جريدة الجرائد

متى سنردم مستنقعات التطرف؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&عبدالرحمن اللاحم

تُوّج النجاح الباهر لموسم الحج لهذا العام؛ بنجاح أمني آخر بتفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم داعش والتي كانت تخطط لاستهداف مواطنين وعلماء دين ورجال أمن، وكانت تجهز لمجموعة من العمليات الإرهابية الكبيرة، لو تم بعضها لا سمح الله فإن نتائجها ستكون مرعبة على حياة الناس واقتصاد الوطن، ويمكن تصور حجم تلك العمليات من خلال كمية المتفجرات المضبوطة التي كانت كفيلة بإحداث هزة أرضية بقوة ٥.٥ كما صرحت بذلك وزارة الداخلية، إلا أن هذه العملية الأمنية الاستباقية تؤكد بأن الأجهزة الأمنية أصبحت تمسك بزمام المبادرة ولا تكتفي بردات الفعل، وذلك من خلال استباق أي تحرك إرهابي وتتبع الخلايا الإرهابية وتفكيكها قبل أن تقدم على تنفيذ عملياتها أو تجميع شتاتها، وهذا يسجل بكل فخر واعتزاز للجهاز الأمني السعودي الذي أصبح يمتلك احترافية عالية في مواجهة مثل تلك المجاميع الإرهابية التي يصعب ملاحقتها وتتبع مخططاتها في دولة تمثل قارة من حيث مساحتها كالمملكة، ويزيد الأمر تعقيدا أن لتلك الخلايا ارتباطات خارجية وشبكات إرهابية بالغة التعقيد يصعب تتبعها على طول هذا العالم وعرضه، كما أن الجماعات الإرهابية تجند أشخاصا غير مرصودين أمنياً وليس لهم سوابق أو سجلات أمنية من المراهقين الذين أصبحوا هدفا لداعش، مما يُصعّب عمليات التتبع والرصد، إلا أن رجال الأمن في المباحث العامة وقوات مكافحة الإرهاب استطاعت أن تخترقها بكل احترافية وتواجهها بكل شجاعة.

دور أجهزة الأمن ينحصر فيما يظهر على الأرض من تلك الحشائش السامة وليس من وظيفتها مكافحة التطرف الذي هو الوالد الشرعي للإرهاب، فكل إرهابي مر في مرحلة تشكل عقيدته الإرهابية على محطة التطرف حتى تعمق فيها وتشربها ثم انتقل إلى مرحلة تنفيذ تلك العقيدة على الأرض، فولج بوابة الإرهاب من أوسع أبوابها بعد أن دفعه إلى ذلك خطيب متطرف أو معلم في مدرسة ترك وظيفته في تعليم التلاميذ ليلقنهم عقيدة التكفير ويشبعهم بالكره والتطرف، لذا فإن مواجهة خطاب التطرف ومنظريه هي من مهام المؤسسات التعليمية والأجهزة الحكومية التي تشرف على الأنشطة الدينية، فلا زلنا نرى معلمين ومشرفين تربويين يجاهرون بخطاب متطرف تقشعر منه الأبدان، دون أن يكون لوزارة التعليم أي تدخل لإبعادهم عن فصول التلاميذ وعزلهم عن العملية التعليمية، وفي كل حدث إرهابي تتعالى التحذيرات والقلق على أطفالنا الذين ينفرد بهم أولئك المعلمون المتطرفون خلف الأبواب المغلقة دون أن نعلم أي منهج خفي يلقنونهم، وأي أفكار سوداء يبثونها لهم، والأمر نفسه في بعض المنابر المتشبعة بالتطرف والطائفية التي لا نعلم من الذي حصنها من المساءلة والملاحقة القانونية، وما الذي تنتظره وزارة الشؤون الإسلامية حتى تتحرك وتطهر منابرنا من هذا الغلو والتطرف. إذا لم تكن بقية أجهزة الدولة تتحرك بنفس الحيوية التي تتحرك بها الأجهزة الأمنية، فإننا سنظل ندور في دائرة مغلقة في مواجهة الإرهاب، فنقضي على الثمرة المسمومة ونترك جذور الشجرة ضاربة في عمق الأرض، لا نتجرأ على اجتثاثها وردم مستنقعات التطرف والغلو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاعلام السعودي نعسان
عبدالله العثامنه -

لا استغرب ان يتم ادخال متفجرات الى بلاد الحرمين لو انفجرت لأحدثت هزه بقوة ست درجات على مقياس ريختر لأن كمية الحقد تجاه قبلة المسلمين لا توصف وتعمل ايران تساعدها اسرائيل وامريكا والعراق وروسيا وسوريا ولبنان وبعض دول أوروبا وشيعة باكستان وافغانستان وشيعة الكويت!! أي أن الجهود الايرانيه مسنوده باستخبارات عالميه محترفه تنسق مع بعضها البعض يساعدهم ايضا مسلمين سُنّه عرب مضللين مخدرين تم اقناعهم بعمالة النظام السعودي وارتهانه لأمريكا والغرب! وجاءت زيارة أنور عشقي لتزيد الطين بلة وتعطي أولئك المغفلين دافعا جديدا ومقنعاً لترسيخ اعتقادهم بأن مكه والمدينه محتله من قبل نظام امريكي القلب اسرائيلي الهوى !!!! ،،لنعترف أن الاعلام السعودي ضعيف في الدفاع عن نفسه لا يقدر حجم الهجمه والمؤامره العنيفه التي تحاك ضد البلاد كما انه اعلام غير محترف خصوصاً في توظيف مفاعيل متوفره وموفوره للذود القوي والمحكم عن قضيته فمثلا قناة العربيه القويه والعربيه الحدث تحس احياناً وأقول أحياناً أنها ليست سعوديه وأنها بوق ايراني عراقي !!!! ،، مثلاً لأول مره اسمع أن السعوديه استقبلت 2،5 لاجيء سوري كل الذي اعرفه أن العدد الأكبر في الاردن وتركيا ولبنان ، ولم أكن أعلم أن السعوديه قدمت 140 مليار دولار مساعدات لدول ولاجئين وقضايا انسانيه لولا كلمة ولي العهد في الأمم المتحده مؤخراً ، أي أنها تنفق بيدها اليمنى حتى لا تعلم شمالها !!!! هذا ينفع مع الأفراد وليس الدول،،، الحق على مين ؟؟ .