الملحقيات الثقافية السعودية بيوت المبتعثين خارج الوطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد فتح الابتعاث للدراسة في الخارج للطلبة والطالبات بعد التعليم العالي والتوسع في ذلك، خاصة بعد تفعيل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وغيره من البرامج التي استهدفت تطوير التعليم الخارجي بعد التأكد من النتائج الإيجابية التي تحققت، يندر أن نجد عائلة سعودية ليس لها علاقة بالمبتعثين سواء من أبناء العائلة طالباً أو طالبة، أو أحد أقرباء تلك العائلة، ولهذا فإن كل السعوديين تقريباً لهم اهتمام مباشر بما يحصل للمبتعثين السعوديين ويتابعون أخبارهم وما يحدث لهم، ولقد عشت تجربة الطلبة المبتعثين السعوديين شخصياً من خلال معايشتي لما يجده هؤلاء المبتعثون السعوديون من دعم ومساندة من العديد من الجهات الرسمية وحتى من روابط وأندية الطلبة السعوديين في الخارج التي أصبحت بمثابة مجتمعات سعودية مصغرة، وهذه الأندية التي تتابع وتدعم من الملحقيات الثقافية في دول الابتعاث، وما لمسته شخصياً كيف تقوم تلك الملحقيات بالمتابعة والاهتمام بأبناء المبتعثين وحتى أسرهم ممن يرافقونهم في رحلة البحث عن العلم، حتى أصبحت الملحقيات الثقافية بمثابة بيوت لهؤلاء المبتعثين، يمارس موظفوها السعوديون دوراً أشبه بدور الآباء أو الأخ الكبير.
في الملحقية الثقافية في بريطانيا روت لي طالبة قصة حصلت أمامها وكيف قام أحد موظفي الملحقية الثقافية في لندن، الذي أحتفظ باسمه ولا أرغب في الإعلان عنه حتى لا أسبب إحراجاً له لإيماني بأنه على شاكلة زملائه الآخرين الذين لا يترددون في تقديم أقصى ما يمكن تقديمه لمساعدة الطلبة المبتعثين ومرافقيهم، والقصة كما روتها طالبة دراسات عليا، أن إحدى المبتعثات كانت تعاني من عاهة جسدية؛ أي أنها من أصحاب الحاجات الخاصة، وكانت ترافقها والدتها التي حضرت مع ابنتها للملحقية لمعالجة إقامة الوالدة المرافقة والمهددة بالسجن والطرد من الأراضي البريطانية ما لم تعالج مسألة إقامتها التي توشك على الانتهاء، والتي تتطلب سرعة البت والإجراء وإنهاء المعاملة الخاصة بأسرع ما يمكن، التي يؤدي تأخرها أو إنجازها حسب بيروقراطية العمل الحكومي إلى تضرر الوالدة المرافقة والطالبة ذات الاحتياج الخاص، عالج الموظف في الملحقية الثقافية الأمر بـ(تعقّب المعاملة) والتنقل بين مكاتب الملحقية من الإدارة القانونية إلى المشرفة الأكاديمية، وإجراءات الاتصالات الرسمية مع الدوائر الحكومية البريطانية ليتم كل ذلك، والطالبة جالسة على كرسيها المتحرك ووالدتها تتمتم بالدعوات مبتهلة إلى الله أن يوفق ذلك الموظف المخلص الذي ترك مكتبه وتابع معاملتها من مكتب إلى آخر ولم يرتَح حتى أنهى مشكلة الوالدة وابنتها الطالبة.
تلك واحدة من المسائل التي يواجهها الطلبة والطالبات التي يسهر على خدمتها العاملون في الملحقيات الثقافية في لندن لأن الدوائر الرسمية وحتى الجامعات البريطانية أكثر تشدداً من غيرها في الدول الأخرى، ومع هذا تمكن العاملون في الملحقية الثقافية في بريطانيا من حل مشكلات الطلبة المبتعثين ومرافقيهم مما ساعد هؤلاء المبتعثين على تحقيق طموحاتهم والأهداف التي تسعى إليها حكومة المملكة العربية السعودية في إعداد أبنائها إعداداً علمياً يتوافق مع ما تطمح إليه من تنفيذ برامج التنمية والتطور وفق رؤى علمية متقدمة تتطلب جيلاً معداً إعداداً علمياً ومهنياً وعبر جامعات ومعاهد متقدمة داخل وخارج المملكة.