جريدة الجرائد

ندم كاظم على تحطيم تمثال صدام!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&تركي الدخيل
&

أطلّ العراقي كاظم، محطّم تمثال صدام حسين، على قناة &"بي.بي.سي&"، معبرًا عن ندمه الشديد على ما فعله، بالنظر إلى ما آل إليه العراق!


بإمكان الجميع، متابعة عشرات التصريحات، لعراقيين يتمنّون ظلّ صدام حسين، ليكون حاكمًا لهم. قيمة الفكرة هنا بمفارقتها، وإلا فالكل يعلم مدى بطش صدام، وطغيانه واستبداده.
قبل إسقاط صدام، كتبتُ عشرات المقالات عن طغيان صدام حسين، وتسببت هذه الكتابات، بشتائم لا تُحصى، سواء في معناها ومبناها وحجمها، نالتني وأسرتي الصغيرة والكبيرة، فما بالك بأمي، وأبي، ولا سقف لخيالك!
لكن.. لا بأس من استخدام الذاكرة المرتجعة لفهم وضع العراق من قبل، وما آل إليه الآن، في ظلّ حكم الدولتين (دولة العبادي) ودولة (المالكي)، وهما دولتان تتنافسان على الحكم والنفوذ والاستحواذ على الأمن والمال ومفاصل السياسة، بعض العارفين يرون دولة المالكي العميقة، أقوى من دولة العبادي التي لم تستطع حماية الناس ومصالحهم.. ولعل تفجير الكرادة أكبر مثال، والتاريخ وحده، سيكشف لنا تفاصيله!
ربما كان العالم أكثر أمنًا برحيل صدام حسين، لكن الأخطر تجاهل أعداد المشابهين لصدام حسين ممن جاءوا بعده!
كنا أمام صدام واحد يمكن التفاوض معه، أو الحرب عليه، أو التحالف معه. لكننا الآن أمام نسخ من ذلك الطاغية، وهم أخطر منه وأشدّ فتكًا وإيذاءً، ويتحالفون مع قوى دموية، مثل النظام الإيراني، و&"حزب الله&"، و&"القاعدة&".
تلك هي الحالة المشهدية للعراق الحالي، وحالة الحنين النستالوجية الشعبية بالعراق لها ما يبررها على الأرض، ورحم الله شاعر العرب، والعراق، المتنبي، إذ يقول:


ومن صحب الدنيا طويلاً تقلّبت
على عينه حتى يرى صدقها كذبا


في زمن صدام حسين، كانت هناك دولة، وكانت الأمور تدار عبر المؤسسات، بغض النظر عن عنف الدولة، ومستوى استقلالية المؤسسات، لكن عراق ما بعد صدام، بات ريفًا محكومًا من قبل أفراد منتفعين!.
هُشمت الدولة وحطمت، وعاثت القوارض الإرهابية في بنيان ما تبقى من الدولة، ولم يعد هناك سوى كياناتٍ معزولةٍ، لا يعرف بعضها بعضًا. هذه هي الردّة الكبرى، إن الحرب الأميركية على العراق لم تكن حرب تحريرٍ بالمعنى الاجتماعي والسياسي، بل ما حدث كان أشبه بفتح غطاء عن كهوف مهجورة، سرعان ما أفصحت عن مكنوناتها الثقافية بكل عيوبها الطائفية والاجتماعية والاختراقات السياسية، ثم خرج مارد التوحش وكأنه &"فرانكشتاين&"، يجوب بغداد، كما في رواية أحمد سعداوي: &"فرانكشتاين في بغداد&"، التي تتحدث عن وحوش تجوب الشوارع وتضرب ما أمامها بلا هوادة!
العراق يحتاج إلى تأسيس محكم للدولة، ومهمة الدولة ضبط الواقع.. يتحدّث عبد الله العروي، في كتابه: &"مفهوم الدولة&" عن كون هذه &"الدولة منذ بداية التاريخ، تحمل معها قدرًا من العقلانية، إن قليلاً وإن كثيرًا، وهذا شيء طبيعي ما دامت الدولة تعني التنظيم، والتنظيم يعني اكتشاف طريقة أسهل وأقرب لتحقيق هدفٍ ما.. إن الأحداث الكبرى من تاريخ أوروبا الحديث، الإصلاح الديني، الثورة التجارية، والصناعية، نشأة المدن، تنميط القانون، تنويط الموسيقى، يمكن أن نعتبرها كلها مراحل في عمليّة عقلنة متواصلة، وتوجد الدولة دائمًا في نقطة لقاء جميع هذه التطورات&".
هذا هو عراق الأمس السيئ، وعراقه الحالي الأسوأ، وما أعظم عراق أول من أول من أمس. وما أبشع الاختيار بين المرحلتين؛ الأولى والثانية.
حين يضعف العراق وينهار، تنقبض الروح العربية، وما أبلغ وصف أمل دنقل، في قصيدته: &"كلمات سبارتكوس الأخيرة&":


لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت: قيصر جديد!
وخلف كلّ ثائر يموت: أحزان بلا جدوى..
ودمعة سدى!
هل أخطأت في موقفي، تجاه صدام؟!
ما زلت أظن أنه طاغية، لكن طغيانه، أقل سوءًا من حالة عامة الناس في العرق اليوم، مع شديد الأسف!
&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Iraq
Iraqi -

طيب ياستاذ تركي, هل ندمتم انتم ايضا لفتحكم اراضي واجواء الخليج للقوات التي جاءت للبحث عن اسلحة الدمار الشامل؟

غير محق يا تركي
حسين -

اوردت كلمات لشخص اسقط تمثال الطاغية ومخرب العراق ، ووضعت نظام الطاغية وكانه كان مثاليا .. ونسيت افعال النظام من حروب وغزو وحصار وتصفيات وكيمياوي وتبديد اموال ... ووضعت حكومتي المالكي والعبادي ،ولا اقول غير فاسدتين ، دون ان تدخلهما في ذكر النفس الطائفي ولكن ، فحوى كلا مك هو نفس طائفي... وحكومة المالكي والعبادي ، فيها وزراء مسؤولين من كل مكونات الشعب العراقي ، فيها الكردي رئيسا للجمهورية ووزراء وكبار مسؤولين ، وفيها السني ، رئيس مجلس النواب ونواب رئيس الوزرءا ووزراء ومسؤولين في الدولة وهكذ ا الشيعي والتركماني والمسيحي والصابئي. والمالكي والعبادي ، وليس دفاعا عنهما ، يسميان رئيس مجلس الوزراء ، والوزراء في حكومتيهما يتصرفون بما يروه من تعيينات واوامر صرف في الميزانية ... الفساد في الحكم ، موجود منذ زمن البعث ، والبنى التحتية دمرت في الحروب ، اولها حرب ايران وبعدها حرب تحرير الكويت والحصار واخرها حرب الاحتلآل واسقاط النظام ، التي سرقت فيها مؤسسات الدولة من قبل اركان البعث وتدميرها لا بل حرقها ايضا ، وهذا ما جاء في توجيه الطاغية في بداية عام 2003 وقبيل بدء الحرب، في جعل العراق خراب في الحرق والتدمير والسرقة... يا سيد تركي ، الستم من دعم صدام في الحرب مع ايرا ن؟ واليست القوات الاجنبية انطلقت من اراضيكم وطائراتها انطلقت من قواعدكم في الخليج؟ اذا انتم تحبون نظام صدام لماذا سمحتم لحكوماتكم بتقديم هذه الخدمات؟؟؟ ويا سيد تركي من يتفوه ضدك بالفاظ نابية من سب وقذف ، فهذا ناقص اخلاق ، ولكن الامل بان منطلق التحليل والرد يجب ان يكون محترما وبعيدا عن الطائفية والعنصرية الشوفينية .... وينظر الى داخل بلده قبل ان يتحدث عن الاخرين

لاندم على الطغاة !!
علي البصري -

صدام طاغية ذهبت غير ماسوف عليها لكن هناك انصار يرون ان هذا الطاغية رمزهم مثل الفاشيين الجدد في المانيا او اتباع الطغاة الكثيرين ،انتهى صدام وظهر داعش بديلا اكثر وحشية وبطشا ودموية وايد انصار وحواضن الدكتاتور ذلك وانخرطوا في هذا التنظيم الجديد املين ان ترجع ايام الدكتاتور الخوالي بتنظيم جديد فولاذي وعلى درجات متقدمة في السرية والمفاجئات التكتيكية ،تركه الامريكان للوهلة استفادو منه وكانه يعمل لهم وحين انجز المطلوب حان وقت انهائه مع كل قوة السنة فاطلق على الجميع (داعش) وهذه هي النكبة الثانية بعد نكبة سقوط صدام ،كاظم اسم شيعي (رمز )ربما اتى مع الامريكان او جندوه او من عامة الشيعة فرح بسقوط طاغية وكانت احلامه وردية بدولة كريمة تزول فيها كل المظالم والمأسي لكن كل ذلك لم يحدث، اماني امريكا وحلفاؤها ليس ان يحكم بغداد اتباع محسوبين على ايران فهذاغير مرغوب فقد يكون صدام افضل من هؤلاء حتما ،اذن العراق خليط اماني متقاطعة ومتعارضة لايجمعها الان جامع او رمز ،يحكمها الاجتثاث والاقصاء والقتل والتدمير والى اشعار اخر !!!

اعدلوا هو اقرب للتقوى
saeed -

يقول للله في محكم كتابه العزيز (ولا يجرمنكم شنآن قوم الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) ويقول رسولنا الكريم كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، ونحن جميعا كنا ضحية حملة إعلامية دولية منسقة لشيطنة صدام حسين ، ومع مرور السنين بدأت تتكشف الحقائق وآخرها تقرير تشيلكوت الذي فضح كذب وتضليل بلير وبوش ، وقد آن الأوان لإن نعيد الإعتبار للحقيقة ونعترف بإن صدام حسين رجل منّا سعى لعزة امته ونهضة شعبه ودحر الغزاة الخمينيين واهتم بالتنمية البشرية وقضى على الأمية في بلده ، وصعد الى الشنقة أسدا هصورا يهتف باسم الامة وفلسطين