جريدة الجرائد

«المستشار» قاسم سليماني!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

صالح القلاب&

أطرف ما قيل في تبرير ظهور الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مشهد حرب "تحرير الفلوجة"، انه مكلف كمستشار من الحكومة العراقية... فهل يا تُرى الجيش العراقي، الذي كان ذات يوم قريب، قبل أن يشتت "المنتصرون" في معادلة بول بريمر الأميركية شمله، من أهم وأقوى وأكبر جيوش هذه المنطقة لا يوجد فيه ولا ضابط واحد برتبة عالية سَلِمَ من حملة التصفيات العشوائية، التي بقيت مستمرة ومتواصلة منذ نحو ثلاثة عشر عاماً، حتى تضطر حكومة حيدر العبادي إلى الاستعانة بأحد قادة حراس الثورة الإيرانية، لمساندتها في مواجهات داخلية لا ضرورة لإقحام أي طرفٍ أجنبي فيها؟!

لقد جاء هذا التبرير غير المقنع لظهور قاسم سليماني في مشهد حرب الفلوجة على لسان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري خلال زيارته الأخيرة إلى عمان، ويقيناً أنه كان من الأفضل ألا يقع رئيس الدبلوماسية العراقية، الذي كان ذات يوم غير بعيد رئيساً للوزراء، في هذا "المطب" الذي وقع به، وحيث كان من الأفضل له، إما ألا يبرر مسألة لا يمكن تبريرها، وإما أن يقول لسائله: "اذهب إلى هادي العامري، فأنا لا أعرف شيئاً، ولا علاقة لي بهذا الأمر"! إنه عذر أقبح من ذنب.

إنه لا حاجة إطلاقاً لـ"اختراع" مبرر لظهور قاسم سليماني في مشهد حرب تحرير الفلوجة، فصاحب القرار بالنسبة لهذه المسألة، وهذا بات معروفاً ومؤكداً ولا نقاش فيه، هو الآمر الناهي في طهران، ثم كما قال الأميركيون أكثر من مرة، فإن القوة الرئيسية في هذه الحرب هي "الحشد الشعبي"، الذي يقوده هادي العامري، والذي تشكل قوات بدر المعروفة، التي تعد أحد ألوية حراس الثورة، القوة الرئيسية فيه.

ما كان مطلوباً من وزير الخارجية العراقي أن يجد مبرراً لقيادة قاسم سليماني لحرب "تحرير الفلوجة"، فتنقُّل جنرال حراس الثورة الذي يحمل لقب "قائد فيلق القدس" بين العراق وسورية بات غير مستغرب ولا مستهجن، مادام أن الحرب المحتدمة هناك هي حرب إيرانية، وهذا لا يحتاج إلى براهين ولا إلى أدلة طالما أن طهران، وعلى ألْسنة كبار المسؤولين فيها، أعلنت ذلك، ولا تزال تعلنه، وكذلك فإنها تعلن أيضاً أن حرب اليمن هي حربها.

هناك الآن عمليات تطهير طائفي في الفلوجة وحولها وفي العراق كله، وهذا مثبت ومؤكد، وباتت تتحدث عنه حتى الولايات المتحدة الأميركية، ومعها معظم الدول الأوروبية، لذلك فإنه لا يُعقل أن يكون قاسم سليماني مستشاراً لدى الحكومة العراقية طالما أنه المشرف الرئيسي على عمليات التطهير الطائفي والعرقي... هذه إنْ في العراق وإنْ في سورية، وطالما أن رئيس هذه الحكومة العراقية يضع كفيه على عينيه، حتى لا يرى كل هذه الحقائق المرعبة التي غدت تتجسد في دولة من المفترض أنها دولة عربية.

وهكذا، فإنه لا بد من القول ومرة أخرى إنه لا ضرورة لتبرير إبراهيم الجعفري لظهور قاسم سليماني في المشهد العراقي كله فالعراق، كما هي سورية، بات دولة محتلة احتلالاً كاملاً من قبل إيران... إن هذه مسألة غدت معروفة ومحسومة، والدليل هو كل هذا التطهير الطائفي والعرقي أيضاً، فالإيرانيون لتثيبت احتلالهم يسعون إلى إحداث خلل "ديموغرافي"، وهذا ما يجري في "القطر العربي السوري"، الذي يرفع فوقه نظام بشار الأسد شعار "أمة عربية واحدة!".&& & &&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مرة اخرى القلاب
psdk -

مرة اخرى ياتينا القلاب ، كعادته ، التدخل في امر اكبر من حجمه وفكره الطائفي الضيق وافقه الفاشل. فبعد ظهوره في مؤتمرات ، قطر وباريس وغيرها ، مع ما يسمون انفسهم المعارضه العراقية ، المشحونة طائفيا والتي مولتها قطر، في فنادق ممتازة ، ودفعت له ولغيره ممن شاركو الملايين ، يتحدث الان عن تصريحات وزير الخارجية العراقي ، التي يشير فيها بوجود قاسم سليماني ، ولم يخفيه ، وهذا هو العراق يعلن ما يريد ويستدعي ما يريد من مستشارين لمساعدته في القضاء على الارهاب . لان العرب ارسلوا للعراقيين الارهابيين ، ومنهم الاردني ابو مصعب الزرقاوي وغيره الكثيرين ممن فجروا انفسهم في العراق . يقول القلاب ، ان ايران تحتل العراق، وهل وجود آلاف المستشارين الاجانب ، امريكا وغيرهم ان العراق محتل من قبل تلك الدول؟ وهل زيارات المسؤولين الاسرائيليين والامريكان والاجانب للاردن ووجود مستشارين امريكان فيها ، يعني ان تلك الدول تحتل الاردن؟ هذه العقليه الوضيعة والناقصة والطائفية لدى القلاب ، وباتجاه واحد. يبدو ان السيد القلاب لا يعي ما يدور في الاردن ، وهو مجاور للعراق وسوريا ، اللتين الارهاب فيهما يقتل ويستبيح ويدمر ، وفي حالة عدم القضاء عليه سيعبر الى الاردن وغيرها من الدول العربية ؟ ام ابعد تفكيره وركزه على قاسم سليماني وايران ؟؟؟؟

بأي عروبة تؤمنون
احمد -

خطأ الاعلام السعودي التعامل مع التدخل الأيراني في العراق وسورية بمنطق واحد,وهذا امتداد للسياسة السعودية التي ارادت ان تنتقم من ايران بأي ثمن خصوصا بعد ثبوت التواطؤ الأمريكي مع اسقاط حليفها الأول في المنطقة حسني مبارك فأندفعت بشكل غير مسبوق في تاريخ السياسة السعودية للتدخل في سوريا وبشعار ( عليّ وعلى اعدائي) مما قاد الى تدمير سوريا وبنهاية غير منظورة,ثمة فرق كان من الواجب مراعاته في التصدي للتدخل الأيراني في كل من سوريا والعراق, فالنظام في سوريا علماني حقيقي وتحالفه مع ايران تحالف براغماتي للتعويض عن خروج مصر من معادلة الصراع مع اسرائيل, اما النظام في العراق فهو عبارة عن احزاب طائفية تابعة لأيران من الرأس الى اخمص القدم, وبرأيي فان التعامل السعودي مع الموضوع السوري هو عبارة عن تصور سطحي وفج احتذى بموقف دويلة قطر المبرمج في الدوائر الأمريكية والصهيونية, واسال الكاتب القلاب الاتجد في الموقف الخليجي من البعث السوري يحمل الكثير من الأنتهازية بعد انتهاء مهمته في موازنة النسخة البعثية الخطيرة على دول الخليج