كلُّهم ضدُّ الستّين... وجَميعُهم مَعَهُ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس الديري
هذا المقال نُشِر تحت هذا العنوان في الثاني من كانون الأول. أي قبل تأليف هذه الحكومة، وحيث كان وطيس الحوارات والمناقشات يدور حول جنس قانون الانتخاب لا جنس الملائكة. ونعتذر سلفاً لاضطرارها حذف بعض الأسطر، نظراً لضيق المقال الذي نعيد نشره "انسجاماً" مع واقع الحال.
عاجلاً أم آجلاً، ستهدأ عاصفة تأليف الحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال عون، وتهتدي الأزمة "المركَّبة" الى حل ما.
وإذا طُرح سؤال التأليف من باب الاستعجال. فيُرجع السبب الى كون الانتخابات النيابية صارت هي والاسكندر المقدوني على أبواب الاستحقاق. فكيف السبيل إلى حمى هذا الاستحقاق الحلمنتيشي، وليس في اليد حيلة أو قانون انتخاب من عيار تلك القوانين الحديثة التي ملأت الأحاديث عنها الصالونات، والصالات؟
وإذا ما انصبَّ الالحاح على المرجعيَّات المعنية والمباشرة والمستترة، فمن أجل خاطر الآتي على طبق من غموض، والذي لا بدَّ من إنجازه ضمن مهلة محددة وضيقة... وإلّا فالعودة الى حمَّال الهموم لا بدَّ منها، أي "قانون الستين" الذي يتعامل "بعضهم" مع اسمه كما لو أنه فزَّاعة، أو المستحيل الرابع – بعد الغول والعنقاء والخل الوفي.
كل ما عاناه لبنان، وما يعانيه حالياً الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري في بحر تأليف "الحكومة الأولى" يربطونه بتداعيات قانون الستين، و"افرازاته"، وأفضاله التي جاد بها على البلد القليل الحظ، أو السيّئ الحظ ازاء ما يحلّ به من نكران جميل في الداخل وحده. ومن لدن المستفيدين منه على طول الخط.
كلّهم جميعهم يشنّون على "الستين" حرباً ضروساً، مقرونة بألف لا ولا، وليس وليت ولعل، في الوقت الذي يتمسّك أربعة أخماس أو خمسة أخماس هؤلاء الرافضين بقوة "هذا القانون المتخلّف". والذي لا يحقق الوثبة الاصلاحيَّة التجديديّة التي يتطلّعون إليها.
ومَنْ يسمع يصدِّق. مع أنهم في قرارة نفوسهم يعتبرون اعتماد هذا القانون بمثابة إهداء كل منهم ما يُعتبر من الأحلام المستحيلة.
ولكن، الفن عايز كده. والسياسة اللبنانية "المجنزرة" العفنة عايزة كده. والسياسيّون "الأنقياء" عايزين كده.
وتأكيداً لهذه الازدواجية المسرحيَّة، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق "أن قانون الستين مرفوض من قبل الجميع علناً، وربما هو مرغوب فيه بشكل سرّي عند الكثير من القوى السياسيّة".
وتوضيحاً لهذا التأكيد، أضاء المشنوق الزاوية الأخرى: "إذا لم يتم التوصل الى قانون انتخاب يستند الى صيغة نسبيَّة عاقلة، سنذهب حكماً إلى انتخابات نيابيّة وفق قانون الستين".
على هذا الأساس، واستناداً الى كلام الوزير المعني مباشرة بالانتخابات وقوانينها، كلُّهم، وعلى رأسهم الرافضون، واقعون في حب الستين كوقعة قيس في حب ليلى.
و"القاعدة" مُتّبعة تجاه تأليف الحكومة. وكفكَّ عَ المعنَّى.