جريدة الجرائد

اللعنة على النفط أم اللعنة على سرّاقه؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فاتح عبد السلام&

&تخيلوا لو ان العراق بلد غير نفطي ، كيف كان حاله، وهو لا ينتج شيئاً ،ومنهوب بالفاسدين ،وليس هناك تخطيط استراتيجي نهضوي لصناعات يمكن أن تقوم فيه ، ولا أحد يخطط أبعد من نهاية الشهر واستلام الايراد.

&لا أريد أحداً منكم أن يقول لي انّ البلد غني بموارده وامكاناته . اذا كان كذلك لمَ لاتظهر الامكانات الآن في زمن العوز والفاقة الذي يعيشه العراق.&

هناك مَن يقول ان أية موارد سيكون حالها حال النفط وستجد طريقها الى جيوب أقطاب الفساد في البرلمان والحكومة ، ولن يكون الوضع أفضل مادام الفاسدون يتحكمون بالمفاصل الحيوية للبلاد ، ولا يستطيع الآخرون سوى الدوران في فلكهم أو الانزواء بعيداً في زوايا الاقصاء ، حتى لو كان العراق كله منجم يورانيوم وليس نفطاً.

&

&وهناك مَن يرى ان دول العالم لن تطمع في العراق غير النفطي وان أحداً لا يفكر باحتلاله سواء بجيش أمريكي مباشر أو بشكل مستتر تحت أغطية العمامات العفنة . النفط في هذا المنظور وفي ظل الفاسدين هو سبب شقاء بلاد الرافدين التي لا تعرف زراعة نافعة ولا صناعة تسد الرمق ولا تجارة تورد العملات الصعبة.

&

اين الحل ؟ هل يكفي اصلاح العملية السياسية من خلال حملة الشلع قلع التي حابت فلاناً وسكتت عن علان واقتنعت بالترقيع وربط الأوصال والأسمال.؟

&

خراب العراق هائل ، ربما غير مرئي للجميع في ساعة الاندماج بالمشاكل اليومية& ذات الطابع الدموي، لكن آثاره ستظهر على جيل كامل& سيواجه مصيراً مجهولاً وتركة ثقيلة من التردي في كل مجالات الحياة.

&

لدينا جامعات لكن المناهج انتهى مفعولها قبل اربعين سنة في العالم، ولعلي من الذين يعرفون أساتذة جامعات يجهلون استخدام الكومبيوتر والبحث من خلاله ولا يعرفون كيف يعمل في أغلب الاحيان ، وبعضهم لا يزال يتفاخر بهذه الميزة& كونه لم تسحقه موجة التكنولوجياً الإمبريالية وظل محافظاً على أصالته.. أي بالمعنى الصحيح تخلفه.

&هل فكرت أية جهة حاكمة في البلد أن تقيم خطة تجريبية لتسيير العراق من دون ايرادات النفط لشهرين أو ثلاثة ، ويمكن الاستعداد بسنتين من التهيؤ لهذه التجربة التي قد تكون حافزاً لاعادة برمجة الاقتصاد بما يجعله قوة بناء لا عامل هدم واستهلاك وتآكل .

&لأن أحداً غير معني بأي مقترح ،فأنا متأكد من استمرار الاتجاه نحو درجة أعلى من الفساد والانحطاط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اللعنة على المسؤول السارق
psdk -

اللعنة لا تصب على الطبيعة التي تمنح ارضا ، مواردها وخيراتها ليعيش من على سطحها ويتطور ، ولكن اللعنة يجب ان تصب على المسؤول السارق لخيرات االطبيعة في ارضنا ، وليس في العراق وحده ، بل في كل دول العالم .... اللعنة يجب ان تصب على الحاكم والوزير والنائب وكبار المسؤولين والزعماء السياسيين الذين يمدون ايديهم الى خيرات البلد ويسيطرون عليها ويضعونها في جيوبهم وخدمتهم الشخصية ، وبالتالي يضعون البلد والشعب في حاجة وعوز ... لقد منح الله سبحانه وتعالى ، البشر العقل والفكر ليحسن التصرف ، ولكن هل ان المسؤول السارق يعمل وفقها ؟ بل انانيته وحب التملك والسيطرة تجعله يسرق خيرات بلاده ويضعها في خدمته ؟؟؟؟