جريدة الجرائد

الأكراد أخطر من «داعش» ؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&غسان شربل

بين أنقرة وطهران وبغداد ودمشق مصالح كثيرة وحساسيات قديمة. بينها سموم التاريخ ولعنة الجغرافيا. تلتقي هذه الدول وتفترق. تندرج في أحلاف متصارعة ثم تتصافح وتتحدث عن صفحة جديدة. البند الثابت بين العواصم الأربع هو الخوف من تمسك الأكراد بحلمهم القديم على رغم الويلات التي أُنزِلت بهم. واليوم تتصرّف هذه الدول استناداً إلى قناعة تتردّد في إشهارها، ومفادها أن الأكراد أخطر من &"داعش&".

يعرف المتمرّسون في شؤون المنطقة وشجونها أن تنظيم &"داعش&" محكوم بالهزيمة. وأن وجوده أكبر من قدرة المنطقة والعالم على الاحتمال. وأن الإرهاب يحفر قبره بيديه حين يصير له عنوان معروف يمكن الانقضاض عليه. لهذا تتصرف الدول الأربع على أساس أن &"داعش&" خطر كبير عابر، في حين أن الأكراد خطر هائل ومقيم.

ليس الخوف من &"داعش&" هو ما أرغم رجب طيب أردوغان على السير فوق ركام غروره. إنه الخوف من الأكراد. أكراد الداخل وأكراد سورية. هكذا يمكن فهم رحلته إلى سان بطرسبورغ، ورحلته المقبلة إلى طهران، وإعلان أنقرة قبولها بدورٍ للرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

سلوك أردوغان الجديد شجّع النظام السوري على كشف أوراقه. هو أيضاً يعتقد بأن الأكراد أخطر من &"داعش&". الاشتباكات الأخيرة في الحسكة كانت عملياً أشبه بتبادل الرسائل مع تركيا. الموقف المتشدد من تطلعات الأكراد قد يكون الجسر الذي يمكن ترميمه بين أنقرة ودمشق، على رغم الودّ المفقود بين الرئيسين.

إيران مهتمة بدورها بإعادة تحجيم الأكراد. لا تستطيع قبول أن يطالب كردي إيراني بوضعٍ شبيه بالذي حصل عليه الكردي العراقي ويتطلع إليه الكردي السوري. لدى انتصار الثورة استقبل الخميني وفداً كردياً زائراً. طرح الوفد على زعيم الثورة مسألة حقوق الأكراد فرد بأن المشكلة لن تكون موجودة لأن الثورة إسلامية. لم تحل الثورة مشكلة أكراد إيران، والدليل أن بعضهم استأنف الكفاح المسلح.

لدى إيران مصلحة فعلية في إجهاض حلم الأكراد السوريين. سورية الفيديرالية لا يمكن أن تطمئن إيران. فوز الأكراد بحقوقهم يطرح موضوع المكوّنات الأخرى، وبينها الأكثرية السنّية. كبح التطلّعات الكردية يشكل جسراً جديداً بين أنقرة وطهران، يضاف إلى المصالح الاقتصادية والرغبة في عدم التقاء القوى الإقليمية السنّية على موقف يضبط شهيات إيران في العراق وسورية. إيران أيضاً تتصرف على أساس أن الأكراد أخطر من &"داعش&".

النقاشات الجارية في بغداد حول دور البيشمركة و &"الحشد الشعبي&" في معركة تحرير الموصل من &"داعش&"، تؤكد هي الأخرى التفريق بين خطر كبير طارئ وخطر كبير مقيم. يتصرف بعض القوى المؤثّرة في قرار بغداد حالياً وكأنها نادمة على ما اضطرت الى التسليم به للأكراد، رغبة منها في إزاحة نظام صدام حسين. وأغلب الظن أن طهران هي التي أجازت لحلفائها يومها قبول المطالب الكردية قبل الغزو الأميركي، لاعتقادها بأن إطاحة صدام تشكل مكسباً استراتيجياً، وهو ما تبيّن في النهاية.

شكّل تنظيم &"داعش&" بعد إطلالته المدوّية خطراً كبيراً أقلق المنطقة والعالم. لكن وحشية &"داعش&" شكّلت في الوقت ذاته فرصة اقتنصتها دول وقوى لتنفيذ أجنداتها، سواء في العراق أو سورية. فتحتَ لافتة محاربة &"داعش&" تضاعفت التدخلات الخارجية في العراق وسورية. أدت الضربات المتعدّدة الجنسية إلى إرغام &"داعش&" على الانحسار، وإن استمر قادراً على ارتكاب مجزرة هنا أو هناك. لكن رقصة المواقف وإعادة التموضع بدت مرتبطة بالخطر الكردي الدائم أكثر منها بالخطر &"الداعشي&" العابر.

واضح أن المخاض الدموي طويل وعنيف. إن التعامل مع الأكراد انطلاقاً من اعتبارهم ألغاماً مزروعة في خرائط الدول التي يقيمون فيها، يُنذر بمزيد من الحروب والتمزّقات. لا تمكن إعادة أكراد سورية إلى ما كانوا عليه قبل خمسة أعوام. ولا تمكن مطاردة أكراد تركيا إلى الأبد. ولا يمكن حل مشكلة أكراد إيران من طريق زعزعة استقرار إقليم كردستان العراق. إن رفض الاعتراف بحق الاختلاف مصيبة لا تقتصر نتائجها الكارثية على الأكراد وحدهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Opinion
Rizgar -

If Brits weren’t happy with EU why should Kurds be with Iraq?

عرب قوميون او بعثيون او
Rizgar -

لعرب قوميون او بعثيون او ناصريون او علمانيون او قوميون سوريون او وطنيون او اسلاميون معتدلون او اسلاميون متشددون او داعيشيون او حالشيون او سنة او شيعة او دروزاً او مسيحين او من اي طائفة او ملة او يمكن ان تختلفوا وتتحاربوا في معظم الأمور والمواقف لكنكم تتحدون في موقف واحد وتتفقون معه في الصميم الا وهو معاداة حقوق الكورد القومية بما فيها الانفصال وتكوين دولة قومية اتعلمون لماذا تعادون طموحاتهم في استعادة حقوقهم المشروعة لأن العرب سلبت هذه الحقوق بمساعدة مستعمر اوربي .

هؤلاء البشر ،
إِسْكُتْلَنْدِيّ -

إن الكراهية والحقد تجاه الشعب الكردي، متجذرٌ في دين وعقول هؤلاء البشر ، الذين لا ينتمون للحضارة بشيئ. لا فرق بينهم وبين تنظيم داعش، الذي إخترعوه في الأساس لمحاربة الكرد نيابة عنهم .

العرب والا تراك والفرس
إِسْكُتْلَنْدِيّ -

العرب والا تراك والفرس لا يجيدون في الثورة الكوردية حركة تحرر، وإنما تمرد العبيد على سيده، ووجب تأديبهم، وقتلهم وانفالهم واحتقارهم ....!!!

العرب
غرب كوردستان -

النظام السوري والمعارضة السورية، في الموقف من قضية الشعب الكردي في غرب كردستان،لا يختلفون بشيئ عن بعضهما البعض.

عرب ترك فارس
داليا كريم -

عرب ترك فارس , يعتبرون الكورد غير جديرين، بحياة كريمة ولائقة،

فهم يجيدون
آرام آكوبيان -

- عرب ترك فارس -يجيدون في الكرد جنساً أدنى مرتبة وأقل شأناً منهم، وكلنا يتذكر الكلام البذيء، الذي صدر عن قادة المعارضة السورية، بحق الكرد . فذلك لم يأتي من الفراغ ولم يكن محض صدفة أبدآ.

(1905-1975 )
نِهال آتسِزْ -

نِهال آتسِزْ (1905-1975 ) كان المفكِّرُ الرئيسُ للإيديولوجيا القوميّة التركيّة نِهال آتسِزْ (1905-1975) فقد قال بفظاظةٍ شديدة إنّ "الكُردَ موجودون...، وهم مخلوقاتٌ أدنى ومعاديةٌ لنا." الكردُ بالنسبة لنا "فرعٌ جبليٌّ بدائيٌّ وهمجيّ من الفُرسِ، يتحدّثون بفارسيّةٍ ركيكة، ويميلون إلى السَّطوِ والنهب ودميمون فوق ذلك! ."

مؤسس حماس
أحمد الياسين -

الشيخ أحمد الياسين مؤسس حماس عندما قال: "بعد القضاء على اسرائيل، سوف نتفرغ للقضاء على اسرائيل ثانية في شمال العراق. !!!!! كلام في غاية العنصرية !!

5-4-1991
هاشمي رفسنجاري -

قال هاشمي رفسنجاري يوم كان رئيسا للجمهورية الاسلامية في ايران في خطبة له القاها في يوم الجمعة 5-4-1991 تعليقا على خط العرض الـ36: "لن ندع بأي شكل من الاشكال تأسيس إسرائيل ثانية في شمال العراق

عنصرية قبيحة
يحيى بن سعيد الحلي -

يحيى بن سعيد الحلي قال ابن إدريس الحلي « ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد ، ويتجنب مبايعتهم ، ومشاراتهم ، ومناكحتهم. قال محمد بن إدريس: وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له، فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل، والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب البصائر» (السرائر - ابن إدريس الحلي ج 2 ص 233). وقال يحيى بن سعيد الحلي « ويكره مخالطة الاكراد ببيع وشراء ونكاح» (الجامع للشرايع ص245).

قال الطوسي
الطوسي -

قال الطوسي « وينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم، ولا يعامل إلا من نشأ في خير، ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحارفين. ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم ومشاراتهم ومناكحتهم» (النهاية- الشيخ الطوسي ص 373).

1744 – 1816 :
ياسين افندي العمري -

ياسين افندي العمري ياسين افندي العمري 1744 – 1816 :: بمؤرخ السلطة العثمانية، اطلق في زمانه افكاراً مشحونة بالعداء للكرد، حتى انه قال بحقهم في كتابه "غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر - الموصل 1940 ص107 – 108": "صح في المثل، كردي وعاقل مصيبة نازلة، وقيل متى ما رأيت العالم محروماً والجاهل مرزوقاً، فآعلم أن ما بين السماء والأرض اكراداً يقطعون الرزق"! ولم يتوقف العمري بمحاربة الكرد نثراً، بل شعراً كذلك حين قال فيهم ان الكرد "ليسوا من نسل آدم وحواء" وكالآتي: رأيت في النوم أبي آدماً صلى عليه ذو الفضل فقال حواء امكم طالق إن كانت الاكراد من نسلي.