جريدة الجرائد

الصين الصخرة التي ستسحق قدمي ترمب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فهد عريشي  

جميع الشركات الأميركية التي تحاول المنافسة في السوق الصيني تتعرض لعراقيل، كما تعرضت لها شركة أبل، بينما نجد الشركات الصينية تنافس في السوق الأميركي دون أي عوائق

منذ بداية حملة الانتخابات لترمب، وهو يركز على إقصاء الصين  المنافس الأول له في الاقتصاد العالمي، ولأن ترمب هو رجل اقتصادي قبل أن يكون سياسيا فإنه يعرف كيف ينافس الصين اقتصاديا، بعد أن كانت الصين في عهد أوباما ومن قبله، تنمو اقتصاديا بثقة وثبات دون أي عراقيل حقيقية تضعها أمامهم الحكومة الأميركية، ولكن كل تصريحات ترمب وتصرفاته قبل فوزه برئاسة البيت الأبيض، وحتى بعد ذلك وأثناء حفل تنصيبه كرئيس، كلها تشير إلى أن الصين ستواجه تحديات كبيرة في ظل سياسة ترمب الذي يعرف كيف ينتصر في المنافسات الاقتصادية، كما كان يفعلها وهو يترأس مجموعته التجارية الخاصة قبل أن يرشح نفسه رئيسا للولايات المتحدة.
خلال العقدين الماضيين كانت الصين تسمح بدخول الشركات الأميركية إلى أراضيها، ولكنها لم تكن تسمح لها بالمنافسة، كانت تدخلها بهدف فتح الوظائف للأيدي العاملة في الصين، ورفع استثماراتها الاقتصادية، ولكن حين تجد هذه الشركات تحاول المنافسة فإنها تقصيها وتضع العراقيل أمامها، كما فعلت مع شركة أبل التي لم تسمح لها بتسجيل علامتها التجارية داخل الصين وسمحت لشركة صينية بتسجل علامة أبل في سرقة عالمية موثقة في محكمة صينية، بحجة أن أبل لم تثبت أنها كانت علامة تجارية شهيرة في الصين قبل عام 2007، العام الذي تقدمت فيه شركة شينتونغشايندي بطلب العلامة التجارية، ولم تكتف الصين بذلك، بل فرضت قانونا صينيا جديدا يلزم بتخزين كل المحتويات المعروضة في الصين على خوادم مقرها في الأراضي الصينية، وهو ما فرض على أبل إغلاق خدمات "آي بوكس" و"آيتيون" في الصين، وكانت ضربة قاضية لشركة أبل دفعت الملياردير كارل إيكان المستثمر في شركة أبل إلى بيع كل أسهمه في الشركة بسبب مخاوفه من مستقبل أبل في الصين، وغيرها من التحديات التي وضعتها الصين حتى خرجت أبل من السوق الصيني بخسارة وبخيبة أمل.
 كتبت عن تعامل حكومة الصين مع شركة أبل هنا كمثال فقط والأمثلة كثيرة والمساحة لا تكفي لعرضها جميعا، ولكن باختصار جميع الشركات الأميركية التي تحاول المنافسة في السوق الصيني تتعرض لعراقيل، كما تعرضت لها شركة أبل، بينما نجد الشركات الصينية تنافس في السوق الأميركي دون أي عوائق، بل وتقصي شركات أميركية وتنافسها على حصتها في وسط السوق الأميركي والعالمي في وسط خمول كبير من إدارات البيت الأبيض السابقة.
 ولكن في عهد ترمب أجزم أن الأمر سيتغير، وأولى خطوات ترمب نحو هذه النقطة استفزازه للصين بمكالمة مع رئيسة تايوان وتصريحه بأن مبدأ الصين الواحدة قابل للنقاش، ورغم تصريحه أثناء الانتخابات بأن الصين قامت بأكبر عملية سطو في التاريخ كنقد لسياسة الصين الاقتصادية إلا أن مكالمته لرئيسة تايوان مساومة لا تسمح بها حكومة الصين التي ردت باحتجاج شديد اللهجة ووصفت المكالمة بأنها عمل تافه.
 يعتزم ترمب مع بداية توليه رئاسة البيت الأبيض مساومة الصين بتقديم الكثير من التنازلات التجارية والاقتصادية من أجل مواصلة الولايات المتحدة سياسة ومبدأ الصين الواحدة، ولكن كان رد وزير الخارجية الصيني: "بأن أي شخص أو قوة في العالم تحاول النيل من الصين أو المس بمصالحها الأساسية فسيكون كمن يزحزح صخرة ستسحق قدميه". فهل زحزحة ترمب لصخرة الصين ستسحق قدميه؟
 أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ستكون من أهم الأحداث التي سنشهدها ويرتقبها العالم في السنوات الأربع المقبلة.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سياسات مجنونه
عبدالله العثامنه -

ليست الصين وحدها التي ستسحق ترامب بل الشرق الأوسط وربيعه الذي سيشرق في هذا العام والعام التالي، وأزيدك من الشعر بيت بأن اسرائيل هي التي ستدمر ترامب كيف؟؟ لقد أخطأ هذه المره اليهودُ في مفاضلتهم بين هيلاري وترامب فكانت هيلاري أوفق وأنسب لهم من ترامب بمراحل لأن هيلاري سياستها تقليديه راسخه في حماية اسرائيل وحلف الأقليات ومحور المعاهره والمماتعه ونصرة الأخوان المسلمين وتمكينهم وتسويدهم ودعم داعش ومجاميع الارهابيين لكنهم مع هذا زوّروا الانتخابات ليفوز ترامب بغية تفكيك الولايات المتحده أي أنهم استبدلوا خطتهم القديمه بتفكيك الشرق الأوسط الى تفكيك الولايات المتحده والنظام الدولي وهذا هو سر نجاح الربيع العربي الموعود بتصدير نسخته الجديده الى أمريكا وأوروبا بعد أن أدركوا أن تقسيم المقسم في بلاد العرب لن يقدم أو يؤخر في عمر اسرائيل، وهذا هو سر وجود كيسنجر في طاقم ترامب ،،، اسرائيل تتخبط في دياجير الظلمات كحاطب ليل أعجزته العتمه عن تلمّس درب السلامة المنشود فأخذت تهوي في الحفر والمطبات حين فضلت العنيفين في تحقيق السياسات الجهنميه كأمثال ترامب في أمريكا والسيسي في مصر وبوتين في روسيا ولا أستبعد أن تقوم باستبدال زعامات ومعادلات قديمه في دول الطوق ومناطق أخرى فقد أصبحت الطريق ممهده للشعبويين والفوضويين والانفصاليين لتصدّر المشهد .

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

كمن يزحزح صخرة ستسحق قدميه". فهل زحزحة ترمب لصخرة الصين ستسحق قدميه؟))<< "" ستسحق قدميه وراسه وعموده الفقري "

make america great again
م.قبائل الشحوح دبـ2020ــي -

في احلام الكراهية واليقظة انت وياه .. سنرى من الذي سيسحق الاخر ويستسلم له في نهاية المطاف ... ولو كانت الصين ستسحق احدا لما هرب من خزينتها 360 مليار دولار في اقل من شهرين مما ترتب على ذلك انخفاض قيمة العملة الصينية اليوان بعدها اصدرت الصين توجيهات صارمة الى البنوك وشركات الصرافة والافراد بعدم السماح بتحويل اكثر من 50 الف دولار في السنة الواحدة فقط الى خارج الصين .. بعد ان قام هؤلاء ببيع اليوان وشراء الدولار الأميركي من السوق الصيني وتحويله للخارج .. . ونبشركم القادم لصين وغيرها من الدول والانظمة المارقة اصعب وأمر إذا لن تنصاع حسب ما هو ..................؟

الحلم, للكاتب والاماراتية
Hamorabi1 -

لك الحق أن تحلم ياعثامنة, أراكم انتم العرب دائما تتكلمون عن السحق والسفك انطلاقا من حقد وكراهية ورثتموها من أهلكم ربما رضعتموها انت والمفتخرة بالحقد والكراهية,ربما تخطئ أمريكا لكن ان تتدمر هذا حلمك لأنها تقدم مساعدة بقيمة ملياران او اكثر لبلدك على الارجح الاردن, كنت في الاردن لمدة عام ونصف شعرت بالفساد المستشري في الحكومة الاردنية وفي الشعب الاردني ايضا, حبذا لو كتبت شيئا عن ذلك لأنه حقك أما أن تكتب عن أمريكا هذا كثير عليك لست هناك أمريكا مستوى آخر أنت لا تستطيع المنافسة. إذا كنت حاقد على اسرائيل لأنك خسرت جميع الحروب معها, ورجالهم الابطال استطاعوا ان يدخلو إلى غرف نوم الاماراتيون وقتل الارهابيون هناك, الصين بلد عظيم شعبه نشيط يعمل بجد لا يقارن بالشعب العربي الكسول, لكنه ليس على مستوى أمريكا بلدي الذي افتخر به. الشيئ المفرح في هذا المقال هو طالما العرب يقولون بأن الامة الأمريكية مهددة فهذا يعني انها بخير واد لم تكن كذلك من سيصنع لكم البستكم الداخلية أو العقال الذي تضعونه على رؤوسكم الفارغة والذي يحق للمفتخرة أن تفتخر به. .

الى حمورابي
Aziz -

الى المدعو حمورابي ؛ اسمح لي أن أقول لك أن تعليقك صبياني بعيد كل البعد عن الموضوعيه والأسلوب العلمي . تقول أنك أمريكي وتفتخر ولك ألحق في ذلك ونحن مثلك ، لكن الظاهر أنك مازلت تفكر بطريقه بعيده عن المنطق وقريبه الى التهريج . لا أدري ماذا تعمل في أمريكا وفيما اذا ما كنت قد تعلمت في المدارس أو الجامعات الأمريكيه ، أشك في ذلك لأن طريقه التفكير الأمريكي أو الدخول في نقاشات لها أسلوب مختلف عن اسلوبك الذي اتبعته في تعليقك . طبعا لك كل ألحق أن تكون من مؤيدي الرئيس الامريكي المنتخب ترامب فله الكثير من المؤيدين واستطاع الوصول الى كرسي الرئاسه عن طريق إنتخابات ديمقراطيه بالمفهوم الامريكي علما بأن تلك الطريقه المتبعه في انتخابات الرئاسه الأمريكيه اذا ما كنت تفهمها !! يعتبرها بعض الباحثين واساتذه العلوم السياسيه في أمريكا ودول غربيه ديمقرطيه أنها ديمقراطيه منقوصه لانها لا تأخذ بمبدأ الأغلبيه والدليل على ذلك أن المرشحه كلينتون حصلت على عدد من الصوت أكثر مما حصل عليه ترامب ، وارتضت بالنتيجه لأن تلك هي الطريقه المتبعه في الأنتخابات حسب الدستور الأمريكي كما كتبه وخطه الآباء المؤسسين "Founding Fathers" كما يسميهم الأمريكيين . ولمعلوماتك فأن الكثير من الأمريكيين على مختلف اصولهم غير مرتاحين لصعود ترامب الى الرئاسه لأمور عديده سياسيه واجتماعه واقتصاديه لا مجال لسردها هنا فيها الكثير من التعقيدات لا اظن أنك تستطيع فهمها مع احترامي لك لأن تفاصيلها ذات أسلوب علمي تقني موضوعي لا علاقه له بالمهاترات مثل ما ورد في تعليقك . أرجو أن تكون قد تفهمت الموضوع بصوره أفضل . أمريكا تبقى دوله ديمقراطيه على طريقتها ليس فيها رئيس للأبد وترمب قد يبقى لاربع سنة أو ثمانيه وبأعتقادي أنها سوف تكون اربعه فقط لأسباب يطول شرحها ، لكن لا أحد يعلم ماذا يحصل .