جريدة الجرائد

لماذا يحبون عدنان إبراهيم؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

&لماذا يحبون عدنان إبراهيم؟فواز السيحاني&تقف على منبرك الخشبي، تُخرج الكلمات الثمينة من فمك، تفعل ذلك؛ لتنقذ كل الأرواح الضائعة بكامل إخلاصك الجميل، والآخرين ينفقون أوقاتهم في قراءة الكتب التي كانوا يقرأونها منذ أن كانوا صغاراً، يجلسون على مقاعدهم الفخمة ومن حولهم رائحة البخور، يَغرقون في تأملاتهم التي لم تأتِ بما يجعلنا نصاب بالدهشة، بالإدراك الذي لا يتسم بالتكرار والسذاجة. أنت تحديداً خرجت من آخر الخراب لتقول بأنّ ما كنا نسمعه ليس هو الشيء الوحيد، ليس هو الحقيقة المطلقة. أخبرتنا عن الأشياء التي كانوا يكتمونها عنا، وفي نفس الوقت كنت مختلفاً عن الجميع، مختلفاً لأن الفرق بينك وبينهم أنك تقرأ، تقرأ لكافكا، لهرمان هسة، لساراماغو، لهمنغواي، لفرويد، لكارل يونج، للعروي، لإيريك فروم، للمسيري... لآخرين لا يمكن حصرهم. وهم يقرأون للجاحظ وتحديداً أكثر كتاب الحيوان.&أنا أحبك معهم لذات الأسباب التي أحبوك لأجلها، لقد كنتُ في القِدم هائمًا في مدن الوحدة حتى وجدتك، كنت منقذًا حقيقياً لكافة الأسئلة التي لم أجد إجاباتها، كنتَ مثل الطائر الذي يأتي من السماء ليلتقط شيئاً لا نراه.&أعرف جيدًا بأنّ البعض يكرهك لأنك أوردت بعضاً من الكرامات في أحد مقاطعك الصوتية، في حين أنهم يصدقون كرامات بعض شيوخهم المصابين بمرض الذهان والهلاوس البصرية، هل تصدق أنهم يروّجون وبكامل صدقهم حكايةً لأحد الأطباء المحليين، تلك الحكاية تقول بأنّ العفريت التايلندي الذي بداخل مريضه أسلم على يديه وهو في غرفة العمليات، مما يجعلني أتساءل ألم يتأثر هذا العفريت بالبنج وبالحقن الوريدية التي أعطاها هذا الطبيب إليه؟. هل تعرف أنهم يصدقون أيضاً الحكاية التي تقول بأنّ أحد العفاريت كان حاضراً في إحدى المحاضرات في هيئة رَجُلٍ من قارة أفريقيا، وفي وسط الدرس أصبحت ساقه طويلة جداً وتجاوزت الحواجز وأجساد الآخرين!!!.&لستُ حزيناً على غضبهم الذي يروّجون له في كل مكان، فلم تكن وحدك من يواجه هذه القذائف عبر عمر التاريخ، لقد حدث مع من سبقوك، مع ابن سينا، ابن رشد، الفارابي، وقريبًا جداً مع العلاّمة الألباني حين ألّف كتاب &"جلباب المرأة المسلمة&" لقد قالوا عنه أبشع الألفاظ وأكثرها قسوة وتحديداً أكثر في الصفحة الخمسين. ورغم هذه القذائف نحن نحتاجك لأنهم أخبرونا بأنّ الحب والتسامح يعني أنّ الجحيم يفتح أبوابه لنا ويقتطع التذاكر التي تتكفل بوصولنا سريعاً هناك، وبأنّ الإنسان حالة من التربص والخوف، يفعلون ذلك لأنهم يكرهون الأسئلة، يكرهون لماذا وعلامات الاستفهام الأخرى، إنهم يشبهون القصة التي قرأتها يوماً للأديب الجميل غاليانو والتي تقول:&&"في وسط ساحة ثكنة عسكرية مقعد صغير يحرسه جندي، لم يعرف أحد لماذا كان ينبغي أن يحرس المقعد. كان المقعد يُحرس على مدار الساعة، ومن ضابط إلى آخر كان الأمر يصدر والجنود ينفذونه. لم يعبّر أحد عن أية شكوك أو يسأل لماذا. وهكذا استمر الأمر إلى أن أراد جنرال أو كولونيل، أن يعرف سبب الأمر الأصلي. كان عليه أن يقلب في الملفات. وبعد وقت طويل من البحث عثر على الجواب: منذ واحد وثلاثين عاماً وشهرين وأربعة أيام، أمر ضابط حارساً أن يقف قرب المقعد الذي كان قد دهن لتوه، لكي لا يفكر أحد بالجلوس على الدهان الطري!&"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
متى ستعتذرون
و تكفون عن تمجيدها؟ -

" أخبرونا بأنّ الحب والتسامح يعني أنّ الجحيم يفتح أبوابه لنا ويقتطع التذاكر التي تتكفل بوصولنا سريعاً هناك، " هذه العبارة التي وردت في المقالة تدفعنا الى التفكير في من الذي لا يريد الحب و التسامح ان يعم بين البشر ؟ و هل الله الحقيقي يمكن ان يحرض عباده على قتل البشر الاخرين و يوغر الضغينة و الكراهية في صدورهم ضد اخوانهم البشر و الذين نفس الاله خلقهم ؟؟ السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل الذين حذروكم من خطورة الخب و التسامح ياسيد الكاتب اخرجوا نصوص من عندياتهم و هم ينطلقون من فراغ ام انهم يستندون الى نصوص مقدسة يعج بها القرآن و الاحاديث النبوي، هل الان أحسستم بخطورة خطاب الكراهية الدموي هذا الذي داب عليه الاعلام الاسلامي منذ عقود على التزويج له ضد كل سكان المغمورة الغير مسلمين تحت شعار العودة الى دين الله هو الوسيلة لاستعادة امجاد وعز المسلمين ، ان ما بحرب هو يعطينا صورة حقيقية عن كيف كان البشر يعيشون في ضل عز المسلمين ؟ انت يا سادة يحب ان تعرفوا ان مجد المسلمين يعني تحطيم حصارات الشعوب و غزو الدول من قبل أعراب خربوا من صحراء و نجحوا في احتلال ذات حصارك أقوى منهم و استطاعوا قتل رحال تلم الدول و اخذ نساء الدول المحتلة سبايا و بيعهن في أسواق المسلمين ؟ اليس هذا قمة الحمد الاسلامي الذي تتحدثون عنه ؟ هل في اختلال الدول و قتل رحالها و نساءها يستحق ان يسمى مجدا وعزة وافتخروا به و تدري نه لأطفالك في المدارس ليقتلوا به ( و هذه ي داعش تفعل ذلك ) . ام هو جرائم بحق الانسانية يحب ان تعتذروا للشعوب و تخجلوا منه ؟