جريدة الجرائد

معركة تركيا في سوريا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&عبد الرحمن الراشد &

هناك أعداء كثر لكن في نظر الأتراك العدو الأول هم الأكراد الأتراك الانفصاليون، وكذلك الأكراد السوريون المتحالفون معهم. وللتذكير، فالأكراد، مثل العرب، شعوب مختلفة منتشرون في تركيا وسوريا والعراق وإيران. وسبق للقوات التركية أن دخلت العراق مرات، ولاحقت الجماعات الكردية التركية العابرة للحدود.

&"العدو الأول&" صار خطرًا بشكل مفاجئ خلال أشهر قليلة، عندما تمددت الفصائل الكردية السورية على مساحة شاسعة تقدرها التقارير الصحافية بنحو ستمائة كيلومتر من شمال سوريا بمحاذاة تركيا. والسر أن أكراد سوريا، رغم ميولهم اليسارية، تطوعوا ليكونوا رأس حربة في حرب التحالف ضد &"داعش&"، بدعم لوجيستي ضخم واستخباراتي أميركي مكنهم من التوسع. بالنسبة لكل الأطراف؛ الأتراك والإيرانيين والنظام السوري والمعارضة السورية والروس، لم يعارضوا تقوية الأكراد ما دام الهدف &"داعش&" فقط، إلا أن الأكراد خرجوا على التفاهمات واستولوا على مدن ومناطق كاملة ما بين نهري دجلة والفرات. لم يكتفوا بمقاتلة &"داعش&" بل قاموا بتفريغ مناطق كاملة من سكانها! ونتيجة لاكتساحهم الواسع صاروا في مواجهات متعددة، مع قوات تركية و&"داعشية&"، وحتى قوات الأسد.

الأتراك استشعروا الخطر مما فعلته وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني. رأوْا فيه مشروع دولة على حدودهم ويهدد وحدة بلادهم، فقرروا إعلان الحرب داخل سوريا لأول مرة منذ بداية الأزمة قبل خمس سنوات.

ولا يمكن أن تخطئ العين التهديدات التي تمثلها الحرب في سوريا على كل الدول التي لها حدود معها، وأولها تركيا الأطول حدودًا والأكثر تشابكًا، ثم العراق الذي فقد منذ زمن بعيد السيطرة على حدوده ونحو ثلث أراضيه لـ&"داعش&"، والأردن الذي قام بالسيطرة الكاملة لكن بعد أن عبر إليه مليون لاجئ، ونشبت معارك هائلة بجواره في محافظة درعا السورية. وهناك قوات إيرانية وميليشيات &"حزب الله&" تتمركز في مواجهة الجيش السوري الحر المتمركز شمال الأردن داخل الأراضي السورية.

رأى الأتراك في توسع الأكراد تهديدًا لوحدة بلادهم فدخلوا سوريا، يطاردون الميليشيات الكردية، وقوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، سحبت الغطاء عنها ضمن تفاهمات مبررة.

انتصار الجيش التركي السريع في جرابلس وغيرها قد يُختتم باتفاق يقيد أكراد سوريا وينهي مشروع بناء إقليم مشابه لإقليم كردستان في شمال العراق شبه المستقل منذ عام 1990. بالنسبة للأسد وتركيا، ورغم العداوة بين النظامين، يتفقان على رفض إقامة أي كيان كردي في تلك المناطق. فحكومة أنقرة تعتبره مشروعًا لزعزعة أراضيها لأن الإقليم الكردي السوري الجديد يبنى على حدودها الجنوبية، وسيكون حديقة خلفية للحركة الكردية التركية الانفصالية. والأمر كذلك بالنسبة لنظام الأسد الذي يخشى أن يكون الكيان الكردي حصان طروادة لقوات التحالف لهندسة مشروع التغيير في سوريا، كما فعل الكيان الكردي العراقي وشارك في إسقاط نظام صدام حسين في العراق.

وفي رأيي أنه كان بإمكان تركيا مبكرًا، ومنذ سنوات الحرب الأولى، تأمين حدودها بل ومد نفوذها إلى محافظة كبيرة مثل حلب المجاورة ثم التأثير على نتيجة النزاع، إلا أن أنقرة يبدو أنها رغبت في عدم إرباك المشهد بالتدخل المباشر مما زاد من الأخطار عليها اليوم. على أية حال، يفترض أن نضع في الحسبان العوائق المحتملة التي ربما أثرت على قرارات أنقرة، فهي ملتزمة بقواعد الاشتباك التي تفرضها اتفاقات الدفاع ضمن حلف الناتو، فدخول أي دولة عضو في حرب دون موافقة الحلف لا يلزمه بالدفاع عنها، إضافة إلى مخاطر خرق القوانين الدولية المنظمة للنزاعات واعتبارات السيادة.

هل تستطيع تركيا، بدخولها عسكريًا في سوريا، أن تحوله إلى عملية سياسية تشجع الأطراف المختلفة على الحل السياسي وإنهاء الحرب؟ ستكون لاعبًا أقوى من السابق، لكن أستبعد تعاون إيران وروسيا، اللتين لا تشعران بعد بضرورة إقصاء الأسد.

أي حل يبقي على الأسد سينفخ في نار الحرب ولو أجمع السياسيون عليه. فالأسد، على الأرض، بلا جيش ولا قوات أمن، التي كانت وراء بقائه في الماضي حاكمًا بالقوة. حاليًا بلا قوة تتبعه. فجيشه البري الذي يحارب عنه هو قوات إيرانية وميليشيات &"حزب الله&" وأخرى عراقية، وقوته الجوية هي روسية تقوم بالحرب نيابة عنه. وحتى لو رضخت قيادات المعارضة السورية لحل الأسد رئيسًا، فإن المقاتلين سيتمردون على قادتهم، لأن حجم العداء، بعد نصف مليون قتيل، لا يمكن أن يفرض رغمًا عنهم حلاً يوقع في فنادق سويسرا.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النفاق الأمريكي
عبدالله العثامنه -

يبدو اننا نعبش في عصر الصفقات التي ليس لها أدبيات فدخول تركيا الحرب ضد الاكراد كان بصفقه بين روسيا وتركيا وايران بموافقه ومباركه أميركيه وبغياب عربي محزن فالعرب هم المعنيون بسوريا لكنهم اصبحوا على الهامش!! وهناك صفقات روسيه امريكيه وروسيه ايرانيه وتركيه أسديه الخ لكن المثير في الأمر هو أن الأيام لفت ودارت وصار الأسد وتركيا حلفاء في قتال الأكراد وهذا أول الغيث وهذا ما يسعد أمريكا التي استطاعت أن تجر أردوغان الى الخانه التي تريدها بعد اعتقاده بأنه يحقق انجازا قومياً ونصراً على الانقلابيين والانفصاليين وربما يأتي يوم يصبح الأسد وأردوغان حلفاء في قتال الجيش الحر،،،أمريكا التي دعمت الفصائل الكرديه بأحدث أنواع الأسلحه وبالرعايه والحمايه انقلبت عليهم واصبحت قاعدة انجرليك التي كانت الطائرات الأمريكيه تنطلق منها لحماية التمدد الكردي وتفريغه الديموغرافي أصبحت هي نفس القاعده التي تنطلق منها نفس الطائرات الأمريكيه وطائرات التحالف لقصف الأكراد وطردهم من جرابلس الى شرق الفرات !! هذا النفاق الأمريكي لا يليق بدوله عظمى انما يليق بدوله صغيره تبحث عن فتات المصالح وصغير المكاسب وهو دليل على أن سياستها في المنطقه هي سياسة العزول أو الفتّان الذي يغوي ويحرّش بين الفرقاء ويجلس يضحك من بعيد لساديه يعاني منها تفتك به وبالأخرين،، أرى أن الساسه الأمريكيون بحاجه الى طبيب نفسي يعالجهم ليس بالعقاقير انما بصدمات كهربائيه وجلسات تذكرهم وتقول لهم اصحوا اكبروا ثقوا بأنفسكم واهجروا الشعور بالنقص والدونيه فأنتم دوله عظمى وستصبحون عن قريب دوله صغرى بسياستكم الرعناء تلك .

تركيا العثمانية
dilyar -

بعد سقوط داعش كاحجار دومينو في العراق وسوريا وسحب البساط تحت ارجلهم وبقاء جرابلس تحت سيطرة داعش واقتراب القوات الكردية لطردهم حينها فقط تدخل اردوغان لكسب مكاسب سياسية وووواردوغان حامي داعش ولم يقاتلهم الا لتبادل الادوارسيسقط داعش واردوغان وسياسة انكار الاخرالكرد ليسوا انفصاليين بل دعاة سلام وهم سيجلبون السلام والامان لكل منطقة حرروها من رجس داعش