررا من هذه الاتفاقية، حيث مسحوا من الوجود تماما، وعلى الصعيد الاجتماعي فإن بعض القبائل العربية الكبرى عانت الأمرين من هذه الاتفاقية التي وضع الدبلوماسيان الغربيان خطوطهما وسط مضاربها فتفرق أبناء القبيلة الواحدة ليصبحوا رعايا لخمس أو ست دول متجاورة وأحيانا متنافرة.

اليوم لا يحتاج العرب إلى سايكس بيكو جديدة، وليس ثمة داع لأن تتحرك قوات أجنبية لتعيد تشكيل خرائطنا، فقلوبنا العامرة بالحقد الطائفي وعقولنا المزدحمة بالتعصب العرقي والقبلي هي قلم التقسيم ومسطرته الآثمة.

بالتأكيد هناك مخططات معلنة من القوى الكبرى لتقسيم التقسيم وتحويل الدويلات الحالية إلى دويلات أصغر، ولكن هذه المخططات ما كان لها أن تكون لو لم تكن هذه التقسيمات موجودة داخل ضمائرنا، فقد أثبتت الأيام أن حراس الحدود هم الركيزة الأساسية للوحدة الوطنية داخل الدولة العربية الواحدة، وهنا تكمن المأساة الحقيقية لأن قيمة الوطن ومصالحه غالبا ما تتهاوى أمام قيمة الطائفة والحزب والقبيلة، لذلك لن يستفيد العرب كثيرا من الحديث عن المؤامرة الدولية الكبرى مثلما لم يفدهم هجاء سايكس بيكو طوال المائة عام الماضية، فالحصانة الحقيقية لوحدة الدولة العربية -أي دولة- تكمن في طريقة فهم مواطنيها لمعنى الوطن وقيمته، وفي قدرة الدولة العربية بمؤسساتها المختلفة التعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على تحقيق العدالة بين مواطنيها على اختلاف انتماءاتهم العرقية والمذهبية، وبخلاف ذلك فإن كثيرا من الدول العربية ستبكي على أطلال سايكس - بيكو وهي تردد القول العربي الشهير: (رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عرب
عبدالله العثامنه -

طردوا المستعمر؛ أخذوا جنسيته.

الارمن والاشوريون
واليونان هم اكثر المتضرري -

الارمن والاشوريون واليونان هم اكثر المتضررين وليس الاكراد حيث الجزء الارمني من سايكس بيكو 1916 لم ينفد بسبب الثورة الشيوعية وسقوط روسيا القيصرية 1917 هدا بالنسبة لارمينيا الغربية واما بالنسبة لارمينيا الصغرى/كيليكيا فقد خان الفرنسون الارمن وسلموا كيليكيا للدكتاتور مصطفى كمال 1922-1923 ولا زالت ارمينيا الغربية وارمينيا الصغرى اشور وبوندوس محتلة تركيا ومستوطنة كرديا وتركيا اي الغزاة الاتراك والاكراد بسبب الابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار

الديناصورات
الباتيفي -

كانت تجوب كل بقاع الارض ولم يعد لها شئ يذكر مجرد عظام وبقايا في متاحف العالم احمد ربك انه لك دوله اسمها ارمينيا والا كان مصيركم مثل الديناصورات نعم كان الارمن اي المسيحيون يعيشون في المنطقه مع الكورد والعرب والترك والفرس لألاف السنيين ولا ننكر هذا وما زالت هناك مناطق وقرى وبلدات مسيحيه في كل شئ ولكن هل بامكانك اعاده الاندلسيين والمسلمين الى بلادهم التي طردوا منها اكراها وبالقوه عندها سوف تعودون الى اماكنكم التي طردتم منها المسيحيون من طباعهم الهجره وترك الارض والوطن مقابل الحياه السهله والمغريه في الغرب فانتم تهاجرون بسبب ودون سبب والارض لمن يدافع ويحافظ عليها وها نحن الكورد ينحني امامنا العالم احتراما وتقديرا لمقاومتنا الارهاب والشر ومحاولات الصهر والاباده من قبل الدول المحتله لكوردستان واين انتم من محل الاعراب لا شئ يذكر مجرد فارين ولا جئين هنا وهناك ودائما نحيب وعويل والشكوى من هذا وذاك وهذ كله لا يفيد اين انتم في ارض الواقع هل لكم قوه او وجود او اي شئ مجرد تمنيات وتعليقات لا تشبع ولا تغني عن جوع

who is responsible
Hilawi -

I ask the write who is responsible for wiping out the Kurds? The answer is obvious to me.It is not the treaty itself. Treaties do not cause mass graves, Anfal, chemical attacks....

Psycho
Jons -

Nr.2 Need treatment