جريدة الجرائد

التدخل التركي قلب اللعبة الدولية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&غسان الإمام&&&

سوريا بلدي. لكنها ليست وطني. فهذا العالم العربي الكبير هو وطني. ويظل الوطن الأكبر لي في همومه. وآلامه. فلم تفصلني عنه غربة في منفاي الباريسي عمرها أربعون سنة. وباتت فرنسا وطني الثاني الذي أحب. يكفي أنها منحتني الحرية لأكتب ما أريد.

الموضوعات. والأفكار. والأحداث التي أختار لا تفرضها عليَّ تقسيمات الجغرافيا العربية. وإنما غالبًا الحدث الذي يؤثر. ويزلزل السياسات العربية والدولية. وتشاء مصادفات السياسة أن تكون سوريا، في الأسابيع الأخيرة، وطن المتغيرات التي تهدد حاضر عروبة الوطن الأكبر. ومستقبله.

وعودتني &"الشرق الأوسط&" أن تمنحني حرية اختيار الحدث والموضوع. وسأظل على هذا الوفاق معها إلى أن تغيِّبني حتمية عجز العمر. أو عجز الذاكرة والذهن. أو رغبة الصحيفة في الاستغناء عن كاتب. أو الاحتفاظ به.

بعد احتلالها بلدة &"منبج&"، أعلنت ميليشيا &"الاتحاد الديمقراطي الكردي&" أنها ستعبر الفرات. وتحتل بلدة &"جرابلس&". وتواصل الزحف على طول الحدود، وصولاً إلى بلدة عفرين، لإغلاق كامل الحدود السورية - التركية البالغ طولها 800 كيلومتر.

كان الجواب التركي سريعًا. فقد عبرت الدبابات التركية الحدود. واحتلت جرابلس. وسلمتها إلى تنظيمات المعارضة السورية المقاتلة. وبذلك، أحبطت مبدئيًا المشروع الكردي لفصل تركيا عن العالم العربي. وتقسيم سوريا. واحتلال أراضيها الشمالية، وإقامة كيان شبيه بكردستان العراق.

لكن احتلال جرابلس ليس كافيًا. فلضمان أمن تركيا الحدودي، لا بد من تثبيت أقدام المعارضات السورية المسلحة في مدينة حلب. وتطهير سوريا الشمالية من تنظيم &"داعش&" والميليشيات الكردية التي تحظى بدعم أميركي بري وجوي.

الحروب في شمال سوريا تجري تحت شعار &"الحرب على الإرهاب&". لكن لكل جانب متورط غرضًا غامضًا غير معلن عنه. مع ذلك، يستطيع خبراء السياسة بسهولة معرفة الظاهر والباطن. فقد بات واضحًا أن أميركا أوباما تراهن، في سوريا والعراق، على الأكراد، في ما يعرف بـ&"حروب الواسطة أو المرتزقة&". غير أن تركيا بمناورتها العسكرية السريعة، وربما باتفاق مع روسيا. وإيران. وبعض العرب، أجبرت أميركا المحرجة على مطالبة الميليشيات الكردية بالانسحاب تمامًا من غرب الفرات.

لم يعد سرًا أن ميليشيا &"الاتحاد الديمقراطي الكردي&" التي تعتبر الذراع المسلحة السورية لحزب العمال الكردي في تركيا، تسيطر الآن على شمال شرقي سوريا، امتدادًا من الحسكة والقامشلي شرقًا وصولاً إلى نهر الفرات. وترافقها قوات برية ومخابراتية أميركية وأوروبية. وتمكنت هذه الميليشيا في غضون الأسابيع الأخيرة، من اختصار الوجود العسكري والإداري للنظام السوري في محافظة الحسكة، بإشراف الأميركيين. والروس الذين فرضوا هدنة مشينة على حليفهم النظام السوري في المنطقة.

إزاء هذه التطورات المتسارعة، علق بان كي مون مساعي الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات السورية. ولإدخال سلع الإغاثة إلى الجوعى السوريين المحاصرين. باستثناء بلدة داريا المهمة استراتيجيًا في موقعها، في جنوب غربي دمشق. حيث استسلمت التنظيمات الدينية المسلحة &- التي لم تقاتل &- وانسحبت مع المدنيين، في اتفاق مباشر مع نظام دمشق.

الاتصالات والمحادثات الأولية بين الوزيرين جون كيري. وسيرغي لافروف لم تسفر، بعد، عن جديد، باستثناء الاتفاق على وقف إطلاق نار مهزوز. وتجاهل التدخل التركي يشير إلى معرفة أميركا وروسيا به. فقد أبلغت تركيا أميركا. وروسيا. والسعودية. وإيران به سلفًا. الغريب أن ألمانيا واصلت تقديم السلاح المتوسط والثقيل إلى أكراد العراق وسوريا، متجاهلة النزاع التركي - الكردي.

أثارت الهزيمة التي ألحقها الروس والأميركيون أيضًا بالنظام السوري في الحسكة، ثائرة حليفه إيران. فعادت إلى التحرش بالأسطول الأميركي في مدخل الخليج (مضيق هرمز)، والتهديد بمنع الروس من استخدام قاعدة همدان الإيرانية، لقصف &"دواعش&" سوريا والتنظيمات المعارضة.

تعلن إيران تأييدها للنظام السوري في &"مسعاه&" لاستعادة وحدة الأراضي السورية. لكن عملية الإبادة والتهجير التي استهدفت جعل الأغلبية السنية السورية أقلية في بلدها، كانت ممهدة لعملية إنزال سكاني (ديموغرافي) شيعي تهدف إيران منه إلى &"ملء الفراغ&" السني في سوريا.

هل يقبل النظام العلوي بتغيير ديموغرافي يجعل الشيعة الإيرانية واللبنانية متفوقة عدديًا، على الأقلية العلوية التي تشكل 12 في المائة من سكان سوريا، أم أنه سيلجأ إلى حليفه بوتين والروس، لمنع إيران من &"استيطان&" سوريا على طريقة إسرائيل في استيطان الضفة؟

على أي حال، لا يبدو النظام شديد الاهتمام بمعرفة نوايا إيران &"الديموغرافية&"، بدليل أنه يغازل النظام العراقي المرتبط أيضًا بإيران، للتحضير للتغيير السكاني في شرق سوريا، بعد انهيار نظام &"الدواعش&" في الرقة ودير الزور.

أود أن أشير هنا إلى الإهمال المتعمد للقبائل والعشائر العربية التي سكنت البادية السورية وأراضي الجزيرة (شمال شرقي سوريا) منذ ما قبل الإسلام. فقد تناست الأنظمة السورية المتعاقبة واجبها في خدمتها وتطويرها. مع الاعتراف بالعناية الفائقة التي بذلتها هذه الأنظمة، بنشر الثقافة واللغة العربية في سوريا الشمالية والشمالية الشرقية، إلى درجة أن الأكراد النازحين من تركيا باتوا يتكلمون العربية.

إزاء الإهمال السوري المتعمد، بادرت الأنظمة الخليجية (السعودية. الإمارات. الكويت) مع الأردن إلى استقبال أبناء هذه القبائل والعشائر. فغدا منهم اليوم والأمس ساسة وسفراء. ومسؤولون كبار. وضباط وقادة في الجيوش. لكن هجرتهم همشت الوجود العربي، لصالح الوجود الكردي المتكاثر والمهدد لعروبة سوريا الشمالية.

أسأل: إذا انسحب الأكراد من غرب الفرات، فهل يعيدون السكان العرب الذين هجّروهم خلال الانتفاضة من شرق الفرات؟ وإذا انسحب الأكراد، فهل ينسحب الأتراك من سوريا. ومن حلمٍ بإمبراطورية &"عثمانية&" جديدة يراود إردوغان؟

تاريخيًا، أقول إن الدولة السلجوقية التركية لم تكن مساندة ومقاتلة مع الدولة الحمدانية العربية، في صراعها المسلح مع الإمبراطورية البيزنطية، إلى درجة أن المتنبي وصف، في بلاغة فصحاه السياسية، السلجوقيين بأنهم &"الروم&" الآخرون. فقال مخاطبا سيف الدولة الحمداني:

&"وسوى الروم، خلف ظهرك رومٌ

فعلى أي جانبيك تميل؟!&"

ثم أبقت الإمبراطورية التركية (العثمانية) حلفاءها العرب في جهل. وتخلف. ومحاولة لتتريكهم طيلة أربعة قرون (1516 - 1916) فثاروا عليها. وكان السوريون بالذات أشد العرب معاناة من قسوة العثمانيين، بحكم الجيرة الطويلة التي ألغت الحدود المشتركة. نعم، كان على العرب انتظار الإمبراطورية العثمانية، للقضاء على الإمبراطورية الرومانية الشرقية (بيزنطة) التي عاملت العرب بدونية قبل الإسلام وبعده. ثم كان على السوريين انتظار رجب طيب إردوغان، لاستقبال ومواساة ثلاثة ملايين سوري، هاربين من أشرس نظام طائفي في التاريخ العربي.

أين المتنبي الشيعي الغيور على عروبة أمته العربية، من شيعية حسن نصر الله الذي ينتظر &"غودو&" الشيعي مع أسياده الإيرانيين، على عتبات حلب. والزبداني. ومضايا. وقرى الغوطة التي يموت أهلها العرب جوعًا، بحصار حزب الله اللبناني لهم منذ خمس سنوات؟!

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
For Kasan emam
Shamal -

الكاتب. هو عروبی شوفینی مع العقل متحجر بعد اربعین سنە فی بلد الحزارات یفرز الاسم العروبی للاكراد

مقال مخزي بعنصريته
سيف العراقي -

الغربة مهما طالت لن تغيّر نظرة الكاتب السنّي ( ولو كان علمانياً) الى أخيه الشيعي والى الكردي .. الطائفية المذهبية والعرقية هي مرض لا يمكن إستئصاله بغربة السنين لأن طائفية المذهب والعرق والإحساس الفوقي هو مرض في الفكر والأدب والتربية .. صدق الإمام الصادق (ع) يوم قال : في داخل كلّ منّا فرعون.. عجيب أمر الكتّاب هذه الأيام .. يبدو انها لوثة مرضية مزمنة أسمها ثقافة المذهب وفكر الطائفة والعرق ..والغربة الباريسية لم تثنِ عزيمة الكاتب عن الخيانة .. ومن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لغيرهم. الحسين بن علي لم يستسلم لطاغية عصره وغاندي لم يهرب ونيلسون مانديلا لم يغترب .. هؤلاء صنعوا التأريخ وليس المغتربين في حانات الهولولو ..

No Arab states
Hilawi -

There is no Arab world. There are Arab states. The so called Arab world is an Arabised region. The indigenous non Arab majority have been forced either to assimilate and take on Arab identity or face extinction. However, this sad situation is changing. More to come.

40 سنه في تورا بورا
الباتيفي -

الكاتب الرفيق البطل الهمام لا يستحق العيش في بلد الحريات والثقافات العريقه والديمقراطيه فرنسا لهذا يظل فيكم عقليه الحقد والبدويه قاطعه الطرق وناهبه بقيه القبائل وسرقت حلالها وبدليل ارهابكم فيها رغم ما اعطتكم ولم تردوا لها الجميل بالمثل بل بالكراهيه والتعصب وتقول الكورد تعلموا اللغه العربيه لان الانظمه لم تهتم بالعرب الا تعلم ان تعلم لغه قوم تقيك شرهم وتقول سكنوا بلاد الشام وشرق وغرب سوريا وبقيه كوردستان قبل الاسلام وكلنا يعلم انه لولا الاسلام لاشتركت الان في حروب اليمن والسعوديه وشربت المياه المالحه والكربيتيه في صحراء الربع الخالي ولكن اذا انت مثقف ومتعلم وتملك هذه الافكار والعنصريه وثقافه الجاهليه فلا غريب ان يفجر اخوانك في اوربا انفسهم بها ويتحرشون ويغتصبون نسائها ليل نهار وقد اصبح المسلم والاسلام الئ مخلوق خطير وارهابي ومكروه في كل العالم بسببكم فعلا انتم قوم لا تقرؤن وان قرئتم لا تفهمون وان فهمتم لا تتطبقون والشئ المضحك في بدايه مقالك يا سيد المحترم تتباهى بان تعيش في باريس اكثر من 40 سنه والله الذي يعيش في كهوف تورا بورا وصنعاء والفلوجه والبصره والدوحه متسامحون اكثر منك وكل يوم نكتشف من خلالكم وخلال تعليقات العرب العنصريين انه لا عيش ولا اختلاط بعد الان معكم من المستحيل ان يعيش كوردي بينكم دون ان تذبحوه او تدفونه حيا وان يعش عربي بيننا في كوردستان دون ان يفكر في تفجير نفسه بنا وباطفالنا تقربا وزلفى لله حسب فكركم الداعشي في داخل اغلبكم داعشي صغير والكثير منكم يتمنى ان يحمل السلاح والقنابل لقتل الابرياء في كوردستان واوربا وامريكا واستراليا فانت بفكرك داعشي تثير العقول الداعشيه في بعض العرب للانتقام وكراهيه الكورد وكان مصائب وفقر وتخلف وتفكك الامه العربيه الخالده سببها هم الكورد فنحن نحاربكم في اليمن والكويت والبحرين وليبيا وسوريا وفي العراق والجزائر وتونس والصحراء الغربيه وفي السودان ومصر وفلسطين والصومال من حقكم ان تقتلوا كل كوردي في اي مكان بالعالم يرى ايه الرفيق البطل

حقيقه تاريخيه
الباتيفي -

هل تعلم ان اصل كلمة العرب هي ارنب؟كلمة عرب مشتق من كلمة عرنب و قاموا بابدال حرف (ع) بال(ا) حتى يخفوا هذه المعلومة. ارنب=عرنب=عرب لو قمنا بحذف النون. كثير من العرب لاياكلون ارنب؟ لانهم يعلمون جاءوا من الارنب. وعرب حتى كالارنب يتكاثرون، و حتى قبل ظهور اسلام اكثريتهم كانوا يعيشون بالجحور، وحتى هذه اللحظة جحورهم القديمة موجودة في صحراء احقاف