جريدة الجرائد

ميشال عون في الرياض

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 مشاري الذايدي  

كما تمّ الوعد، كانت الرياض هي المحطة الأولى للزيارة الخارجية الأولى التي قام بها الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون.
قدم الرئيس العتيد إلى السعودية بعدما ساهمت الأخيرة في توفير الدعم السياسي والمعنوي لحل العقدة الرئاسية من خلال المساعدة على بناء التوافق السياسي اللبناني الداخلي، وكانت ترجمة ذلك في الغطاء البرلماني الكبير الذي حظي به المرشح عون للمقعد الماروني الأول في البلد.
الزيارة معبرة في وقت عصيب وحساس، كما أن لبنان عبر مطبات سياسية قوية، وما زال، على وقع الحرب السورية الكبرى، التي ساهم «حزب الله» اللبناني فيها بقوة، وانخرط فيها بكامل رجاله وإعلامه وخطبه وفتاواه ونوابه.
الحرب السورية الهائلة، قسمت البلد سياسيا، نظرا للاستقطاب الكبير الذي أحدثته الحرب على المستوى الطائفي، خاصة وأن إيران تسوق العصابات الشيعية من أنحاء العالم، للذود عن «المراقد المقدسة» وغيرها من المقامات، في سوريا، التي فجأة اكتشفنا أنها أرض المقامات الشيعية!
لكن يحفظ للحياة السياسية اللبنانية، حتى هذه اللحظة، أنها صانت نفسها عن «التفتّت» والانهيار على وقع المطارق السورية الكبرى، وبعد شلل مقيم للبرلمان اللبناني، في انتخاب رئيس للجمهورية، أسلس العناد قياده، وأخذ البعض على حين غرة، حين أعطت كتلة المستقبل، وقبلها كتلة القوات اللبنانية، يعني السنة وبقية الموارنة، صوتها للمرشح «المتفاهم» مع «حزب الله»، ميشال عون.
الرئيس عون قال من الرياض، لـ«الإخبارية» السعودية: «إن الحروب الداخلية لا تنتهي إلا بحل سياسي».
هذا كلام بمجمله صحيح، والسياسة وجه آخر للحرب، كما أن الحرب تكمل ما عجزت عنه السياسة، لكن لا ينجح الحل السياسي «الدائم» إلا إذا ضمن مصالح الكتل الكبرى، ولا يبنى على أساس الغلبة والاستسلام.
الرئيس عون تحدث عن أكبر شاغل للساسة في الشرق الأوسط، بل العالم، وهو الإرهاب، فقال: «جميعنا بحاجة إلى التعاون لمحاربة الإرهاب، كما أننا بحاجة إلى التعاون مع السعودية».
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قال في مؤتمر مشترك مع نظيره جبران باسيل: «نسعى إلى أن يكون مستقلا وخاليا من التدخلات الأجنبية».
أما باسيل فتحدث عن أن: «المرحلة الجديدة تستوعب الكثير من التمايزات اللبنانية، وقد استوعبتها، ليكون لبنان عامل جمع بين إخوانه العرب».
المحطة الثانية لعون ستكون قطر، ومن الراجح أن محطات، كطهران ودمشق، ستكون على القائمة.
السنة الأولى من فترة الرئيس عون، ستكون مهمة في تبيان الطريق الذي سيمشي فيه لبنان، وهل هو قادر على الخلاص من سلسلة إيران، أم أن القيد ثقيل؟
 

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف