الإمارات و«سنة الخير» 2017
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله بن بجاد العتيبي
الإمارات العربية المتحدة دولةٌ عربيةٌ، مسلمةٌ، مسالمةٌ، محبةٌ لفعل الخير، منذ ما قبل نشأتها كدولة كانت قياداتها وشعبها محباً للخير، وقد اختار صاحب السمو الشيخ خليفة، رئيس الدولة حفظه الله، تسمية هذا العام 2017 سنة الخير.
وسيشهد هذا العام تغييرات مهمة مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في العام السابق على مستوى الأزمات السياسية في المنطقة، فالأزمة السورية ستتغير فيها قواعد اللعب السياسي، وذلك بحسب التغييرات التي ستحدث في كثيرٍ من الاستراتيجيات الدولية والإقليمية تجاه الأزمة، لكن الدعم والإغاثة والأعمال الخيرية لدولة الإمارات العربية المتحدة لن تتوقف.
وكعادة الإمارات في النموذج الذي ترسمه للعالم، فهي تؤكد دائماً على مفاهيم بالغة الأهمية وترسخها وتنشرها وتحولها لبرامج عمل ومسؤوليات مؤسسات وإنتاج أفراد، فمفاهيم مدنية متحضرة مثل التسامح والتعايش والتنوير والمساواة باتت من قبيل المفاهيم الدارجة على الألسن لدى المواطنين والمقيمين، هذا على المستوى الفكري والحضاري، وعلى المستوى الخيري تجد الصدقة والتبرع والإغاثة منتشرة لدى الجميع، لا لدى المواطنين فحسب بل لدى المقيمين كذلك، فالناس تتطبع بطبع ملوكهم وقياداتهم، والبيئة التي تخلقها هذه القيادات، وهي بيئة الانفتاح والتسامح، ومحبة فعل الخير.
مفهوم «الخير» في اللغة العربية لا يكاد يجد له مفهوماً مقابلاً بهذا الشمول في اللغات الأخرى غير العربية، فالخير مفهوم يشمل كل خير على إطلاقه، فالخير في السياسة يعني صحة الرؤية والاستشراف وصوابية القرار، والخير في الاقتصاد لا يعني الرخاء فحسب بل يعني أيضاً دقة القرار النافع للناس في أزمنة التقشف، والخير يعني «المساعدة» ويعني «الإنقاذ» ويعني «الإغاثة» ويعني «المطر» بوصفه خيراً عميماً، وكذلك النجاح في التنمية والتميز في البناء، بناء الأوطان وبناء الإنسان، فكلها مفردات باذخة من معاني «الخير».
أحد الأسماء التي اشتهر بها الشيخ زايد هو «زايد الخير»، وبدلالة كثيفة على الاستقرار والاستمرارية، يسير أبناؤه على نهجه وطريقه ويسعون للتطوير والتوسع في نفس الاتجاه وذات السبيل، ومن هنا جاءت تسمية 2017 بسنة الخير.
إن ترسيخ القوانين وتطويرها لمواجهة التحديات الجديدة خيرٌ، وتطبيقها على قدم المساواة بين المواطنين على كافة مستوياتهم وعلى المقيمين كذلك خيرٌ، وإصلاح التعليم بكافة أبعاده خيرٌ، ونشر الثقافة والاهتمام بالمتاحف والآثار خيرٌ، ونشر ثقافة جديدة للتبرعات والإغاثة خيرٌ، وتطوير الخدمات الصحية خيرٌ، ومجالات الخير كثيرةٌ، وكل ساع للخير في بلد الخير يجد الدعم والتقدير من القيادة ومن الشعب.
في بلد الخير وسنة الخير، للتسامح وزارةٌ وللسعادة وزارةٌ، وللأخلاق القدح المعلّى في صياغة القوانين واحترام الآخر والتعايش بين البشر بغض النظر عن انتماءاتهم وأعراقهم ومذاهبهم، وكذلك في ترسيخ الأساليب الأخلاقية في تعامل الناس اليومي في المجاميع والأسواق وغيرها، وأكثر من هذا فقد أحسنت صنعاً وزارة التربية والتعليم بإضافتها لمادة مدرسية جديدة تحمل اسماً معبراً هو «التربية الأخلاقية».
ليس الخير في التعليم وحده وهو خيرٌ دون شك، ولكن في التربية كذلك، ولذلك تأتي غالباً التربية مقدمةً على التعليم في تسمية المؤسسات المعنية بالتعليم، ومن أهم أفكار التربية فكرة التربية الأخلاقية، التي تؤسس الفرد من نعومة أظافره على القيم الحضارية الراقية ليصبح كل فرد في المستقبل نموذجاً يشار إليه بالبنان في العالم أجمع ويصبح أيضاً سفيراً مشرفاً لوطنه أينما اتجه وحيثما حلّ.
حماية الدولة وسيادتها خيرٌ، ومقارعة الأعداء والخصوم خيرٌ، وبناء التحالفات السياسية والعسكرية مع الأشقاء خيرٌ، ونصرة المظلوم وعون الشقيق خيرٌ، ومن ذلك الدور الفاعل والأساس لدولة الإمارات في السياسة الدولية والإقليمية ومشاركتها في «التحالف العربي» لإنقاذ اليمن الشقيق، ومشاركتها في تحالف الدول المسلمة للحرب على الإرهاب. وكل عام وأنتم بخير في سنة الخير.