جريدة الجرائد

العربية تتحول «لغة الارهاب» في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

  أرليت خوري 

كانت جلسة في مقهى باريسي مع إحدى الصديقات عادية، لا شيء فيها يستحق الذكر، إلا أن رجلاً يجلس إلى طاولة مجاورة «قلب المعادلة» بنظرات غير ودية راح يرمينا بها. كان الامتعاض بادياً على ملامحه وهو لا يكف عن تحريك كرسيه، فخلنا أنه منزعج من دخان السيجارة فأطفأنا سيجارتينا من دون أن نفلح في جعل أساريره تنفرج.

ربما الأكياس التي تحتوي على مشترياتنا هي التي تضايقه، فغيَّرنا مكانها من دون أن يغير ذلك شيئاً في سلوكه.

قررنا تجاهله، والمضيّ في حديثنا، لكنه ما لبث أن التفت نحونا وخاطبنا من دون استئذان: «ما هي هذه اللغة التي تتحدثان بها؟»، فأجابته الصديقة بسرعة خاطر: «نتحدث اللغة المسلمة، هل من مانع لديك؟».

لملم الزبون نفسه ثم سدد حسابه وغادر المقهى، بما يؤكد أن انزعاجه لم يكن سببه سوى سماعه اللغة العربية التي باتت مصدر خوف وريبة لدى كثر في فرنسا.

والواضح أن الخلط بين الإرهاب والإسلام اتسع واقترن في أذهان البعض بخوف من اللغة العربية باعتبارها «لغة الإرهابيين».

هذا الخلط كان يمكن أن يقتصر على فئة بسيطة من العامة لولا أنه وجد من يغذيه في الطبقة السياسية، خصوصاً عقب الاعتداءات الإرهابية الدامية التي أصابت فرنسا.

وبدلاً من أن تحمل هذه الاعتداءات السياسيين على الترفع عن مخاطبة الغرائز، فإنها حملت كثيرين منهم على تغذية المخاوف وتأجيج الريبة بحجة الدفاع عن الوحدة الوطنية، علماً أن فرنسا لا تزال ضمن دائرة التهديد الإرهابي المرتفع المستوى.

كما أن هؤلاء السياسيين يعدون للاستعانة مجدداً بشعارات شعوبية وركوب موجة الرفض حيال كل ما هو وافد ومختلف، في إطار حملة الانتخابات الرئاسية المقررة الربيع المقبل.

في هذا السياق، بثت القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تقريراً يستعيد الجدل الذي شهدته فرنسا في تموز (يوليو) الماضي بسبب قرار وزيرة التربية والتعليم نجاة فالو بلقاسم إدراج اللغة العربية في المناهج التربوية، فهذا القرار جعل منها محط غضب الجبهة الوطنية الفرنسية وبعض الشخصيات اليمينية، التي شنت حملة مؤدّاها أن الوزيرة تعمل على تقويض مكانة اللغة الفرنسية لمصلحة اللغة العربية منذ الصفوف التمهيدية في المدارس.

وتسلل هذا الموضوع إلى البرلمان، حيث اعتبرت النائبة اليمينية آني جيرفار، أن إدراج العربية في المناهج التعليمية يقوض الوحدة الوطنية، وأنه من الأجدر التركيز على اللغات القديمة «التي تمثل جذورنا» أو اللغات الأوروبية.

والمستغرب هو عودة القناة الثانية لاستحضار هذا السجال الذي اتُّهمت فالو بلقاسم في سياقه بالسعي إلى تعزيز الذهنية الطائفية وتقويض الطابع الفرنسي للمؤسسات التعليمية ووضع عقبات جديدة أمام الاندماج.

وكانت الوزيرة دافعت عن قرارها بالقول إن العربية هي لغة متوسطية مثلها مثل الإيطالية والإسبانية، تفتح آفاقاً جديدة أمام الأفراد والمؤسسات الراغبة في التوسع في الخارج. وأكدت أن حصص العربية اختيارية وترمي إلى تقليص لجوء الأسر إلى الاستعانة بالجمعيات والمؤسسات التي تدرّس العربية من دون ان تكون خاضعة لوزارة التربية.

وتفيد الأرقام الرسمية بأن عدد التلامذة الذين يتعلمون العربية لا يتجاوز نسبة 1 في المئة مقابل ٩٥ في المئة يتعلمون الإنكليزية أو الألمانية، بما يعني أن الحملة ضد وزيرة التربية والتعليم تهدف إلى تعميق الشرخ الذي واكب وجود المهاجرين في فرنسا وتَعمَّقَ نتيجة الإرهاب، وإعادة فتح هذا الملف تعني أيضاً أن الإعلام ليس بمنأى من المسؤولية في السجالات الموتورة الحاصلة.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل الهروب من اللغة العرب
Rizgar -

اليس اللغة العربية لغة الانفال والتعريب والاغتصاب والمقابر الجماعية ؟ نوع من المجاملة للغة تستمد قوتها من الصراخ والإرهاب ومن هالة القداسة المحيطة بالتعريب والذبح والا نفال ... وهل هناك شكوك ؟ مازالت هناك مجموعة من الديدان المستعربة تصر وتؤكد وتسوق لهذه الجرائم علي أنها حدث عرضي عابر يخضع لمنطق البحث والتفسير , ودليلهم أن "هتلر قتل أكثر , والاستعمار الفرنسي دمر أكثر , وأمريكا هجّرت أكثر”.. هذا ما يردده هؤلاء البؤساء بلا حياء !!! هل الهروب من اللغة العربية والا جرام جريمة ؟ هل الهروب بصورة مؤدبة جدا عمل اجرامي ؟

ان لغة الصحراء التي يحا
آرام آكوبيان -

ان لغة الصحراء التي يحاولون جعلها لغة الجنة ماهي إلا نتاج خليط من الآرامية والسريانية والفارسية والامازيغية .٦٠٠ سنة واللغة العوصمانلية لغة الكتابة والادارة في المنطقة.الانكليز قاموا بانعاش اللغة العربية من الموت المحقق ولاسباب سياسية بحتة .

S&234;v يعني تفاحه
سالار -

انا كوردي ولدت في قرية كوردية صغيرة في كوردستان سوريا, هناك ذهبت الى المدرسه عندما كان عمري ست سنوات. منذ اليوم الاول منعنا من التحدث بلغتنا الام التي هي الكورديه . في اليوم الأول لم افتح فمي بكلمه, وكيف لي وانا لا افهم اي كلمه , اليوم الثاني, اراني " المعلم " العربي الخبيث صورة تفاحه, وسألني ما اسمها, فقلت بعفويه : سيف,Sêv يعني تفاحه بالكوردي. هنا جن جنون " المعلم " وصرخ بي كيف اتحدث بلغه ممنوعه. ضربني على يدي بعصا لدرجة انها تورمت, لم اكن استطع امساك القلم لايام عديده. كانت تربيتهم لنا تربيه عربيه عنصرية أصيله, تربيه مبنيه على الإذلال والمهانه والخنوع وكسر الحب في نفوسنا. تربية الحقد وكره الجنس البشري. كانوا يحقدون علينا ككورد, كانوا يضربوننا ويهينوننا ويشتمون أمهاتنا وآبائنا بمجرد ان تحدث أحدنا كلمه باللغه الكوردية. لم يكن همهم "كمعلمين " تعليمنا حب الانسان واحترام الطبيعه والعالم والعلم، بل كان همهم الأوحد إرهابنا و صهرنا في قوميتهم العربية "المجيدة" كان همهم محو لغتنا الام، وإجبارنا على التكلم فقط بلغتهم. لغه مريضه يتبجح فيها المفلسين والمطبلين العاجزين عن انتاج اي شي معنوي سوى الارهاب على انواعه

فعلا لغة الارهاب
&171;لغة الارهاب187; -

تم عمليات تغيير منظمة للاسماء الكوردية لأحياء كركوك ومدارسها ومكتباتها الى اسماء عربية ، فمثلاً غيرت تسمية (قسابخانه) الى المجزرة ، و (تسن) الى تسعين ، و (رحيم آوا) الى حي الاندلس ، واسم مدرسة (پيره مرد) الى البكر ، ومكتبة (آسو) الى الطليعة ومكتبة (هندرين) الى التأميم ....حتى المقابر لم تسلم من عملية التعريب ، فلا توجد مقبرة خاصة للعرب في كركوك ، لذلك سعت الدولة العراقية لايجاد مخرج لذلك ، فعملت الى نقل القبور القديمة لعرب العظيم ، مقابل ان تدفع الحكومة مبلغ 100 ألف دينار عراقي طبع في ذلك الوقت لذوي الميت المنقول ، من اجل نقل رفات امواتهم الى مقبرة (حواش) الخاصة بعشيرة الكاكائية في قره (علي سراي) ...... حتى تعريب المقابر .....فعلا لغة الارهاب والاحتقار للشعوب الغر عربية .شكرا للفرنسي النبيل هيث هرب من لغة التعريب .