الإمارات على قلب واحد لتحقيق رؤية زايد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلطان أحمد الجابر
«إن تفكيرنا الدائم في الماضي وعطائه، وتفكيرنا في الحاضر وآماله وتفكيرنا في المستقبل وتطلعاته المشرقة، هو الذي سيقودنا دائماً إلى بناء وطننا وتقدمه ونهضته».
يوماً بعد يوم، يثبت التاريخ أن هذه الكلمات للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تختصر نهجاً وطنياً أرساه وكرّسه، رحمه الله.
هذه الروح التي تحملها مقولة القائد المؤسس هي ذات الروح التي اتسمت بها الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، وهي نهج وطني إماراتي بامتياز لم يترك حاضر الدولة أو مستقبلها رهناً للمستجدات أو المتغيرات، فكان التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل مقترنين بكافة مراحل تطور الدولة منذ تأسيسها، حيث أثبتت الإمارات قدرتها على تنفيذ خططها وبرامجها، والوصول إلى غاياتها لتمثل نموذجاً فريداً لحشد الطاقات والجهود، والعمل على تحقيق الأهداف المحددة.
إن هذه الاجتماعات التي ترأسها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تكرس ريادة الإمارات وتفوقها المبني على الإبداع والابتكار، والمبادرة المقرونة بروح التحدي والأمل، للوصول إلى المركز الأول عالمياً في مختلف المجالات بحلول مئوية الإمارات 2071.
ولأن الاتحاد هو روح الإمارات وطريقها إلى مستقبل مزدهر، كانت الاجتماعات نموذجاً حياً على أن «البيت متوحد» وأن الجهود متضافرة والمسارات كلها تصب في رؤية واحدة محددة المعالم والأهداف، فهذا التجمع الوطني الذي عقد بحضور ومشاركة أولياء العهود وأكثر من 400 من الوزراء والمسؤولين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، هو مثال متجدد على تلاحم الإمارات قيادة وشعباً، فالكل ماضون إلى هدف واحد ألا وهو رفعة الإمارات وتقدمها من خلال وضع أهداف طموحة والعمل على تحقيقها وفق رؤية إيجابية، بدلاً من انتظار المستقبل ومن ثم دراسة كيفية التعامل معه. النهج إذاً هو بناء مستقبل وطن في كافة المجالات والقطاعات، وضمان المرونة اللازمة لتعديل مسارات العمل لمواكبة المستجدات والاستفادة من الأفكار الجديدة المبتكرة بالاعتماد على الإنسان الإماراتي وروح الشباب.
هذه الاجتماعات السنوية استراتيجية بامتياز، فهي ترسم ملامح مستقبل الوطن وتعطي رسالة إلى العالم بأننا في الإمارات نصنع الأمل وننشر الإيجابية، ونؤكد على أن منطقتنا قادرة على المشاركة بفعالية في بناء الحضارة الإنسانية، وأن فيها التميز والإبداع ولغة العقل والابتكار، وأننا في دولة تؤمن بأن مواجهة التحديات بإيجابية هي الضمان لاستدامة الريادة.
وفي ظل ما تشهده المنطقة والعالم من انتشار لآفة التطرف والإرهاب، تقدم الإمارات رسائل إيجابية مستندة إلى مبادئ الاعتدال والتسامح والعيش المشترك، وإلى قدراتها بصفتها مركزاً إقليمياً للتطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والعلمي. ففي الوقت الذي يسعى فيه البعض إلى تفتيت الكيانات والتدخل في شؤون الدول ونشر آفة التطرف والإرهاب، تعمل الإمارات على التأثير الإيجابي في المنطقة والعالم عبر نموذجها التنموي القائم على التنسيق والتعاون والعمل المشترك.
وفيما ترسم دولة الإمارات معالم مئويتها لعام 2071، فإنها تستند إلى أساس صلب من الإنجازات والمكتسبات، فالدولة حققت المركز الأول عربياً والمركز ال17 عالمياً في مؤشر التنافسية العالمية، وصُنفت ضمن أفضل 20 اقتصاداً تنافسياً في العالم، وهذه المعطيات ما هي إلا نتيجة لتركيز القيادة على التنفيذ والإنجاز والانتقال إلى مرحلة جديدة من التطور والتقدم.
وإلى جانب الأساس الراسخ من الإنجازات، فإن مشاركة أولياء العهود ومسؤولي الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية معاً، للبحث والنقاش والتخطيط، تشكل ضامناً حقيقياً لوضوح الرؤية وتنسيق الجهود وتكامل العمل وصولاً إلى الأهداف المنشودة.
وتشكل الاستراتيجيات الوطنية التي تم إطلاقها خلال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، في مجالات القوة الناعمة والثورة الصناعية الرابعة والتعليم العالي والأمن المائي والطاقة، إطار عملٍ متكاملاً يرسخ مكانة الإمارات بصفتها مركز ثقل إقليمياً وعالمياً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، حيث حددت هذه الاستراتيجيات ملامح المستقبل من خلال التركيز على التصنيع المستند إلى الابتكار، والتعليم النوعي لكون الإنسان الإماراتي يشكل الثروة الحقيقية الضامنة لمستقبل الدولة، إلى جانب الأمن المائي نظراً لما يشكله من أهمية لاستدامة النمو والازدهار.
ولأن الإمارات تؤمن بقوة التأثير الإيجابي المبني على القيم الحضارية والإنسانية والمبادئ السامية، فقد وضعت استراتيجية للقوة الناعمة، إيماناً بأن بناء الأوطان لا يكون فقط بالمكانة الاقتصادية والسياسية، بل وبقدرتها أيضاً على المساهمة الفعالة في تعزيز التواصل الثقافي والفكري والإنساني، وذلك استناداً إلى قيمنا وثوابتنا الوطنية الراسخة.
لقد أثبتت الاجتماعات السنوية للحكومة أن دولة الإمارات واحة مستقرة للطاقة الإيجابية والخير والحق والعطاء، تعمل يداً بيد مع الأشقاء والأصدقاء الذين يشاركوننا نظرة الأمل والتفاؤل والالتزام بتقديم قيمة إيجابية للعالم.
إن الروح المفعمة بالإيجابية والأمل التي شهدناها خلال هذه الاجتماعات السنوية، هي ذات الروح التي ميزت الإمارات عبر التاريخ، وهي الروح التي أثمرت احتراماً وتقديراً كبيرين للدولة وقيادتها من قِبل مختلف دول العالم، وهذا ما لمسناه أثناء مشاركة وفد الدولة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حيث كانت الدبلوماسية الإماراتية محل تقدير واحترام لما تمثله من قيم تعزز الروابط المشتركة بين الشعوب والأمم، وتنبذ التطرف والعنف، وتؤمن بأهمية التطوير الإيجابي انطلاقاً من تكريس السلم والأمن والأمان والاستقرار، والتعاون الإيجابي البنّاء مع مختلف الشعوب والحضارات.
إن الاحتفاء بالنهج الرائد لدولة الإمارات ليس هدفاً بحد ذاته، وإنما هو رسالة لإيضاح ملامح نظرة تنموية أثبتت نجاحها، ودعوة للمساهمة في العمل على تطبيق هذا النهج والمشاركة في تسطير فصل جديد من قصة نجاح وطن.