كردستان... بين الاستفتاء والانفصال مسافة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
باسم الجسر
إقامة دولة كردية ذات كيان مستقل ليس مشروعاً حديثاً، أو مضاعفة من مضاعفات الحروب التي لم تتوقف داخل العراق أو عليه، بل يعود إلى أكثر من قرن إلى الوراء، ولم يتحقق لمعارضة أربع دول شرق أوسطية له، بالإضافة إلى الدول الكبرى التي تلاعبت بمصير شعوب ودول هذه المنطقة من العالم...
غير أن هذا الاستفتاء الأخير على الاستقلال الكردي، وفي الظروف الراهنة، يرتدي، هذه المرة، أبعاداً بل خطورة خاصة لم ترافق المحاولات الاستقلالية السابقة؛ ذلك أن ما تعانيه المنطقة من حروب أهلية ومداخلات دولية، اليوم، بات متعدد الأطراف والأبعاد، ويخرج بالتالي عن كونه قضية انفصال مكون عرقي أو ديني أو حضاري عن «الدولة - الأم»، بل أصبح سبباً لتوليد معادلات سياسية تاريخية وجغرافية مولدة بدورها لصراعات وحروب مستقبلية.
قليلة جداً هي الدول التي يتألف شعبها من عرق واحد، أو جميع أبنائها من أتباع دين واحد، أو يتكلمون لغة واحدة، ففي الهند أتباع أديان عدة وأبناؤها يتكلمون أكثر من خمسين لغة، والشعب الأميركي تألف من خليط من المهاجرين من كل دول العالم، كذلك معظم شعوب دول أميركا الجنوبية، ولكن هذه الدول نجحت في توحيد شعوبها عن طريق الديمقرطية والمواطنة. ورغم ذلك لم تتوقف حركات الانفصال داخل هذه الدول، فبالأمس القريب انفصلت المجر عن النمسا، والدول البلقانية عن السلطنة العثمانية، وفُرطت يوغوسلافيا بعد وفاة تيتو إلى عدة دول مستقلة، وانفصل جنوب السودان عن شماله، وانفصلت سوريا عن مصر بعد أربع سنوات من توحدهما، وانفصل جنوب اليمن عن شماله ثم عاد للتوحد بالقوة. وفي أكثر دول العالم استقراراً وديمقراطية هناك حركات انفصال جديدة (كاتالونيا، كورسيكا).
من هنا يمكن القول بأن اندفاع أو استعجال حكام كردستان العراق في القفز من شبه الحكم الذاتي إلى الاستقلال، ليس إلا استمراراً في نضال الشعب الكردي من أجل إقامة دولة مستقلة، ولكن إجراء هذا الاستفتاء، رغم معرفة العاملين له بأن هناك أربع دول إقليمية، حيث يتوزع الشعب الكردي، تعارض قيام دولة كردية على حدود وأراضي إحداها، بالإضافة إلى معارضة الدول الكبرى لهذا الاستفتاء في الظروف الراهنة.
دولة واحدة أيدت الاستفتاء وقيام دولة كردية، وهي إسرائيل. وليس في الأمر غرابة، فإسرائيل منذ انزراعها في المنطقة، تلعب بورقة الأقليات الدينية والعرقية في وجه أي عقيدة وطنية أو قومية أو دينية توحد كلمة أبناء الدول المحيطة بها. وقد يأتي يوم تكشف فيه أسرار الدور الإسرائيلي في إيهان الوحدة الوطنية في الدول العربية، وإثارة النعرات الدينية والمذهبية فيها، بل وإشعال الأزمات والخلافات بين حكامها.
لقد فتح الاستفتاء الكردي الباب على أزمة خطيرة قد تجر إلى الاحتكام إلى السلاح. وقد تنجح الدول الكبرى - وهي متفقة على تلافي الاصطدام وإجلاس حكام أربيل وحكام بغداد إلى طاولة المفاوضات، وإلى تأجيل أي استحقاق ريثما تحسم الحرب على تنظيم داعش. ولكن هل سيتخلى الأكراد عن المطالبة والعمل على إقامة دولة مستقلة؟ إنهم يتمتعون اليوم بحكم ذاتي واسع يكاد يكون شبه استقلال. وهم يعرفون أن الدول الأربع التي تعارض إقامة دولة كردية على قسم من أراضيها، ليس من السهل عليها القبول بذلك. فهل يكون هذا الاستفتاء ورقة في يد أربيل للحصول على مزيد من الحكم الذاتي أم باباً جديداً من الصراعات في المنطقة قد فتح؟
لقد دعا الحكم الذاتي الكردي الانفصالي، حكومة بغداد، للجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة هذه الأزمة التي أحدثها الاستفتاء ونتائجه. ولقد أبقت بغداد وأنقرة باب المفاوضات مفتوحاً رغم معارضتهما السياسية الصريحة والعالية النبرة، لا سيما أنقرة التي كانت على علاقة حسنة مع نظام الحكم في أربيل وتعاون اقتصادي مفيد للبلدين. ومن البديهي أن معارضة الدول الكبرى والمجتمع الدولي للانفصال الكردي عن الكيان العراقي سوف يؤثر على الانفصاليين، ويدفعهم إلى التروي في تنفيذه، ويحملهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حكومة بغداد.
إن الأولوية الدولية والإقليمية لا تزال القضاء على «داعش» والتنظيمات الإرهابية المشابهة له، ولذلك فإن هذا الاستفتاء لن يشعل حرباً جديدة في المنطقة، وإن كان محرجاً لجميع الدول والقوى المشاركة في هذه الحرب.
التعليقات
نعم للاستقلال
كوردو -الاستاذ الكاتب المحترم، لقد تطرقت الى جوانب مختلفة في موضوع الاستفاء الكوردستاني ولكنك لم تتطرق الى الاسباب التي اوصلتنا الى محطة الاستفتاء، لابد وانك على علم بأن الكورد ابدوا رغبة كبيرة في بناء عراق جديد بعد سقوط نظام صدام حسين وحاولوا التعاون مع القوى الشيعية والسنية على اساس المشاركة والمساوات في مجتمع ديمقراطي يخدم كل ابناء الشعب العراقي وبدون تمييز، وقد اثبتت القيادات الكوردية حسن النية من اجل مستقبل مشرق للعراق وسعادة ابناءها، اربعة عشر عاماً من الشراكة مع بغداد وبغداد تزيد من الصراعات كل يوم حتى عام 2014 حينما قرر المالكي قطع الحصة من كوردستان حيث بدءت مرحلة تجويع الشعب الكوردستان، ثم مؤامرة المالكي بادخال ابشع منظمة ارهابية (داعش)الى موصل ولكي يتسنى بعد ذلك الدخول الى كوردستان وإلا كيف ل(400) ارهابي ان يحتل ثاني اكبر محافظة في العراق بهذه البساطة وان يترك الجيش العراقي المتواجد اسلحته التي تقدر بالمليارات ويخرج من المحافظة دون اي مقاومة او رد فعل، وعندم دخل الكرد في حربه ضد داعش امتنعت بغداد عن ارسال الاسلحة المرسلة اصلاً الى قوات البشمركة من دول اُخرى . عزيزي كاتب المقال كيف لي ان ابقى مع العراق والعراق تستعمل معي سياسة التجويع وقطع قوت اطفالي ؟ امامنا خيارين كما قاله السيد البارزاني اما الرضوخ للقدر والقدر هو العراق واما الاستقلال مهما كان ثمن الاستقلال فلم نعد نتحمل الآلام والنائبات، نعم والف نعم الى الاستقلال والله مع الكورد.
يا اكراد يا قاتلي ومستكرد
نساء واطفال الارمن والاشو -الاكراد قادمون جدد للمنطقة ولم يكن لهم ابدا دولة ولم يدكر اسمهم في تاريخ الشرق الاوسط ابدا واسكنهم العثمانيون في بلاد الارمن والاشوريين المحتلة وزرعوهم بين الارمن والمسيحيين فساعدو الاتراك في قتل الارمن والاشوريين 1878 - 1923 اصحاب الارض ففرغت الهضبة الارمنية من الارمن والمسيحيين وبعد ان كانو اي الاكراد اقلية عددية صغيرة اصبحو اكثرية واصبحو يطالبون ببلاد الارمن والاشوريين ليجعلوها كردستانهم المزعوم مستفيدين من عدم وجود ارمن هناك متجاهلين ومتناسين المعاهدات الدولية 1920 والاحصائيات العثمانية 1914 الدي تؤكد ارمنية واشورية شرق وجنوب تركيا وشمال العراق ان الارمن والمسيحيين ليسو عصا مكسورة ويطالبون ببلادهم المحتلة ارمينيا واشور الدي هي اكيد ليست كردستانكم الفاشستية وزمن الفتوحات الاسلامية التركية والكردية ولى وبدون رجعة زمنكم انتهى يا اكراد واتى زمن الانتقام منكم يا قاتلي ومستكردي نساء واطفال الارمن والاشوريين واليونان والايزيديين الموت للاكراد الانفصاليين الخونة الغدارين محتلي ومستوطني بلاد الارمن والاشوريين المحتلة