صراع نفوذ بين فصائل «الحشد الشعبي» في بغداد قبل انتهاء معركة الموصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رائد الحامد
تصاعد التوتر بين فصائل «الحشد الشعبي»، في العراق، على خلفية التدهور الأمني الأخير في العاصمة بغداد، فيما يرى آخرون أن «ما يجري، تنافس على فرض النفوذ قبل الانتهاء من معركة الموصل وعودة الجميع إلى العاصمة».
وكشف مصدر في وزارة الداخلية العراقية عن توتر في علاقات «سرايا السلام» مع كل من حركة «عصائب أهل الحق» ومنظمة «بدر». وقال لـ «القدس العربي» إن «سرايا السلام التي يقودها مقتدى الصدر اتهمت حركة عصائب اهل الحق ومنظمة بدر الجناح العسكري، بالوقوف وراء التدهور الأمني الأخير الذي شهدته بغداد».
وأوضح أن «سرايا السلام غير مقتنعة بالاتهامات التي تتداولها الأوساط الأمنية وتتناقلها وسائل الإعلام بوقوف تنظيم الدولة خلف التفجيرات الدامية المتكررة التي وقعت في عدة مناطق من بغداد رغم الإجراءات الأمنية المشددة فيها».
وأضاف أن «مثل هذه الإجراءات الأمنية لا يمكن اختراقها وتنفيذ تفجيرات دون تسهيلات أمنية أو تنسيق مع الجهات التي تسيطر على الملف الأمني، وهي جهات محسوبة على منظمة بدر وحركة عصائب أهل الحق»،
وحسب المصدر فإن «اثنين من كبار القياديين في سرايا السلام تم قتلهما في الأيام الماضية وتشير أصابع الاتهام إلى فرقة تابعة لعصائب اهل الحق متخصصة بالاغتيالات هي من نفذت العمليتين».
وذكر المصدر، أن سرايا السلام «أصدرت أوامر مشددة بعد حادثتي الاغتيال تمنع بموجبها دخول مقاتلي عصائب أهل الحق إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها أي مدينة الصدر ومنطقة الحبيبية والطالبية، كما بدأت توسيع نشاطاتها الأمنية في شارع فلسطين الخاضع لسيطرة عصائب أهل الحق لمراقبة تحركات عناصرها».
ولفت إلى أن «نفوذ سرايا السلام في وزارة الداخلية شهد تراجعا كبيرا لصالح منظمة بدر وحركة عصائب أهل الحق وخاصة في الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية والتي تعد قوة ضاربة وتتلقى أوامرها من قيادات منظمة بدر بشكل مباشر حيث تشرف على تعيين قادتها وقبول المتطوعين إليها دون تدخل من وزارة الداخلية».
وتعود أسباب الخلافات أيضاً، طبقاً للمصدر، إلى «اتهامات مماثلة وجهتها حركة عصائب اهل الحق ومنظمة بدر إلى سرايا السلام بعدم قدرتها على ضبط الملف الأمني في سامراء وعدم السماح للفصائل الأخرى بالتواجد والعمل في المدينة».
يذكر ان تنظيم «الدولة الإسلامية» هاجم مدينة سامراء، 110 كيلومترات شمال بغداد، في الثاني من يناير/ كانون الثاني، وسيطر على مركز للشرطة. بعد ذلك، فرضت السلطات المحلية حظرا للتجوال قبل أن تستعيد القوات الأمنية و»سرايا السلام» سيطرتها في المدينة.
من جهة أخرى، كشف مصدر في وزارة الداخلية العراقية عن «تنفيذ سرايا السلام حملة اعتقالات باستخدام سيارات حكومية لعدد من قياديي عصائب أهل الحق في بغداد التي ردت بحملة اعتقالات مماثلة لعدد من قيادات سرايا السلام».
وأشار إلى «وساطات مكثفة برعاية قيادات دينية وسياسية شيعية وقيادات في الحشد الشعبي للتوصل إلى حلول للمشاكل العالقة بين سرايا السلام وعصائب اهل الحق ومنع وصول العلاقات بينهما إلى الصدام المسلح وخروج الامر عن السيطرة».
وتطالب «سرايا السلام» بانسحاب حركة «عصائب أهل الحق» من شارع فلسطين، شمال بغداد، وهو ما ترفضه الحركة التي «وزعت بالتنسيق مع منظمة بدر قوائم اعتقال لأسماء مهمة من سرايا السلام»، وفقا للمصدر الذي رأى أن «ما يجري في بغداد هو تنافس على فرض نفوذ فصائل الحشد الشعبي لتثبيت مواقعها قبل الانتهاء من معركة الموصل وعودة الجميع إلى العاصمة».