صمت التواطؤ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبدالعزيز الجاسر&
وسط إجماع شمل معظم الكتاب والعلماء والمفكرين وكل من يعمل في الشأن السياسي من المنصفين والشرفاء ممن لم يبيعوا ذممهم وأقلامهم، والذين فضحوا وكشفوا زيف ادعاءات وبذاءات (شيطان قم) وأعوانه في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، والذين رأوا في أقوال خامنئي ورفسنجاني وروحاني وظريف خروجاً على الأدب والأخلاق العامة فضلاً عن الخروج التام عن الالتزام الإسلامي وبالذات نعت المسلمين بأوصاف ومسميات تتجاوز الشتم، كوصف مرشد الشياطين خامنئي للسعوديين وقيادتهم بـ(الشجرة الملعونة) وهو الوصف الذي جاراه به رفسنجاني وروحاني اللذان حاول الكثيرون أن يصبغا عليهما صفة (المعتدلين) فظهروا مثل كبيرهم الذي علمهم أو أملى عليهم البذاءات.
بذاءات شيطان قم وخروجه عن التعاليم الإسلامية ودفعه الايرانيين وبعض الشيعة العرب إلى ارتكاب الموبقات والسير على خطاه في ارتكاب البدع ومنها بدعة زيارة عرفة إلى كربلاء والتي روج لها ملالي خامنئي من داخل ايران والعراق بأنها أفضل من الوقوف بعرفة، تصدى لها العلماء الأفاضل والمفكرون والكتاب الشرفاء مسلمين وعرباً، وحتى من غير المسلمين، عندما تحدثوا عن نجاحات المملكة العربية السعودية في موسم حج هذا العام، وبعضهم اعتبر عدم وجود عملاء ملالي ايران الذين كانوا يندسون بين حجاج ايران أحد أسباب نجاح هذا الموسم، وقد دعم هؤلاء المفكرون والعلماء والكتاب ما أثبتوه بالأدلة والبراهين والوقائع التي كانت ترافق مشاركة الايرانيين.
كتابات ودراسات وتحليلات لكثيرين من هؤلاء وبعضهم من خارج الأمة الإسلامية ليس من أهدافهم الوقوف إلى جانب السعوديين أو الإيرانيين، إذ إنهم يقفون دائماً مع الحقائق ومع ما يخدم توجههم فيما يقومون به من نهج علمي بحثي الهدف هو تعزيز العلم وتقوية النهج المنطقي، وهذا ما تابعناه ومعنا الكثير من قراء العربية الذين لم يعد الأمر صعباً عليهم في ظل توفر وسائل الاتصال الإلكترونية، فلا يحتاج الأمر إلا إلى جهد بسيط يتمثل في تحريك مؤشر البحث ومع اننا سعدنا بأن يقف العلماء والمفكرون والكتاب الشرفاء إلى جانب الحق ويتصدوا للبذاءات والشتائم إلا أننا صدمنا من غياب شريحة ممن كانوا يملؤون الفضاء صراخاً للحديث عن مسائل وقضايا هامشية، وأعني بهذه الشريحة من الكتاب والمهتمين من الذين ينتسبون للمكون الآخر، وأعني بهم الشيعة العرب من الكتاب وبعضهم لهم زوايا أسبوعية في الصحف العربية، وباستثناء كاتبين أو أكثر قليلاً من الكتاب الشرفاء في لبنان من نفس المكون صدعوا بالحق وثبتوا مواقفهم في كتاباتهم غاب المعممون والكتاب في الدول الأخرى وبالذات في دول الخليج العربية، الدول المستهدفة من ملالي إيران التي ينظر إليها هؤلاء مرتكبي البدع بأنهم أحفاد من قضوا على حضارتهم، حضارة عبدة النار، ولهذا فهم ملعونون لأن أجدادهم أخمدوا نيرانهم التي أشعلوها من جديد بفتنتهم، والتي يتواطأ معها البعض بصمت مريب يكشف عن تواطؤ صامت.