نُصّب الرئيس.. بين باراك أوباما ويحيى جامع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هتون الفاسي
يوم مشهود هو العشرون من يناير 2017 بالنسبة للعالم الذي يقف متحفزاً يشاهد تنصيب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، الرئيس الذي شغل العالم منذ بدأ السباق الانتخابي وحتى أدى القسم، ومازال فخامة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.. لم تبق وسيلة إعلامية في العالم لم تغط الحدث ولم تتوقف عنده ساعات وساعات تحليل ومراقبة وشرح وتفصيل لكل تقليد من تقاليد التنصيب الأميركية، الاستقبال، الوقوف، القسم، من يؤدي السلام الجمهوري، ومن يُدعى، ومن يقاطع، ومن يبارك.. التفاصيل لا تنتهي والمادة ثرية أمام المحللين والإعلام الذي قاطعه ترامب منذ فاز في الانتخابات.. ينتظرون بقلق كيف ستكون الصورة القادمة.. لكن ما الذي هناك لنا في كل ما يجري على تلك القارة البعيدة عنا آلاف الأميال؟ ربما لنا فيها التأمل..
نعم التأمل في هذه التفاصيل الدقيقة لانتقال السلطة من رئيس إلى آخر.. تقاليد توديع الرئيس السابق التي تستغرق دقائق تصل إلى الساعة بالكثير منذ تأدية القسم وإلى أن يودع الرئيس الجديد الرئيس السابق عند سلم الهليكوبتر الذي ينقله إلى مكان آخر من واشنطن حيث يودع فريق عمله السابق في البيت الأبيض ويؤدي خطبته الأخيرة قبل توجهه إلى كاليفورنيا كمواطن أميركي عادي. يحمل لقب "الرئيس السابق" ولكن لا يحمل أيا من سلطته السابقة التي انتقلت بكل هدوء إلى رئيس آخر ليس بالضرورة أنه يتفق معه في أي شيء أو يحترمه، فهذا ليس له علاقة بالموضوع..
ما يحترمه فحسب هو الدستور والتقاليد الديمقراطية التي كانا يمارسانها بكل امتياز.. هذه التقاليد التي ما تفتأ تبهر شعوبنا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية في تساؤلات يومية.. لماذا؟.. وكيف لا تنجح الولايات المتحدة في نقل ديمقراطيتها إلينا؟ لماذا عندما تصلنا تنقلب الصورة؟ هل ما تنقله ناقص أم من تنقله إليهم بهم علة ما؟ ويعود السؤال يطرح نفسه.. لكن من هم الأميركيون؟ أليسوا أفراداً من كل أطراف العالم؟ ومن هو الرئيس السابق باراك أوباما إلا واحد منا؟ ابن مهاجر مسلم من القارة الأفريقية التي تصارع للمفارقة، اليوم الذي يسبق تنصيب ترامب، 19 يناير، محاولة تنصيب رئيس غامبيا الذي فاز أيضاً في الانتخابات الرئاسية بكل نزاهة، لكن الرئيس السابق لم يقبل أن يكون سابقاً وغير رأيه.. هكذا غير رأيه ورفض نتائج الانتخابات وخرج الرئيس الفائز ليُنصّب في سفارة غامبيا في السنغال.. مفارقة في غاية العجب تطرح أسئلة ولا تقدم أجوبة.. وانتهى الكلام المباح.