جريدة الجرائد

الصراع السعودي الإيراني في العراق

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&&عبد الرحمن الراشد& &&

ما يجري اليوم في بلاد ما بين النهرين، العراق وسوريا، امتداد لصراع عقود بين قطبين أساسيين إيران والمجموعة العربية. بدأ منذ قيام الثورة الإيرانية، وتهديد آية الله الخميني حينها أنظمة المنطقة بتغييرها بالقوة، تحت برنامج تصدير الثورة الإسلامية بالقوة، وما تلاها بنشوب الحرب بين العراق وإيران التي دامت ثماني سنوات. هدأت سنتين فقط ثم غزا رئيس العراق الكويت، فجلبت تدخلات دولية اختتمت بالغزو الأميركي للعراق وتسلل الجماعات المسلحة، مثل &"القاعدة&" ثم &"داعش&"، إلى العراق وسوريا، حيث الفراغ وضعف أنظمة الحكم. أراها حالة اضطراب مترابطة، ومستمرة منذ عام 1979 وحتى هذا اليوم، وهي قابلة للاستمرار طالما أن القوى الإقليمية عاجزة عن خلق حالة توازن، إما عسكرية أو سياسية عبر تفاهمات تنهي النزاع.

ولا بد أن نفهم المنطق والدوافع خلف رغبة النظام الإيراني في استمرارية الصراع في العراق والخليج وسوريا وفلسطين. فهو من ناحية يريد تحقيق رغباته التوسعية. يرى أن على حدوده الغربية دولا عربية أصغر حجما من إيران، وتمثل أكثر مناطق العالم ثراء بالنفط، كالعراق ودول الخليج. ويدرك أن الغرب لن يقبل بسهولة، بالتخلي عن مناطق البترول المهمة له كمصدر للطاقة، لهذا حاول نظام آية الله فرض هيمنته بوسائل مختلفة، ولم ينجح كثيرا إلا أخيرًا، ولا شك أن &"داعش&" خدمت إيران التي انضمت للتحالف الغربي والروسي تحت علم محاربة الإرهاب.

العراق أهم دولة لإيران لأنه بوابتها الغربية، ولن يتأتى لها السيطرة عليه إلا بالهيمنة شبه المباشرة. وقد لعبت إيران أدوارا مختلفة لإقناع الولايات المتحدة أن تكون شريكا مفيدا لها في العراق بالمساعدة على تثبيت الأمن خلال إدارة جورج دبليو بوش، حيث كانت الوحيدة، ربما باستثناء الأردن، التي تعاونت مع واشنطن آنذاك. وفي نفس الوقت كانت إيران تقوم بطرق مختلفة بزعزعة استقرار العراق. فقد تسببت إيران، مع حليفها النظام السوري، من خلال تمكين تنظيم القاعدة والمعارضة العراقية المسلحة من التسلل للعراق من سوريا لتخريب الوضع الأمني والسياسي، وإلحاق الخسائر بالقوات الأميركية. بوصول الرئيس باراك أوباما للرئاسة اختار الانسحاب الكامل من العراق، أكثر مما تعهد به بوش، فأصبح العراق مفتوحا للتدخل الإيراني بالتزامن مع عودة المجاميع المسلحة وتحديدا &"داعش&".

الآن، نظام إيران يوجد في العراق بحجة حمايته من &"داعش&"، متذرعا باحتلال التنظيم الإرهابي الموصل، وعددا من مدن محافظتي الأنبار وصلاح الدين، وأنه خطر على الدولة العراقية.

هل إيران طرف في الفوضى في العراق لتبقى فيه؟ بالتأكيد لها يد في ذلك، مثلا هي تدعم بعض الفرقاء الشيعة ضد بعضهم بعضا. وهي خلف تأسيس ميليشيا الحشد الشعبي كمنافس للجيش العراقي وإضعاف سلطة الحكومة المركزية. هل هي خلف &"داعش&" نفسه؟ رأيي أنها مدبر لكن من الصعب إثبات ذلك، إنما هي المستفيد الوحيد من تهديدات &"داعش&"، بفضله أعلنت دخول العراق، وإدارة المعارك، وتبجحت صراحة أنه لولا الحرس الثوري الإيراني لسقط العراق! و&"داعش&" تكرار لتنظيم القاعدة، إبان الاحتلال الأميركي، الذي نجح فقط في تخريب المشروع السياسي، وإعطاء الغلبة في بغداد لجماعات موالية لإيران.

ويمكن أن نفهم التصريح الأخير للسفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، في هذا الإطار عندما قال: &"إن هناك من يحاول إحداث شرخ في علاقات السعودية بمختلف مكونات الشعب العراقي وأعراقه&". يقصد بذلك إيران، ويعكس رسميا، لأول مرة، الصراع السعودي الإيراني في العراق. الصراع بين البلدين في العراق موجود لكن لدوافع مختلفة. فأطماع إيران هي الهيمنة على العراق كدولة وثروات. أما دوافع السعودية فهي حماية حدودها وصد توسع إيران. وقد تأخر الحضور السعودي في العراق عن موعده سنين، عندما تبنت الرياض رفضها لأي نوع من المشاركة في المشروع الأميركي الذي تم على مرحلتين، الغزو وبناء الدولة العراقية الجديدة، بخلاف طهران التي تعاونت وحصلت مقابل ذلك على نفوذ أثمر عن الوضع القائم اليوم.

مصلحة السعودية، تتطابق مع مصلحة العراقيين، في عراق مستقل عن الهيمنة الخارجية، يتحكم في ثرواته البترولية والمائية، وفي أراضيه وأجوائه. السعودية، وبقية دول الخليج، غنية وليست في حاجة للسيطرة على العراق، لكنها تريد بجوارها نظاما لا يماثل نظام صدام العدواني، ولا يكون دمية في يد الإيرانيين. والدول الخليجية اليوم باتت تدرك، بشكل أكثر وضوحا، أن انتشار &"داعش&" و&"القاعدة&" في العراق وسوريا واليمن يستهدفها بالدرجة الأولى، وأن دولا مثل إيران تستفيد من هذه الجماعات المتطرفة في إضعاف قوى المنطقة والتدخل في شؤونها، وبناء تحالفات دولية تخدم أغراضها.

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقالك صحيح مئة بالمئة
عراقي -

ولكن السؤال اذا كانت ايران تستعمل ثلاثة ادوات وهي فلسطين والشيعة وداغش كحصان طروادة لاستعمار العراق والبقية فما هي خطة العرب في تفليش هذه الاحصنة ؟

مراكز ضعف أيران
أبو أثير / بغداد -

نظرا للتمدد ألأيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن ... وخلاياها النائمة في البحرين والكويت والسعودية وشمال أفريقية ... على العرب وبالذات السعودية ومصر وألأردن ودول الخليج العربي البحث عن مراكز نقاط ضعف أيران ... وللمتتبع والمحلل السياسي يمكن أن يدرك أن منطقة عربستان التي تسميها أيران ألأحواز ومنطقة كردستان أيران وألآذريين من الشعب ألأيراني يشكلون خطوط حصار من شمال أيران وحتى غربها وجنوبها ... فلو أرادت الدول العربية التي ذكرتها تخطط لمساعدة وتسليط مجرد الضوء ألأعلامي للحركات الثورية لهذه الشعوب العربستانيون والكردستانيون وألأذريين لأنقلبت المعادلة على ملالي أيرات ووقفت عند حدها من التسلط على شعوب المنطقة بالتعاون مع الولايات المتحدة التي يوجد بينهما التنسيق منذ ما قبل الثورة الملالي التي سرقها الخميني من الشباب ألأيراني في عام 1979 ... عندها ستكون أيران في الموقف الدفاعي لا الهجومي على جيرانها العرب ... ومثلمل فعلت روسيا عندما لجمتها من على حدودها أبان ما قبل منتصف القرن الماضي ... وهذا هو دواء السم لأيران لننأى عن خطرها ونفوذها بأستغلال الدين والمذهب .

غياب سعودي هو السبب
عدنان -

تحليل سريع لازمة كبيره بحاجه الى معلومات وادله وسرد تاريخي لماذا الوضع السعودي والايراني في العراق على هذه الشاكله المؤلمة. قلت في اكثر من مكان ان ايران لديها مشروع وهناك دوائر وكوادر وميزانية خاصه لهذا المشروع ، تبلور هذا المشروع ايرانيا خلال حرب الثمانينات مع العراق ، اشتغلت ايران عقائديا على الشعب العراقي ومولت احزاب المعارضه ضد صدام بل واسست احزاب وميليشيات وجيش من الاعلام المرئي والمسموع وكان في ايران شعب عراقي كامل من جميع طوائف العراق بسبب التهجير العرقي لنظام صدام ، ايران كانت المنفذ الوحيد لهروب معارضي صدام . وسط كل ذلك كانت المملكه متردده في التعامل مع شرائح المعارضه وان وجد تعاطف خجول مع قضايا الشعب العراقي لم يظهر للعلن الا بعد دخول صدام للكويت وتهديد السعوديه، هذا التعاطف السعودي لم يصل الى مستوى المشروع الايراني في العراق ، يتجسد المشروع حاليا من خلال العمليات العسكريه والتاثير المباشر على السياسه العراقيه وسط شكوك وعدم رضا من الشعب العراقي وايضا وسط غياب وتردد من قيادات المملكه بالتقرب الى الاحزاب والحكومه العراقيه ولا احد يستنكر على السعوديه التعامل المباشر مع قضايا العراق والمساعده في بناء النظام فالسعوديه اقرب الى الشعب العراقي من ناحية اللغه والدين والقبائل العربية . لكن رغم التاخير والغياب السعودي دائما هناك فرص لاحكام التوازن في العراق لمصالح استراتيجيه ليس للعراق فحسب بل للسعودية ايضا. مع تحياتي للكاتب

الكذب حلال في رمضان ؟؟؟
صوت الحق -

ان تكذب لانك غبي وجاهل فهذا وارد, ام ان تكذب على الحقائق التي يعرفها اطفال الابتدائية فهي في اقل حالاتها مفطرة . اتقوا الله, هل ايران هاجمت العراق ام ابن صبحة ؟ هل وقفتم وحليفتكم امريكا معها ام مع بطل الحفر؟ هل هاجمت ايران الكويت ام المقبور ؟ هل جلبت نصف مليون جندي امريكي وصليبي كما تسمونهم ام دولكم لاخراجه منها؟ هل حاصرت العراق وشعبه لعشر سنوات مات مليون عراقي بسببه ام حكوماتكم ؟؟؟ هل دخلت امريكا بجيوشها وعتادها من الاراضي الايرانية ام من اراضي الاشقاء العرب في ٢٠٠٣ ؟؟ هل كانت القاعدة وزرقاويها وبعدها الدواعش تدخل العراق من ايران ام من اراضيكم ياملائكة الرحمة ؟؟ هل تصدر الفتاوى وتجمع الاموال للدواعش في فضائيات تبث من اراضيها ام من ارض حمامات السلام العربية البريئة ؟؟؟ اخر عملية عجيبة قبل ايام في الفلوجة , القاء القبض على ١١٦ سعودي و١٥ افغاني و٦ شيشان واربعة عراقين مع فتاة انتحارية سعودية وان هناك ٣٠٠ سعودية في الفلوجة فقط وقبلهم الالاف من الدواعش والعجيب لايوجد بينهم ايراني واحد , عجيب !!!! هل تصدق هذا يا رجل ... علينا اخذ كورسات في ترتيب الكذب لانكم اصبحتم مهزلة العالم او كما قال عادل امام مسخخخخخخرة