جريدة الجرائد

ابحث عن إيران تعثر على داعش !

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


ابحث عن إيران تعثر على داعش !
علي الصراف


الإرهاب موجود في كل مكان، وربما على مر تاريخ كل الصراعات، في كل المجتمعات. مع ذلك، فإن التمييز بين إرهاب وآخر يظل أمراً ضروريا لفهمه.

كل الإرهاب مُدان، ويكاد من المستحيل المفاضلة بين إرهاب وآخر. ولكن جمعه في حزمة واحدة، يجعل مكافحته أصعب، لأنها تتجاهل الأسس التي يستمد منها دوافعه أو مبرراته.

هل هناك فرق بين إرهاب «تنظيم القاعدة»، وإرهاب «تنظيم داعش»؟

الفرق جذري، الى درجة أن المرء لن يتمكن من رؤية أي شيء بوضوح ما لم ير أن هاتين المجموعتين الارهابيتين، حتى وإن كانت تستندان إلى أسس منهجية واحدة، إلا أن لكل منهما دافعا مختلفا.

«القاعدة» ولدت من رحم الصراع الدولي بين الدولتين العظميين. ولذلك فقد كان من الطبيعي أن تتخذ لنفسها أهدافا «دولية» عريضة، يتوجه جلها إلى الخارج: إسرائيل والولايات المتحدة، بالدرجة الأولى.

«داعش» ولدت من رحم صراع داخلي، ذي طبيعة أهلية. ولذلك فقد كان من الطبيعي أن تتخذ لنفسها أهدافا «داخلية» تتوجه جلها الى الطرف الداخلي الذي أصبح، بطريقة ما، ولسبب ما، يحتل مكانة «العدو».

لقد نشأ تنظيم داعش من رحم مشروع طائفي أملته إيران على العراق، وتواطأت معه الولايات المتحدة. هذه هي الحقيقة المؤسِسة الأولى التي لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها.

قبل أن تظهر داعش بسنوات طويلة، خاض أزلام طهران في العراق حربا طائفية مكشوفة ضد نصف المجتمع العراقي، وأجبروه على العيش تحت كل صنف محتمل من صنوف التهميش والتجريم والتشريد والاعتقالات الوحشية وأعمال التعذيب.

وبينما كانت مليشيات طهران تستأثر بالمال، نهبا وفسادا، فإنها استأثرت بمراكز النفوذ وتقاسمت السلطات تمزيقا واحترابا.
ولقد تم كل ذلك، تحت شعارات ورايات طائفية قميئة، ولكنه تم على مرأى ومسمع الإدارة الامريكية أيضا. لا بل أن بيئة «الحب السري» التي ظلت تجمع بين واشنطن وطهران (والتي انتجت تاليا اتفاقا سريا حول الملف النووي، كنوع من التصريح الخجول عن ذلك الحب) سمحت بأن يتحول التواطؤ الى مشاركة عملية في أعمال القمع والتجريم والتهميش الجماعي لملايين العراقيين. وليست فظائع سجن أبو غريب إلا جزء بسيط من جبل المظالم الذي وقع على أكتاف كتلة بشرية بكاملها.

أستطيع القول، بمقدار عال من الثقة بالتاريخ، إن السنة الذين هيمنوا على حكم الدولة العراقية منذ نشأتها، بحكم غلبتهم العددية والمدينية والتعليمية، كانوا عاجزين من الناحية الموضوعية عن أن يكونوا طائفيين. أولا، لأنهم بدأوا حكمهم للعراق في ظل نزاع مع الدولة العثمانية حول ولاية الموصل، وهي القوة السنية الوحيدة في المنطقة التي كان يجب أن يتحالفوا معها، لو كانوا طائفيين. 

وثانيا، لأنهم كانوا يدركون أن أي ميول ذات طبيعة طائفية كانت ستؤدي الى تدمير ذلك الحكم من الأساس، لأن متطرفي الطرف الآخر سيتخذون من ذلك ذريعة للتحالف مع إيران، وهذا ما لم يرغب به أحد. وثالثا، لأن غلبتهم العددية ما كان بوسعها أن تتحول الى «قوة ذاتية» بسبب التنوع الجغرافي والعرقي لهذه «القوة» أصلا. فعدا عن أن سنة العراق يتوزعون في كل أرجاء البلد، مما يجعل تمييزهم في إقليم، أمراً تعسفياً، وعدا عن أنهم كانوا يعيشون في ظل تداخل طبيعي مع كل المجموعات السكانية الأخرى، فان أكراد العراق، سنة أيضا، ولكن ظل لهم ما يميز مطالب قومية خاصة أملت على «العرب المسلمين» مجتمعين أن يتوحدوا للحفاظ على وحدة العراق.

تجاهل هذه الحقائق كان يتطلب مشروعا تعسفيا، وأدوات وحشية، ودورا لقوة عظمى لكي يمكنه تبرير الحرب ضد كتلة بشرية بأسرها، لفرض «غلبة» مضادة تتمكن من سحقهم وتدميرهم وتسعى الى تهجيرهم والتنكيل بهم لصنع «ديمقراطية» ذات طبيعة طائفية، تُرضي غرور الأمريكيين، كما ترضي أحقاد وتطلعات طهران في آن واحد.

من وحشية هذا المشروع، ومن سعة جرائمه، ولدت داعش!
داعش، بالأحرى، تكملة طبيعية للمشروع الطائفي الإيراني. والوحشية والفحش التي يُظهرها «الدواعش» ليستا سوى رد فعل غبي على مشروع، أثبت لسنوات طويلة قبله، أنه وحشي وفاحش.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الارهاب والشباب
عبدالله العثامنه -

لو بحثت فرنسا والمانيا والدول المتضرره من ارهاب داعش عن الفاعل الحقيقي لوجدته الولايات المتحده الامريكيه لكن ليس من مصلحتهم البحث في هذا الموضوع لتعذر ألية الانتقام واستحالتها ولأن أمريكا دوله كبيره وهم يريدون شماعه صغيره مثل الرقه، منبج ، الموصل ، الفلوجة ، وغيرها ،، هولاند يعرف تماماً أن أمريكا وروسيا وايران ومن ورائهم اسرائيل يلعبون لعبه قذره لتقويض أوروبا لاسباب معروفه " مثل الانقلاب ألأخير في تركيا" ولثني دولها عن مواقف مشرفه بالوقوف مع المظلوم ونصرته لكن هولاند لا يعرف أن بشار الأسد خط أحمر توراتياً لا يجوز المساس به ولا يعرف أنه ضروره انجيليه كنسيه للمحافظه على حكم وتحكّم الأقليات في الشرق بالتالي فان الخروج عن هذه الضوابط يُعد خيانة للكنيسه وأدبياتها،،، زمان كانوا يبحثوا عن أسباب للعدوان وغزو الدول واحتلالها "عندما رحل المستعمرون الأوروبيون عن بلادنا أوجدوا اسرائيل لتعزيز أسباب العدوان وديمومته" أما وقد ضعفت اسرائيل عن التمدد والغزو وتفكيك المنطقه أسرعت فرنسا سنة 1979بارسال الخميني للقيام بما عجزت عنه اسرائيل ونفّذت ايران المهمه الموكله بكل اخلاص وتفان" الله يعطيها العافيه" وحين ضعفت ايران وانكشف وجهها القبيح اخترعوا داعش للابقاء على أسباب العدوان وضخ دم جديد فيه (لاحظ العدوان على سوريا والعراق) مما اضطر القمه العربيه في نواكشوط راغمةً على تضمين بيانها الختامي بضرورة دعم العراق والمجتمع الدولي في محاربة ارهاب داعش وتسويه سياسيه للملف السوري !! وهذا ما يريدونه بالضبط من العرب :1- دعم حكومة العبادي الطائفيه والاقرار بشرعيتها وشرعية حشدها ومجازره 2-شرعية بشار الأسد في قتل الشعب السوري وتهجيره !! ،،( ألف مبروك صار الارهاب شرعياً) لذا فاني أقول للأوروبيين والعرب : انتظروا من داعش ما يشيب له الولدان .

A MERCENARY IS AMERCENARY
REFAAT SHAWEES -

ياعلي . المرتزق سيبقى مرتزقا الى اخر نفس فيه . الا تخجل من تاريخ ارتزاق طويل. ام ان المرتزق الاكبر اصبح مثلك الاعظم . ولله في خلفه شؤون وشجون.