جريدة الجرائد

اللحاق بتحولات الجبهة السورية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&&وليد أبي مرشد&&

هل استعاد الرئيس رجب طيب إردوغان دور تركيا الضائع على الجبهة السورية.. أم أن شعاره لا يزال &"التجربة والخطأ&"؟

سواء كان مبرر إردوغان العلني لاجتياح قواته الأراضي السورية هو محاربة الانفصاليين الأكراد، أو التصدي للإسلاميين &"الداعشيين&"، فإن قراره يصب حكمًا في خانة حفظ مقعد لتركيا على طاولة مفاوضات التسوية السياسية للنزاع السوري.

من هذا المنظور، قد يكون الرئيس التركي &"استلحق&" وضعه في مواجهة التحولات المتسارعة على الجبهة السورية، بعد أن فشل في إقناع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتبني اقتراحه إقامة منطقة حظر جوي وشريط حدودي آمن على طول حدود بلاده مع سوريا. وبعد أن لمس مدى &"اتكال&" الولايات المتحدة على &"قوات حماية الشعب&" الكردية في محاربة &"داعش&" في سوريا، أصبح التدخل العسكري المباشر في سوريا فرصة إردوغان الأخيرة لضمان موقع لتركيا على طاولة التسوية السياسية المرتقبة للنزاع.

وغير خافٍ أن عودة الاتصالات الأميركية - الروسية حول الشأن السوري، خلال الأسبوع الماضي، يحفز الرئيس إردوغان على التعجيل بنقل موقع تركيا من مجرد لاعب إقليمي على الساحة السورية العسكرية إلى طرف أساسي في نزاع يتخطى حدود سوريا الجغرافية.

على هذا الصعيد، يبدو أن الرئيس إردوغان اختار التوقيت المناسب لاتخاذ قرار التدخل المباشر في سوريا، كون طرفي النزاع الأساسيين، أي فصائل المعارضة وقوات النظام، منهكين من حرب أهلية استنزفتهما على مدى السنوات الخمس الماضية، مما فتح الباب لتحولها - كما الحرب الأهلية اللبنانية قبلها - إلى حرب الآخرين على أرض سوريا.

إلا أن التطور اللافت في هذه الحرب كان تحولها في الأشهر القليلة الماضية من حرب للآخرين &"بالوكالة&"، إلى حرب &"بالأصالة&" تشهد تدخل &"الآخرين&" المباشر في العمليات العسكرية. وإردوغان الخارج مرهقًا من محاولة انقلاب محبطة لا يحتمل أن يكون &"آخر الآخرين&" في سباق التدخل المباشر في سوريا، فتصديه للانفصاليين الأكراد يعزز شعبيته في أوساط القوميين الطورانيين، وتدخله العسكري خارج حدود بلاده يعيد الاعتبار لسمعة جيشه التي هزتها محاولة الانقلاب الأخيرة.

سياسة &"المطاردة الساخنة&" ليست جديدة على الرئيس إردوغان، فقد سبق أن مارسها في ملاحقة الانفصاليين الأكراد في العراق، وتوصل إلى حمل بغداد على تقديم تنازل قيّم لتركيا. فبموجب اتفاقيات عراقية - تركية وقعت بين عامي 1995 و1997، منح الجيش التركي حق الاحتفاظ بقواعد عسكرية في محافظة دهوك العراقية، تبعد 20 إلى 30 كيلومترًا عن الحدود المشتركة للبلدين.. وذلك بداعي التصدي للإرهاب.

إذن، للتوغل العسكري التركي في أراضي دول الجوار &"سابقة&" قد تتحول إلى &"قاعدة&" في سجلات المواجهة التركية المتواصلة مع الانفصاليين الأكراد. وإذا كانت أنقرة تعتبر أنها لا تطمئن إلى صيانة أمنها من تهديدات الانفصاليين الأكراد إلا بنشر قواتها المسلحة داخل الأراضي العراقية، فكيف سيكون موقفها من أكراد سوريا، وهم أشد خطرًا عليها لأكثر من سبب وسبب:

- جغرافيًا، تستوجب &"جبهة&" تركيا مع أكراد سوريا ترتيبات عسكرية أكثر تعقيدًا، إذ يزيد طول حدود سوريا مع تركيا مرتين ونصف مرة تقريبًا عن حدودها مع العراق (822 كيلومترًا مقابل 331).

- لوجيستيًا، تعتبر الفصائل الكردية المقاتلة في منطقة جرابلس مزودة بأسلحة حديثة، وتحظى بتدريب أميركي جيد، كما تتمتع بمعنويات عالية بعد الانتصارات التي حققتها على &"داعش&"، بغطاء من الطيران الحربي الأميركي.

ويبقى العامل السياسي العنوان الغامض قي استراتيجية تركيا في سوريا، بدءًا باتضاح موقف حليفها الأطلسي، الولايات المتحدة، من التعامل مع حلفائها الظرفيين في سوريا والعراق - أي الميليشيات الكردية - وانتهاء بموقف روسيا من الوجود العسكري التركي داخل الأراضي السورية.. هذا إذا لم يكن هذا &"الازدحام&" العسكري على أرض سوريا مقدمة لا لإعادة رسم خريطة سوريا فحسب، بل خريطة الشرق الأوسط بأكمله.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأتراك شعب متحضر
عبدالله العثامنه -

يحق لتركيا ما لا يحق لأمريكا وروسيا وايران فأقرب دوله من هذه الدول الثلاث تبعد عن سوريا مئات الكيلو مترات وأمنهم القومي غير مهدد والغريب أن الدول الثلاث طالبت أردوغان بوقف العمليه العسكريه بعدما أحسوا أن أحبابهم الانفصاليين والداعشيين خسروا وانحسروا في أقصر طريق للذوبان والتلاشي ،، انظر دخلت تركيا جرابلس و 50 قريه حرروها لم يهدموا بيتا أو يسرقوا متاعا أو يضربوا انسانا ولو ضربة كف وهذا هو الفرق بين الحضاريين والهمجيين،، الأتراك شعب متحضّر والروس والايرانيون والامريكان ناس همج رعاع بلا حضاره ولا انسانيه يجمعهم التوحش والبربريه وحب إفناء الأخرين والسيطره على مقدراتهم (اتمنى أن ينزل الروس على الأرض ويقاتلوا قتال الشجعان بدلا من القصف الجبان) لنرى همجيتهم بأجلى صورها بل واعتقد أنه سيأتي يوم قريب وينزل الروس على الأرض مضطرين وسنرى ونعد ونتعب في عد التوابيت العائده الى موسكو، كما اني أعتقد أن الأمريكان سينزلون على الأرض السوريه ليس الأن انما بعد الرئيس القادم، بل واعتقد أن الجيش الصيني سوف ينزل على الأرض السوريه ( هنالك حديث نبوي شريف يخبر أن جيوش الصليب وجيوش الاسلام في سوريه سيتحدون لقتال عدو ثالث وسينتصرون عليهم وبعد الانتصار يختلف أهل الصليب وأهل الاسلام وتحدث بينهم مقتله عظيمه ينتصر فيها المسلمون ).... لا أدري والله أعلم الحديث يشير الى الحرب الدائره هذا الزمن أم عن أزمان قادمه بعد مئات أو ألاف السنين "- ألله أعلم- ولو أن قلبي يميل الى أن الحديث يشير الى ما يجري الأن" ،،، والله أعلم وأحكم .