جريدة الجرائد

برانسون سائح في السعودية ويتمنى تنظيم رحلات بالمنطاد فوق مدائن صالح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 عبير مشخص

من خلال تغريدة وحيدة ومقال على مدونة بموقع «فيرجن»، غازل السير ريتشارد برانسون السعوديين بوصفه رحلة قصيرة قام بها للمملكة خلال اليومين الماضيين، مضيفا عددا من الصور التي تسجل تجوله في منطقة مدائن صالح الأثرية وزيارة قطار تاريخي من سكة حديد الحجاز،

أما الصورة التي استخدمها برانسون لتغريدته فكانت صورة جوية لمنطقة بكر في البحر الأحمر وهو ما استنتج منه متابعوه أن برانسون ينوي إلقاء مراسيه هناك من ناحية الاستثمار بالطبع. تجاوب مستخدمو «تويتر» مع تغريدة صاحب إمبراطورية «فيرجن» وكرر السعوديون ترحيبهم ببرانسون: «مرحبا بك في السعودية بلد الفرص الواسعة، شرف لنا أن تكون بين إخوتك وأخواتك»، هكذا علق أحدهم وبادر آخر: «ما ذكرته يعكس الحقيقة، فمشروع البحر الأحمر مشروع تاريخي»، وعلق آخر: «مرحبا بك في بلدك الثاني، شخصيا متحمس جدا بشأن مشروعاتك القادمة في السعودية».

ومن جانب آخر، قال الكاتب بصحيفة «إيفننغ ستاندرد» جيم أرميتاج، إن رحلة برانسون للسعودية لها أهمية كبيرة خاصة في ظل انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي (بريكست) مستنتجا أن تثمر تلك الزيارة، فيما يظن، عن خطوط ملاحية جديدة وعقود لتسيير قطارات وفنادق ومشروعات سياحية. وقال إن برانسون قال إن السعودية «بلد ساحر بها كثير من الأراضي والموارد». مضيفا أن الزيارة تعد علامة مبشرة للشركات البريطانية التي تود العمل في المملكة.

وفي مدونته التي انتشرت بسرعة هائلة في وسائل الإعلام، أكد برانسون أن السعودية «الساحرة» تمر الآن بتغييرات كبيرة متتابعة، مضيفا أنه «وقت مثير جدا في تاريخ هذا البلد، آمنت دائما أنه لا بديل عن الانطباعات الأولى». وهذا بالتأكيد ما أثمرته تلك الزيارة السريعة للمملكة، وبدا من التغريدة والمدونة انبهار وتقدير برانسون للتراث السعودي والجمال الطبيعي لجزر البحر الأحمر، وبما أن السير برانسون من عشاق البحر والجزر حيث يمتلك جزيرة شهيرة في الكاريبي، فلم يستطع مقاومة السباحة في مياه البحر الأحمر ووضع صوره له بين الأمواج الزرقاء. التغيير في المملكة الذي تنشده رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030، شهده برانسون خلال وجوده هناك؛ إذ تزامنت زيارته مع صدور القرار التاريخي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وهو ما رأى فيه برانسون علامة على التقدم المنشود، مضيفا أنه «واحد من الإصلاحات الجزئية التي يدعمها الأمير الشاب صاحب الشخصية الجذابة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد». ووضع برانسون يده على نقطة مهمة تثار دائما في الإعلام الغربي: «من وجهة نظر مراقب أجنبي قد تبدو التغييرات قليلة وبطيئة ولكني أتفهم ما يريد الأمير محمد بن سلمان عمله».

في رحلته للبحر الأحمر رأى برانسون الطبيعة التي لم تتلوث، أشار إلى أنها «إحدى عجائب الحياة البحرية الباقية في العالم»، وأضاف: «كانت لدي الفرصة خلال الزيارة أن أستمتع برحلة ساحرة في هذا البلد، ذهبنا للبحر الأحمر حيث يتم العمل على مشروع لتحويل بحيرة ضخمة لوجهة سياحية تغطي فيما بينها أكثر من 50 جزيرة تمتد ما بين مدينتي أملج والوجه، المشروع أيضا سيوفر أكثر من 35 ألف وظيفة في منطقة بعيدة عن المدن الكبرى».

أعرب برانسون العاشق للبحر عن دهشته وإعجابه بالمنطقة البكر: «رأينا السلاحف تخرج من الماء لتضع بيضها في الرمال ثم تقفل عائدة مرة أخرى بينما تحوم النسور في السماء وتعوم حيوانات الأطوم الضخمة... إنه بالفعل موقع بحري نقي وبالاحتياطات اللازمة سيظل كذلك لعقود قادمة».

من الاستمتاع بالسباحة في مياه البحر الأحمر تابع برانسون جولته ليزور منطقة مدائن صالح وهي من مواقع التراث العالمي على لائحة اليونيسكو، يصفها بـ«الخارقة»، ويضيف: «كنت قد زرت موقع بترا في الأردن الذي ينتمي للحضارة القديمة نفسها ولكن (مدائن صالح) كانت أكثر جمالا. فالجبال هنا كأنها قطع فنية بألوان تخطف الأنفاس. عرضت أن أنظم رحلات بالمنطاد لتحلق فوق هذا الموقع التاريخي الذي سيكون منظره رائعا من الجو». ولا ينتهي انبهار رجل الأعمال الشهير بما رآه من بكارة الطبيعة وعراقة الآثار فهو في طريقه لرؤية قطعة أخرى من التاريخ وإن كان هذه المرة تاريخا له موقع كبير في نفسه. توقف برانسون عند سكة حديد الحجاز والتقطت له صورة بجانب أحد القطارات القابعة على الرمال الذهبية هناك، قال: «عندما كنت طفلا سألني أحدهم عن الشخص الذي أعتبره بطلا وكنت دائما أرد بأنه لورانس العرب، ولهذا كانت زيارة موقع خط سكة حديد الحجاز بمثابة جائزة خاصة لي. القطار الذي وقفت بجانبه كان أحد القطارات التي كانت هدفا للورنس العرب خلال الثورة العربية ضد الحكم العثماني وقد فجر القطار في تلك الأحداث ولكنه خضع للترميم وعاد لقضبانه مره أخرى». ما رآه برانسون دفعه للقول إنه «أمر رائع أن هذا الجانب من السعودية بدأ يظهر مرة أخرى. حاليا يسافر السعوديون للخارج لقضاء إجازاتهم، وقليلون يزورون السعودية من الخارج لقضاء إجازاتهم وسيكون من الرائع أن يأتي الزوار للاستمتاع بعجائب الطبيعة في السعودية وأيضا للتعرف على أهلها».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف