مواجهة الإرهاب في السعودية.. نهج إستراتيجي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
علي الخشيبان
السعودية هي الدولة الأكثر تميزاً في محاربة الإرهاب ليس من أجل نفسها فقط، بل من أجل العالم كله ومن أجل كل دولة تشاركها الرؤية والهدف في الحرب على الإرهاب..
على الرغم من الفروقات الواضحة بين دول العالم في مواجهتها للإرهاب إلا أن المملكة العربية السعودية بقيت رقما وحالة مختلفة في مواجهتها للإرهاب، وهذا التميز الذي اكتسبته المملكة العربية السعودية في هذا المجال هو نتيجة طبيعية للإستراتيجيات والسياسات التي تتخذها السعودية، فلو عدنا للتاريخ فسوف نجد أن السعودية ظلت مستهدفة من قبل الكثير من المنظمات الإرهابية التي أنتجتها الظروف الدولية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين وحتى اليوم.
لا بد من الفهم أن السعودية رسمت سياساتها في مواجهة الإرهاب وفق قواعد ذات أبعاد داخلية وخارجية، فالسعودية التي تعرضت للإرهاب وأحبطت مئات العمليات الإرهابية بنت خططها لمحاربة الإرهاب انطلاقا من دورها الإقليمي والدولي، بمعنى دقيق السعودية هي الدولة الأكثر تميزا التي تحارب الإرهاب ليس من أجل نفسها فقط بل من أجل العالم كله ومن أجل كل دولة تشاركها الرؤية والهدف في الحرب على الإرهاب. لقد ساهمت السعودية وبشكل أكثر مصداقية للعالم كله من أجل بناء شراكات دولية ومحلية قوامها حرب الإرهاب عبر تبادل المعلومات ومتابعة الأنشطة الإرهابية الخطيرة على المملكة والعالم.
الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن جميع المنظمات الإرهابية كانت تعلن وبكل صراحة مباشرة استهدافها للسعودية، فكانت ومازالت تلك المنظمات تبذل جهودا كثيرة في محاولات يائسة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية، وفي مقابل ذلك يمتلئ الإعلام الأسود للكثير من الدول بالقصص والروايات الكاذبة التي لا تنصف السعودية في حربها على الإرهاب، ومع كل ذلك ظلت السياسة السعودية في مواجهة الإرهاب راسخة وذات مبادئ إنسانية تنطلق من دورها العربي والإسلامي والدولي.
خلال العقدين الماضيين وخاصة بعد أحداث سبتمبر الشهيرة استطاعت السعودية أن تلهم العالم كله عبر بنائها آليات وسبل محاربة الإرهاب، وفتحت السعودية أبواب الشراكة مع كل دول العالم الراغبة في محاربة الإرهاب وتجاوزت السعودية بجهودها إلى تفعيل مساهمة المنظمات الدولية عبر الدعوة لإنشاء مركز دولي لمحاربة الإرهاب ساهمت السعودية في تقديم فكرته ودعم وجوده.
لقد استطاعت المملكة أن تبني مسارا أمنيا محكما لمحاربة الإرهاب في الداخل والخارج فعلى المستوى الداخلي تم بناء منظومة أمنية ساهمت بفضل مهاراتها وتدريبها المحكم أن تكون سدا أمنيا منيعا ضد مئات العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف المجتمع.
العالم يدرك أن السعودية دولة مهمة وأساسية في كل منظومة دولية وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب عطفا على تجربة ثرية استخدمت فيها إستراتيجيات أمنية وثقافية وفكرية، فالسعودية هي الدولة الأكثر تميزا من حيث دمج البعد الأمني والبعد الفكري في محاربة الإرهاب، كونها تدرك أن الإرهاب ارتبط في منظومته ببعد أيديولوجي قام بتوظيف معطيات الدين الإسلامي بشكل سلبي ساهم في سرعة التأثير على عقول الشباب الذين يفتقدون الوعي المباشر لأهداف تلك المنظمات الساعية إلى نشر الفوضى وقتل الأبرياء.
التجربة والخبرة في محاربة الإرهاب أنتجت قدرات ومهارات فائقة لأجهزة الأمن السعودي التي أصبحت قادرة على إبطال العمليات الإرهابية، ولعل جهاز وزارة الداخلية برئاسة سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف يعكس تلك التجربة، فسمو ولي العهد الذي يتلقى الدعم المباشر من خادم الحرمين الملك سلمان، استطاع بفريقه الأمني أن يجعل من الأجهزة الأمنية في السعودية مصدر ثقة إقليمية ودولية في محاربة الإرهاب أمنيا وفكريا ومعلوماتيا، فوزارة الداخلية السعودية اليوم مرجع موثوق في محاربة هذه الظاهرة، وهذا ما يستوجب علينا الفخر بهذا الجهاز الحيوي الذي أدار إستراتيجيا وسياسيا وفكريا محاربة ظاهرة الإرهاب بكل نجاح يستحق التقدير.