جريدة الجرائد

ابن تيمية والقصيبي وعبدالناصر

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله العقيل&& & &&

عندما تتابع الحراك الثقافي السعودي وتتابع المعارك الأيديولوجية التي نعيشها يوميا، سواء في الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى في مجالسنا العامة والخاصة، سوف تنتهي إلى حقيقة واحدة يشترك فيها معظمهم، وهي: "الترميز والتقديس المبالغ فيه". طبعا من حق أي شخص أن يرمّز علما من أعلامه أو شخصية يراها تستحق الترميز، أنا لا أتدخل في عواطفك وقلبك. ولكن حتى تتضح الصورة أكثر تعال نتابع أشهر ثلاثة تيارات في الساحة، وهي: التيار الإسلامي -السلفية كنموذج-، والتيار الليبرالي، والتيار القومي.

نبدأ بالتيار الإسلامي الذي دائما يردد لا قدسية لبشر، وكلٌّ يؤخذ منه ويرد ما عدا نبي الأمة، ولكن بمجرد أن تنتقد ابن تيمية -كمثال- تتفاجأ بأن "أغلبهم" يرون أنك عدو مبين، وقد يخرجونك من دائرة الدين. أما التيار الليبرالي والذي دائما ينتقد الإسلاميين في مسألة تقديس البشر وترميزهم، "فأغلبهم" لا يختلفون كثيرا عن خصومهم، وأتحدى أن يُسمح لأي شخص بانتقاد غازي القصيبي -كمثال- في ملتقياتهم أو حتى في مجالسهم العامة. بل إني أعرف من الليبراليين من يقول: لا أستطيع أن أصرح برأيي الحقيقي عن القصيبي في هذه المجالس! فهل غازي القصيبي فوق النقد؟ ولماذا "أغلب" الليبراليين يلومون الإسلاميين في غلوهم بابن تيمية ولا يلومون أنفسهم في غلوهم بالقصيبي؟

المشهد نفسه يتكرر مع "أغلب" القوميين والذين يؤمنون بالتعددية الدينية والعرقية والثقافية تحت مظلة الهوية العربية. حاول أن تنتقد جمال عبدالناصر -كمثال- سوف تجد من يتهمك بالعمالة والخيانة والصهيونية. في كل الأمثلة الثلاثة يتضح لنا أن أشهر الأيديولوجيات في ساحتنا الثقافية تشترك في شيء واحد ورسالة واحدة تقول: "من حقي أن أنتقد رموزك، وليس من حقك أن تنتقد رموزي". وكلهم يدّعون الإيمان بالاختلاف في تنظيرهم، ولكن ممارساتهم تقول عكس ذلك.

في الختام لاحظ أنني ذكرت كلمة "أغلب" كثيرا للابتعاد عن التعميم.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من فتاوى السلفية
Zozo -

من كتاب رائد السمهوري (نقد الخطاب السلفي – ابن تيمية نموذجا)، حيث يذكر تجاوزات السلفية ضد الإسلام وليس ضد السنة وحدهم، وننقل هنا بعض عناوين الكتاب التي أثبتها السمهوري نفسه على ابن تيمية “الكفار لا يملكون أموالهم ملكا شرعيّا ولا يحق لهم التصرف في ما في أيديهم. أنفس غير المؤمنين وأموالهم مباحة للمسلمين. غير المؤمن تجب عداوته وإنْ أحسن إليك. وجوب إهانة غير المسلم وإهانة مقدساته. اليهود والنصارى ملعونون هم ودينهم. المرأة أسيرة للزوج وهي كالمملوك له وعلى المملوك الخدمة. جنس العرب أفضل الأمم وأذكى الأمم، ومخالفة هذا هو قول أهل البدع. اكتساب الفضائل بالاستغناء عن القراءة والكتابة أكمل وأوفق. علم الرياضيات والفلك كثير التعب قليل الفائدة. إتقان الفلاسفة للعلوم الطبيعية إنما هو لجهلهم بالله. الكيميائيون يضاهون خلق الله، والكيمياء لا تصح في العقل ولا تجوز في الشرع”.